تفسير سورة القصص (الجزء السادس)
نستكمل اليوم بإذن الله تفسير آيات سورة القصص، وهي الآيات من الآية 25 إلى الآية 29
تحكي الآيات الكريمة عن لقاء موسى عليه السلام بوالد المرأتين الذين سقى لهما وزواجه من إحداهما.
(فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ)
بينما كان موسى عليه السلام يستظل تحت الشجرة إذا جاءت إحدى المرأتين التين ساعدهما في جلب الماء. قالت هذه المرأة لموسى: إننا أخبرنا أبانا عن صنيعك معنا وسقايتك لنا، فدعاك إليه ليجزيك الأجر على ما فعلت.
يقول المفسرون: كان والد المرأتين هو سيدنا شعيب عليه السلام.
(فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ)
أي فلما حضر موسى بين يدي شعيب عليهما السلام وأخبره بقصته وبما حدث معه من أنه قتل رجلا عن طريق الخطأ وفرعون وجنوده الآن في طلبه ويبحثون عنه في كل مكان.
(قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ)
قال له شعيب عليه السلام: اطمئن ولا تخف، نحن سنحميك من الظالمين.
(قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا يَٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ)
قال إحدى المرأتين لأبيها: يا أبتِ، لعلنا نستأجر هذا الرجل فيعمل لدينا، إنه قوي وأمين، وهو خير من يمكن أن نأتمنه على عملنا.
(قَالَ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَيَّ هَٰتَيۡنِ)
بعدها طلب سيدنا شعيب من موسى عليهما السلام، أن يتزوج إحدى بناته.
(عَلَىٰٓ أَن تَأۡجُرَنِي ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ فَإِنۡ أَتۡمَمۡتَ عَشۡرٗا فَمِنۡ عِندِكَۖ)
أما المهر فهو أن يعمل لدى شعيب ثماني سنوات، ثم قال له: فإن أكملت عشر سنوات، فهو فضل منك وزيادة ولست أجبرك عليه أو أجعله جزءً من مهر ابنتي.
(وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أَشُقَّ عَلَيۡكَۚ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ)
ولا أريد أن أحملك أكثر من طاقتك وألزمك بما لا تقدر عليه، وإن شاء الله سأكون ممن يوفون بالعهود ولا ينقضون المواثيق.
(قَالَ ذَٰلِكَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَۖ)
قال موسى لشعيب عليهما السلام: إن هذا عهد بيني وبينك.
(أَيَّمَا ٱلۡأَجَلَيۡنِ قَضَيۡتُ فَلَا عُدۡوَٰنَ عَلَيَّۖ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ)
سواء أمضيت الثماني أو العشر فلا حرج علي، وأنا حر فيما أختار بينهما، والله شهيد وعليم بما أقول.ط