لماذا قال تعالى في آيات الصيام عن ايام الصيام بأنه ايام معدودات ولم يقل ايام معدوده

لماذا قال تعالى في آيات الصيام عن ايام الصيام بأنه ايام معدودات ولم يقل ايام معدوده

0 المراجعات

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (١٨٣)  أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ )
لماذا قال تعالى ايام  معدودات ولم يقل معدودة ؟
كما فى قوله تعالى (وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ)
------------------------------------
هناك من النحاة من قال إن الجمع  المؤنث للقلة كما في اية الصيام (أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ ) .

وان ايام معدودة للكثرة كما فى قوله تعالى ( وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ)
واختلف النحاة على ذلك وقالو أن جموع الجمع المؤنث والمذكر يفيد القلة والكثرة .

فكيف  أن المفرد يدل على القلة أكثر  من جمع القلة! فكيف تكون معدودة وهى كلمة كمفرد تكون  أكثر من معدودات التى هى جمع كلمة معدودة  ؟!

فجمع المؤنث السالم وجمع المذكر السالم عند اغلب النحاة  هو لمطلق الجمع من غير نظر إلى القلة أو الكثرة،
فمعدودة ومعدودات ليست دليل لا على قلة ولا كثرة لان ليس هناك قول فصل فى ذلك   .
----------------------------------
اما من خلال كتاب الله 
معدودات :هى محددة العدد 
معدودات تؤكد أنها ايام معلومات وذلك لأن شهر رمضان أيامه معلومات له بداية ونهاية معلومة وان صيام الامم السابقة كان معلوم الصيام ايضا ولذلك جاءت معدودات  .

فما الدليل على ذلك ؟

الدليل  فى قوله تعالى (ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَـٰتࣱۚ )  . ويذكرون الله فى ايام معلومات اى ايام الحج. قال تعالى :
(لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ ((أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ)) عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ)
هذه الأيام المعلومات هى معدودات.
وليست معدودة وذلك  لقوله تعالى :
( وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ فِیۤ(( أَیَّامࣲ مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ ))فَمَن تَعَجَّلَ فِی یَوۡمَیۡنِ فَلَاۤ إِثۡمَ عَلَیۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَاۤ إِثۡمَ عَلَیۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّكُمۡ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ)

اذن الايام المعدودات هى ايام الحج  المعلومات .معلوم بدايتها ونهايتها فهى معلومة ومحددة .
ولذلك قال الله فى الحج ((وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ)
ولم يقل اذكروا الله أياما معدودة

وهذا الفرق بين معدودة ومعدودات أن معدودة غير معروفه أو غير محددة  اما معدودات فهى معروفه ومحددة  كما فى الحج وكما فى الصيام . 
وفى قول بنى إسرائيل :
(ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۖ وَغَرَّهُمۡ فِی دِینِهِم مَّا كَانُوا۟ یَفۡتَرُونَ)
قالوا لن تمسنا النار إلا أيام معدودات فهذا زعمهم اى انهم حددوا الايام التى تمسهم النار فيها . وكان رد الله عليهم أن زعمهم هذا افتراء( وَغَرَّهُمۡ فِی دِینِهِم مَّا كَانُوا۟ یَفۡتَرُونَ)

--------؛
اما معدودة  غير محددة العدد :
ولذلك فى  قوله تعالى :
(وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن یُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥۤۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)
هناك من قال إن وجودهم فى النار ما هى إلا أيام و غير معرفة عددها ولذلك قالوا هنا معدودة ولذلك نفى الله عنهم العلم لأنهم لم ياتوا بعدد محدد فقال تعالى لهم ( أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)

وفى قوله تعالى : 
(وَلَىِٕنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰۤ أُمَّةࣲ مَّعۡدُودَةࣲ لَّیَقُولُنَّ مَا یَحۡبِسُهُۥۤۗ أَلَا یَوۡمَ یَأۡتِیهِمۡ لَیۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ)
وتأخير العذاب هنا إلى أمة معدودة ايضا غير معلوم عددها لأن العذاب ياتى بغتة ولا يعلم عدده الا الله

وفى قوله تعالى :
(وَشَرَوۡهُ بِثَمَنِۭ بَخۡسࣲ دَرَ ٰ⁠هِمَ مَعۡدُودَةࣲ وَكَانُوا۟ فِیهِ مِنَ ٱلزَّ ٰ⁠هِدِینَ)
فثمن نبي الله يوسف ايضا غير معلوم ولذلك قال  دراهم معدودة وليست معدودات .

اذن معدودات ايام معروف عددها مثل الحج والصيام فهى محددة العدد  .

ومعدودة ايام  غير معروفة وغير محددة العدد ولذلك جاءت مع ثمن يوسف ومع عذاب بني إسرائيل عندما قالوا عن أن النار لن تمسهم ولم يحددوا عددها.فهى غير محددة العدد .وعندما حددوا ايام العذاب جاءت معددوات .

وما توفيقى إلا بالله .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

0

followings

1

مقالات مشابة