خواطر و تعاليم من سورة الكهف

خواطر وتعاليم من سورة الكهف 

سورة الكهف من السور القرآنية العظيمة التي تضم الكثير من  دروس والعبر. سنقوم  برحلة في الدروس والعبر  في  سورة الكهف، في  محاولة لفهم بعض معانيها، لكي  نتعلم منها  ونتزود من بحور أنوارها .

الكهف  من السور التي تضم معاني جمة وتعاليم ومواقف لا حصر لها. 

من الممكن أن نقول أنها جمعت شؤون الحياة و طبائع البشر و ردود أفعالهم في سياق تعليمي جذاب.

خواطر وتعاليم من سورة الكهف وسلوكيات يجب تقويمها

المتأمل بتأن  في السورة يجد أنها عالجت السلوكيات السيئة التي تصدر عن أغلب البشر سهوا أو عمدا،

 فكانت السورة بمثابة نبراس يصحح المفاهيم المغلوطة ويقوم الاعوجاج السلوكي، بطريقة محببة للنفوس ومن الصعب أن تمحى من الذاكرة، وهي ما يطلق عليه السهل الممتنع.

على سبيل المثال: عالجت السورة  في الآيات من (31) إلى (44)، مسألة التباهي الفج  والتفاخر بامتلاك الأموال والحسب والنسب،

 ووضحت أن التباهي سلوك فظ يقربنا من النار ويبعدنا عن الخالق، إذ أن البشر كلهم عبيده، وهو مالك الملك، فلا يحق لعبد أن يتفاخر على آخر بما لا يملكه أصلا،

 إذ أن الأرض وما عليها ملك للأحد الديان ولا يحق لأحد مفاخرة في حضرة الملك المنان. 

سورة الكهف والسلوك القويم إزاء  النِعَم

خواطر وتعاليم من سورة الكهف وضحت أن السلوك القويم يقتضي أن نشكر رب النعمة ونعترف بفضله،  و لا يحق لأحد أن  ينتقص  من قدر من حُرم من نعمة ما  لحكمة يعلمها الله وحده.

 لأن دوام الحال من المحال ومن أعطاك نعمة قادر على أن يسلبها منك بسبب الغرور والكبر والتفاخر ويحولها لمن يعرف قدرها ويؤدي حق الله فيها ولا يكسر قلوب من حوله. 

الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا عزز التباهي 

ترى الآن تفاخر لا حد له وعزز هذا النهج الخاطئ وسائل التواصل التي استغلها البعض جهلا في التباهي بامتلاك السيارات الفارهة والبيوت الفخمة وما إلى ذلك من متاع الدنيا، 

غير عابئين بالتبعات السلبية على بعض النفوس الضعيفة التي ربما ترى أن عدم امتلاكها للأمور المادية بسبب الحظ العاثر، وتقيس السعادة والرضى من معيار مادي بحت. 

بعض الناس يعلق آماله فقط على الأمور الدنيوية. لهذا إذا لم يتوفر له أمر مادي أظهر السخط.

لهذا وضح القرآن الكريم على لسان من حرم من النعم المادية أن يعلم أن مقادير الأمور بيد الله. وأن كل حال للإنسان هو الخير وأن من امتلك الثروة مطالب بحمد الله وأداء حق الله، و سيسأل عن كل ما امتلكه وفي أي وجه من وجوه الإنفاق وضعه، فالأمر إنما هو تكليف وليس تشريف على الإطلاق.    

مظاهر التفاخر  في الحياة اليومية

لا يقتصر التباهي بنعم الله على امتلاك الأمور الدنيوية المادية، بل ظهر  في العصر الحديث تباهٍ خاص بامتلاك العلم. أصبحنا نرى البعض يفاخر  بقدراته العقلية التي هي فضل و منة  من الفتاح العليم.

الله يهب العلم لصاحبه لكي ينفع به باقي البشر  ويقدم ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

 بعض المتعلمين يتفاخرون بالحصول على الشهادات ويعتقدون أنهم في منزلة أرفع بسبب ما تعلموه، وهو أمر يجافي الصواب.

العالم مسؤول عن علمه و ما يقدمه للبشرية، فليس من التفوق أن استغل مثلا دراسة الطب وأتخذها تجارة وطريق للتربح والكسب. 

سهل الله لك هذا المجال لتخفف الآلام وتكون فيمن قال فيهم “ ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

ختاما  كانت هذه خواطر وتعاليم من سورة الكهف،

 نستفيد منها أن  صاحب النعم مطالب بشكر المنعم و أداء حق الفقراء وعدم معايرة من حوله. صاحب العلم مطالب بنفع الناس و إعمار الكون.

من لم يحظ بحظ وافر في جانب يجب أن يعلم أن الله عوضه في جانب آخر، وينبغي أن يعلم أن ماهو فيه هو الخير.

 يجب أن يؤمن أن المقاليد كلها بيد الله وأن التوكل على الله  والدعاء والاجتهاد يغير المحال.

دمتم بكل ود.