تفسير قصة نوح في سورة هود (الجزء الثالث)
استكمالا لتفسير قصة سيدنا نوح عليه السلام في سورة هود وهي الآيات (45-49)
تتحدث الآيات عن سؤال نوح عليه السلام ربه عن ابنه الذي هلك رغم أن الله وعده بنجاة أهله.
(وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ)
بعد انتهاء الطوفان ونجاة المؤمنين، نادى سبدنا نوح عليه السلام ربه فقال: اللهم إن ابني من أهلي، وإنك قد وعدت بنجاة أهلي، ووعدك الحق إنك لا تخلف الميعا.
(قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ)
قال الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام: إنهد ابنك ليس من أهلك المؤمنين، إن ما فعله فسق وشرك، فلا ينجو من الهلاك.
(فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ)
لا تسأل مثل هذا السرال يا نوح، فإنه لا يليق بنبي مثلك، إني أعظك أن تكون من الجاهلين فتطلب شيئا يخالف ما أمرت به.
(قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ)
استغفر نوح ربه من فوره وقال اللهم إني أعوذ بك من أسألك شيئا لا علم لي به، فاغفر لي ذنبي وارحمني، وإلا خسرت في الدنيا والآخرة.
(قِيلَ يَٰنُوحُ ٱهۡبِطۡ بِسَلَٰمٖ مِّنَّا وَبَرَكَٰتٍ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ أُمَمٖ مِّمَّن مَّعَكَۚ)
يا نوح اهبط على الأرض بسلام وأمان فإنا منزلون عليك نعما وبركات وعلى الأمم المؤمنة التي معك وعلى ذريتهم أيضا.
(وَأُمَمٞ سَنُمَتِّعُهُمۡ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ)
وهناك أيضا من هذه الذرية من سيكفروا فسوف نمتعهم في الدنيا ثم يصيب عذاب أليم يوم القيامة.
(تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ مِن قَبۡلِ هَٰذَاۖ فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِينَ)
هذا حديث الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أنه يخبره بقصص السابقين وهي من الغيبيات التي لم يكن بعلمها هو ولا الصحابة رضوان الله عليهم. ثم يخبره أن يصبر على أذى المشركين من قريش كما صبر نوح عليه السلام على كفر وإعراض قومه عن دين التوحيد.
وكان الله سبحانه وتعالى دائما ما يضرب الأمثال للنبي صلى الله عليه وسلم ويخفف عنه الهم والغم عن طريق الإخبار بقصص السابقين من الأنبياء عليهم السلام.