شهر رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار
شهر رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار
أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المعظم حاملا معه الرحمة والمغفرة والعتق من النار. يأتي رمضان فيهب النفوس راحة وسكينة وسعادة لا توصف، بسبب الروحانيات والأجواء المرتبطة بهذا الشهر على وجه الخصوص. تنتشر البهجة بحلول الشهر االفضيل في الشوارع وتعلق الزينات و تنتشر الأماكن المخصصة لبيع الكنافة و القطائف والمشروبات الخاصة برمضان مثل العرقسوس والتمر الهندي. أما المساجد فتتزين بالذاكرين والعابدين والركع السجود. ترى المودة والتراحم بين المسلمين في أكمل صورة لها وقبيل الإفطار ينتشر المتطوعين والمتبرعين لتوزيع الوجبات على المسافرين ومن منعهم السفر عن الإفطار مع ذويهم.
شهر رمضان الرحمة والمغفرة وفرصة ذهبية
لابد أن نعي أن شهر رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار ليس فقط من أجل االإسراف في المأكل والمشرب والتفكير في قضاء السهرات في الخيام الرمضانية، فهذا أبعد ما يكون عن شهر رمضان.
يعتبر رمضان فرصة ذهبية لا تعوض إذ أن الحسنات تتضاعف لهذا فمن الواجب استثمار كل دقيقة في أيامه المعدودات لنكون من الفائزين بالجائزة الكبرى ألا وهي العتق من النار.
احرص على تخصيص وقت لقراءة القرآن واجتهد لتقوم بختمه أكثر من مرة و تدبر معاني الكلمات و اجعل وقت قبل الإفطار للتسبيح والتهليل.
أما الليل فنوره بصلاة القيام ولا تشغل نفسك بحطام الدنيا. كفاك أحد عشر شهرا للدنيا اجعل رمضان للتزود للآخرة و لتعطير قلبك ونفسك و اعط روحك مجالا لتصفو .
لو قيل أن احد المتاجر سيقدم مئات البضائع بأثمان زهيدة لتراصت الصفوف على أبوابه، وها هو رمضان كل عمل من صلاة و تسبيح بحسنات مضاعفة فما بالنا نعرض عنه وهو فرصة لا تعوض لمحو الذنوب و الخطايا.
أشياء لا تفعلها في رمضان
هناك عادات خاطئة يقترفها البعض من باب التعود أو الجهل وتتسب في ضياع كامل الأجر ومنها ما يلي:
●النوم طيلة النهار
خطأ فادح يقع فيه البعض متعللا بحرارة الأجواء وصعوبة الصيام، أعلم أن ثواني رمضان غالية فلا تضيعها واحتسب الأجر من الله.
●متابعة المسلسلات
رمضان شهر للعبادة و لصفاء الروح و التقرب من الخالق، فلا تنصرف عن كل تلك المعاني الجميلة لمتابعة محتوى تافه لايقدم سوى الألفاظ النابية وينشر العنف والسلوكيات الخاطئة. إذا أردت الترفية فشاهد المحتوى الذي يعينك على الطاعة ويحبب إلى نفسك فعل الخيرات، ثم إن المسلسلات متوافرة طوال العام فلن تنقص أعمارنا إذا تركناها شهرا.
●العصبية الزائدة
أثناء الصيام وقبيل الإفطار يحتد مزاج البعض و يدخل في مشاجرات بلا سبب، متعللا بأنه صائم اعلم أن الصيام إنما شُرع لتزداد التقوى في القلوب والتراحم و جميع الصفات النبيلة و ارتفاع الصوت والتنابذ بالألقاب بعيد تماما عن مقتضيات الصيام .
●الإسراف في المأكل والمشرب
رمضان ليس لملأ البطون رمضان لشحن القلوب بالخير والتقرب إلى الله، والإسراف والتبذير سلوك إخوان الشياطين فاحرص على عدم التبذير وكذا عدم التقتير على أسرتك بحجة الاقتصاد الوسطية مطلوبة في كل شيء حتى المأكل والمشرب.
●الانشغال عن الطاعة
هذا يحدث مع النساء عادة إذ أنهن يقضين أغلب النهار في المطبخ وإذا انتصف الشهر يقمن بحملات أشبه بغارات الفاتحين من غسل للفرش والحوائط والارضيات ولو ترك المجال لهن لقمن بخلع الارضيات وإعادة تركيبها بدعوى الاستعداد للعيد. أعي تماما أن النظافة من الإيمان وأنها سلوك قويم ولك لابد من الاعتدال وعدم المبالغة فيها. إن كان ولابد فاحتسبي أجر الطبخ والقيام على شؤون أسرتك و اشغلي لسانك أثناء الطبخ بذكر الله .
شهر رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار و صلة الأرحام
هاهي فرصة سانحة بقدوم رمضان لتصفو النفوس و نصفح عن المتجاوزين. فلنطرق أبواب الأقارب و ننسى الخلاف و نعفو ونصفح؛ ليكافأنا الله بالغفران.
الدنيا فانية ولا تستحق أبدا أن نتقاطع ونتخاصم ونعادي بعضنا بسبب متاع زائل فالآخرة خير وأبقى.
الصدقات في رمضان
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة.
وفي ظل ما تعانيه الأسر الفقيرة من ارتفاع الأسعار وضيق ذات اليد، احرص على تقديم العون و تفقد المحتاجين.
وتذكر أن الحسنات يذهبن السيئات وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. ابذل ما تستطيع فالله يضاعف ويربي الصدقات في الأيام العادية فمابالكم في رمضان.
ختاما هنيئا لمن كان من عتقاء النار، هنيئا لمن أطعم الطعام وقام وصام احتسابا للأجر، هنيئا لمن سيربح الحسنات وتغفر له الخطايا.
اللهم بلغنا رمضان وسلمنا رمضان وتسلمه منا، واجعلنا جميعا من عتقاء النار يا رب العالمين.
دمتم بكل ود.
