تفسير سورة القصص (الجزء الثاني)

تفسير سورة القصص (الجزء الثاني)

0 المراجعات

نستكمل اليوم بإذن الله تفسير آيات سورة القصص، وهي الآيات من 6 إلى 10.

تحكي الآيات عن أمر الله تعالى لأم موسى بإلقاءه في البحر ثم التقاط جنود فرعون له.

(وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ)
أراد الله سبحانه وتعالى أن تحمل أم موسى عليه السلام دون تكبر بطنها بحيث لا يلاحظها جنود فرعون، فلما وضعته أخبرها الله تعالى بأن تقوم بإرضاعه.


(فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ)
فإذا جاء جنود فرعون للتفتيش على البيوت وخفتِ موسى أن يقتلوه، فخذيه وارميه في البحر.
وهذه من عجائب الإيمان، فكيف لأم أن تلقي ابنها في البحر، خصوصا وأنها خائفة عليه. لكنه أمر الله.


(وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ)
ثم يطمئنها الله تعالى فيقول: لا تخافي فقد موسى، زلا تحزني على فراقه، سنعيده إليك وسنجعله رسولا نبيا.


(فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ)
كانت أم موسى قد وضعت ابنها في صندوق وربطته بحبل ثم ألقته في البحر. وحين انتهى جنود فرعون من تفتيش البيت عادت إليه فلم تجده.
كان الحبل غير محكم فجرف النهر الطفل موسى عليه السلام إلى الضفة الأخرى. رآه جنود فرعون فأحضروه إليه.


(إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ)
كانوا خاطئين ومذنبين بسبب كفرهم بالله وظلمهم أنفسهم وقومهم.

(وَقَالَتِ ٱمۡرَأَتُ فِرۡعَوۡنَ قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ)
حين رأت آسيا -زوجة فرعون- موسى أحبته حبا جما، ولم يكن الله قد رزقها بمولود. فلما هم فرعون بقتله أبت ومنعته وقالت: لا تقتله لعل عيوننا تقر به، ربما نتخذه ابنا لنا. كل وهذا وفرعون وقومه لا يعلمون ماذا سيؤول إليه حكمهم بعد أخذ موسى عليه السلام.


(وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ)
أصبح قلب أم موسى فارغا من الخوف على ابنها، حتى أوشكت أن تظهر لهم أنه ابنها لولا أن الله ثبتها وربط على قلبها.


(وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ)
قالت أم موسى لابنتها اذهبي وتقصي أخباره، فذهبت تراقبه من بعيد على غفلة من فرعون وجنوده.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

96

متابعين

105

متابعهم

4

مقالات مشابة