السيرة النبوية عن الانبياء (قصص)

النبوة

سادتى"ان اليق حديث بهذا المكان الذى نجتمع فيه,حديث عن النبوة:حاجة الانسانية اليها وفضلها على المدينة,وعن السادة الذين اكرمهم الله بها,وعن عظيم منزلتهم عند الله,وكبير فضلهم على الخلق,وعميق اثرهم فى الحياة,وعن امامهم وخاتمهم الذى خصه الله بالرسالة الاخيرة والنبوة العامة الدائمة,والامامة الخالدة والشريعة الباقية والكتاب المحفوظ,وحصر سعادة الانسانية على اختلاف طبقاتها وعصورها على الايمان به واتباعه,واثر هذا البلد الطيب بان يكون مهجره ومثواه الاخير,وهنا حصل اخر اتصال السماء بالارض للوحى والرسالة.

وعلى من يمنح فرصة الحديث فى هذا المكان الكريم,وتساق اليه هذه الكرامة,ان يتقى الله,واستجابة لشعور الحسن والاحسان

ولما نزلنا منزلا طله الندى

انيقا وبستانا من النور حاليا

اجد لنا طيب المكان وحسنه

منى :فتمنينا,فكنت الامانيا

ومهمة كل مدرسة تقوم فى الاسلام_فضلا عن ان تقوم فى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم_ان تعنى قبل كل شىء بفهم نعمة النبوة التى ما انزل الله نعمة اعظم منها,وتعنى بقدرها وشكرها,وتجتهد ان تكون من انصارها ودعاتهاِ,وان تنضم الى معسكرها ولوائها فى معترك الحياة الذى انتشرت فيه الوية الجاهلية ورايات الردة والثورة,وان تنتصر لها فى مجالات الحياة كلها ,من فكرية واعتقادية ,الى عملية وتطبيقية ,ومن خلقية واجتماعية ,الى مدنية وسياسية ,وان يكون شعار ابنائها ومتخرجيها الدائم وهدفهم الاسمى ايثار النبوة ومنهاجها على كل فلسفة ومنهاج وعلى كل منحى وطريق ,وعلى كل اسلوب من التفكير وعلى كل لون من الحياة ,وطراز من المدينة وقسم من اقسام المجتمعات البشرية.

حاجة العصر الى هذا الحديث:

لقد اشتدت الحاجة الى هذا الحديث فى كل مكان ,وفى كل مجمع علمى ,وفى كل جامعة كبيرة ,اشتدت الحاجة اليه فى جامعات اوروبا وفى ندواتهاالعلمية ,وفى هيئة الامم ,وفى منظمة الثقافة العالمية ,فليس شقاء الانسانية وازمة المدينة الحاضرة_مع لتملكها لجميع اسباب السعادة والسلام والرفاهية والهناء ,الا بثورة قادتها على تعليمات النبوة والانبياء ,وتخطيطهم للمدنية والحياة على غير الاسس التى جاء بها الانبياء والمرسلون ,واستغنائهم_وبالاصح استكبارهم_عن ما اكرم الله به النبى العربى الامى ,وقولهم بلسان حال او مقال:ابشر يهدوننا! اامى جاء يعلمنا!؟ أفقير يحاول اسعادنا ؟! ابدوى يريد ان يمددنا ؟!

ولكننا اذا عجزنا بسوء الحظ-ايها السادة_او لم تسمح الظروف بعد ان نتحدث بهذا الحديث فى جامعات اوروبا وأمريكا وفى جامعات اسيا المدنية , فلا يجوز ان نعجز عنه فى الجامعة الاسلامية فى المدينة المنورة , وكانت المدينة دائما حقل النواة الكريمة , والبلد الطيب الذى يخرج نباته باذن ربه , وتقول كلمتها فيردد صداها العالم.

تصوير النبوة والمثل الحكيم:

ما مركز النبوة والانبياء فى هذه الحياة التى تعتمد فى استقاء معلوماتها وقضاء اغراضها_غالبا على الحواس الانسانية والعقل الموهوب , وتجد فيها الكفاية والغناء والامانة والوفاء ؟ وما هى ميزة الانبياء بين جماعات العلماء وطوائف العقلاء ؟ ولماذا لهم الحق ان يتحدثوا_هم وحدهم_عن اشياء , ويتقدموا بانباء لا تتناولها الحواس القوية والعقول النافذة , وهم جميعا ابناء بيئة واحدة , وواقفون على صعيد واحد ؟ لماذا يرون مالا يراه العماليق من اقرانهم, والنبغاء العبقريون من معاصريهم وجيرانهم ثم ياتى ذلك مثل فلق الصبح , وتتحقق نبواتهم ؟

هذا سوال طبيعي ساور النفوس عن كل بعثة نبوة جديدة , وكان لا بد من مواجهته يوم اكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة وامر بالانذار وتبليغ الرسالة , وكان الموقف الذى وقفه خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم من هذه الشكلة معجزة كبيرة من معجزاته الخالدة فى الحكمة والدعوة والحجة والبيان.

عاشت الامة العربية_وسكان هذا الوادى بصفة خاصة_مدة طويلة بعيدة عن المفاهم الدقيقة , والمصطلحات العلمية , والبحوث اللاهوتية , ولكنها فاقت وتميزت بسلامة فهمها وسرعة ادراكها , وحبها وخضوعها للواقع , وعلى ذلك اعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم فى شرح مركز النبوة والنيى فى هذه الحياة , وتبريد حقه فى الانذار والانباء , ومخالفة المألوف المعروف المشاهد بالعيان , والاخبار بما لا يراه الانسان , فكان ابلغ من الف دليل يستند اليه ائمة الكلام وعلماء اللاهوت.

وكانت جميع المراحل التى اجتاز بها الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم , وجميع الوسائل التى اتخذها واستخدمها فى هذه المهمة المقدسة الدقيقة مطابقة للطبيعة والبيئة , وهكذاالانبياء لا يلتجئون_فى اداء مهمتهم وتبليغ رسالتهم _ الى الصناعة والتكلف , ويكو نون من التافه الموجود الشىء العظيم المفقود.

انتهت القصة اتمنا ان تعجبكم.