تفسير سورة القصص (الجزء السابع)
نستكمل اليوم بإذن الله تفسير آيات سورة القصص، وهي الآيات من الآية رقم 29 إلى الآية رقم 32
تحكي الآيات الكريمة عن بعثة سيدنا موسى عليه السلام وتكليم الله له عند الطور وإظهار معجزتي العصا واليد له حتى يذهب إلى فرعون.
(فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ)
أي فلما أنهى موسى عليه السلام سنوات العمل مع سيدنا شعيب عليه السلام كما اتقفا.
(وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ)
اي وسافر مع زوجته مغادراً مدين.
(ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ)
رأى ناراً تشتعل من فوق جبل الطور.
(قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ)
ثال موسى عليهم السلام لأهله حين رأى النار: انتظروا ربما أذهب فآتيكم بخير أو أحضر لك شعلة توقدون بها النار فتتدفئون.
(فَلَمَّآ أَتَىٰهَا)
أي لما وصل إلى تلك النار
(نُودِيَ مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّيٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)
ناداه الله تعالى في المكان المبارك يقول له له يا موسى أنا ربك ورب الناس جميعا.
(وَأَنۡ أَلۡقِ عَصَاكَۚ)
ثم أمره أن يلقي على الأرض عصاه التي يتوكأ عليها.
(فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ)
حين ألقاها موسى عليه السلام تحولت العصا فجأة إلى تعبان يتحرك. فلما رآها تتحرك كأنما مسها جن، هرب ولم يقل شيئا.
(يَٰمُوسَىٰٓ أَقۡبِلۡ وَلَا تَخَفۡۖ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡأٓمِنِينَ)
ناداه الله تبارك وتعالى وطمأنه وقال: يا موسى، أقبل إلي، لا تخف إنك آمن.
(ٱسۡلُكۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖ)
أمره الله تعالى أيضا أن يضع يده داخل جيبه، فلما وضعها خرجت بيضاء مثل قطعة الثلج.
(وَٱضۡمُمۡ إِلَيۡكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهۡبِۖ)
ثم قال له الله تعالى: ضم يديك إلى صدرك حتى تذهب عنك الرهبة ويقل خوفك، ففعل موسى ذلك فذهب خوفه.
(فَذَٰنِكَ بُرۡهَٰنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ)
فهاتان المعجزتان هما من ربك لك لتريهما إلى فرعون وملأه وتثبت لهما أن الله حق وأن عليهم أن يعبدوه وأنك رسول الله فيؤمنوا بك، إن فرعون وقومه فاسقون وعنيدون ولابد من معجزات لتبرهن لهم.
