الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو موضوع ازهل العديد من الباحثين والعلماء على مر العصور. إنه يتعلق بالاكتشافات الحديثة والمعارف العلمية التي توجد في القرآن الكريم، والتي تمثل معجزات تشهد على صحة النبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم والرسالة الإسلامية السامية. يؤمن المسلمون أن القرآن ليس فقط كتابًا دينيًا، بل هو أيضًا كتاب يتكون من معرفة علمية مفصلة لم تكن معروفة في زمن نزوله ولم يأتي احد بمثلها. كما ان الإعجاز العلمي في القرآن يشير إلى التوافق بين ما جاء في القرآن الكريم من آيات وما توصل إليه العلم الحديث في علوم مختلفة. يعتبر هذا التوافق بين القرآن والعلم الحديث دليل قاطع على صدق القرآن الكريم كوحي إلهي ودليل على إعجازه العلمي.
-من أمثلة الإعجازات العلمية في القرآن:
1-مراحل تكوي الجنين:
-يحتوي القرآن الكريم على وصف دقيق وكامل لتكوين الجنين في بطن امه ومراحل نموه، وهذا وصف يتفق مع العلم الحديث في الأحياء والتشريح.
-في سورة الحج، الآية 5: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
-هذه الآية تبين للإنسان مراحل خلقه، وتقدير الله سبحانه وتعالي في خلقه وتنظيم أموره. وتحث الآية على التأمل في هذه الآيات الإلهية التي تبين ابداع الخالق، وتبين أن الله تعالي قادر على إحياء الميت وإعادته إلى الحياة بعد موته.
-الآية تُوضح أيضًا أن الله يقدر ما يكون في الأرحام، ويُنظم أمور الحياة والموت، وأنه يُخرج الإنسان من بطن أمه طفلاً، ثم يمكن للإنسان أن يبلغ أشده، ويُمكن أن يُتوفى ويُرد إلى أرذل العمر، وذلك بقضاء الله وقدرته العظيمة.
-فهذه الآية الكريمة تبين مراحل تكوين الجنين بالتفصيل وهذا ما توصل له العلم الحديث الان بعد بحث وعناء كبير قبل العلماء.
2-المعلومات الفلكية:
-يحدثنا الله سبحانه وتعالي عن الكون ونشأته وتطوره بطريقة تتشابه مع النظريات الحديثة في علم الفلك، مثل ذكره لانفجار الكون العظيم.
-في سورة الأنبياء، الآية 30: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
-تشير الآية الكريمة إلى نظرية الانفجار العظيم، حيث أن الكون في المفهوم العلمي للانفجار العظيم كان في حالة مضغوطة جدًا (رَتْقًا) ثم انفجرت (فتقناهما)، مما أدى إلى تشكيل الكون وظهور الماء وكل أشكال الحياة. ومع ذلك، يُفسر الكثير من العلماء هذه الآية ومفاهيم أخرى في القرآن بطرق مختلفة، ولا يعتبرونها الآية مباشرة لنظرية الانفجار العظيم.
3-في مجال الطب:
-هناك عدة آيات قرآنية تتحدث عن مواضيع طبية وصحية، ويمكن تفسيرها بشكل يرتبط بالطب الحديث. إليك بعض الآيات مع بعض التفسير:
-سورة البقرة، الآية 185: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
-هذه الآية تتحدث عن فرض الصيام في الشهر الكريم، وتشير إلى أن الله يريد اليُسْرَ للناساي تيسير علي المكلفين، وهذا يشمل النظام الغذائي سليم والتغذية الصحية متكاملة التي يمكن أن تكون جزءًا هام من صيام المسلمين. وتفسير هذه الآية بأن الله يريد للناس الخير، ويشجع على الصحة والعافية.
-وايضا هناك آيات اخري مثل:
-سورة النحل، الآية 69: "ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
-تُشير هذه الآية إلى فوائد الأعشاب والنباتات التي تحتوي على مواد تعالج بعض الامراض التي قد تصيب البشر. وتفسيره بأنه دليل إلى علم الأعشاب والطب النبوي الذي يشجع على استخدام النباتات لعلاج بعض الامراض.
4-الجغرافية:
-القرآن الكريم يحتوي على الكثير من الآيات التي تصف التضاريس الأرضية والمياه والجبال بشكل كبير ومتوافق مع العلم الحديث. إليك بعض الآيات التي تتحدث عن هذه الجوانب مع بعض التفسير:
-سورة الرعد، الآية 3: "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
-- الآية الكريمة تبين كيف الله مد الأرض وجعل فيها الجبال والأنهار والمنافع المختلفة للبشر، وهي وصف دقيق لتضاريس الأرض والموارد الطبيعية الموجودة فيها مما يتوافق الي حد كبير مع العلم الحديث.
-سورة الأعراف، الآية 57: "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
-تشير الآية الكريمة إلى الأمطار التي تحدث عندما يصطدم السحاب بالجبال، مما يؤدي إلى نزول المطر في المناطق الجافة وإحياء الأرض الميتة، وهو وصف دقيق لعملية تساقط الأمطار وتأثيرها على النباتات والحياة النباتية.
5-البيئة:
-هناك الكثير من الآيات التي تحتوي علي العلوم البيئية الحديثة مثل قوله تعالي:
-في سورة الأنبياء، الآية 30: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"
-تُشير الآية الكريمة إلى أهمية وجود الماء كمصدر للحياة، وهو مفهوم يتضامن مع الفهم الحديث لدور الماء في البيئة والحفاظ على التوازن البيئي.
-في سورة الرعد، الآية 17: "أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ"
-تصف هذه الآية الكريمة عملية نزول المطر وأثاره على الأرض، وهو مفهوم يتماشى مع دور المطر في الزراعة ونمو النباتات.
-في سورة الروم، الآية 21: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
-تشير هذه الآية الكريمة إلى أهمية الزواج والتوازن البيئي الذي يحدثه الزواج، حيث يُعتبر الزواج وتكوين الأسرة جزءًا لايتجزأ من النظام البيئي الطبيعي لحفظ النسل.
-نستخلص مما قدمناه
-القرآن به كثير من الاعجازات العلمية الذي توصل لها العلم الحديث الان بعد تعب وعناء من العلماء من بحث ونظر في الامور والتأمل فيها فقد من الله علي عباده هذه الاعجازات لنرى عظمته ولنحمده ونشكر فضله.
هذا والله اعلم.
