قصة لوط في سورة هود (الجزء الثاني)

قصة لوط في سورة هود (الجزء الثاني)

0 المراجعات

استكمالاً لتفسير قصة سيدنا لوط عليه السلام في سورة هود من الآية رقم (79) إلى الآية رقم (82) وتتحدث الآيات عن أمر الملائكة لسيدنا لوط عليه السلام وأهله بمغادرة القرية لأن أمر الله سبحانه وتعالى قد جاء وأن العذاب الشديد سينزل على قومه، وكان عذاب قوم لوط من أشد أنواع العذابات التي أهلك الله بها الأمم السابقة.
 

تفسير الآيات:

(قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ)
يقول سيدنا لوط عليه السلام لقومه وهم أمام بيته يحاولون إجباره على إعطاءهم الرجال، يا ليت لو أن لي قوة لأمنع ضيوفي منكم وأحميهم، أو مكان آخذهم فنأوي إليه ونحتمي منكم.

(قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ)
قالت الملائكة لسيدنا لوط عليه السلام: إنا مرسلون من الله تعالى إلى قومك، فلا تخف، لن يتمكنوا من الوصول إليك.
 

(فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ)
فخذ أهلك المؤمنين وسر بهم عند حلول الليل مبتعدا عن هذا المكان.
ويقول المفسرون أن الله تعالى أعمى عيون القوم فخرج النبي لوط وبناته والملائكة آمنين حتى ابتعدوا.
 

(وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ)
ولا ينظرن أحدكم خلفه فلا يرى هول العذاب الذي يصيب القوم، إلا امرأتك فإنها ستهلك معهم. ويقول الله تعالى في مواضع أخرى من القرآن :(إنا لمنجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين).
 

(إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ) 
إن وقت عذابهم هو الصبح، أليس الصبح قريب؟
 

(فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا)
لما جاء الصبح ونزل أمر الله تعالى.
 

(جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ)
يخبر الله عز وجل عن طريقة إهلاكه لقوم لوط عليه السلام. إذ حمل جبريل -عليه السلام- قرية قوم لوط على جناحه ورفعها ثم قلبها على الأرض، وأنزل الله جلا في علاه عليهم حجارة من سجيل، وأرسل عليهم صيحة عظيمة، فأبيدوا عن آخرهم وأصبحوا عبرة لبقية الأمم.
 

(مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ)
أي معروفة ومعلمة عند الله سبحانه وتعالى، ثم يخبر الله تعالى سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بأن هذه الحجارة ليست ببعيدة عن المشركين والظالمين من قريش، فإن أراد الله إهلاكهم بها قال: كن، فيكون.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

96

متابعين

105

متابعهم

4

مقالات مشابة