“قصص الأنبياء: دروس وعبر من نوح وسليمان ويونس”

“قصص الأنبياء: دروس وعبر من نوح وسليمان ويونس”

0 المراجعات

                                                                                                                     سنتحدث اليوم عن قصص الأنبياء

اولاً: قصة سيدنا نوح

في أيام القدماء، عاشت بشرية مرتدية عن طريق الخطأ والظلم، وفي هذا الوقت من الفساد أرسل الله نوحاً، النبي العظيم، لتحذير قومه من العقاب الذي ينتظرهم بسبب معاصيهم.


وبدأ نوح ببناء سفينة بتوجيهات الله لإنقاذ نفسه وأسرته والمخلوقات من الطوفان الذي أرسله الله لتطهير الأرض من الفساد. ولكن قومه لم يستجيبوا لنذيره واستمروا في الكفر والمعصية.

وخلال فترة البناء، دعا نوح قومه إلى التوبة والإيمان والتوجه الي الله ، لكنهم رفضوا الاستجابة. وعندما حل الطوفان، دخل نوح ومن معه المؤمنون إلى السفينة، ونجاوا بينما غرق بقية البشرية.

تقديم بعض الآيات التي ذكرت فيها قصة سيدنا نوح:

1. ذكر سيدنا نوح:


• سورة الأنعام، الآية 83: “وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ…”
• سورة الأنعام، الآية 84: “وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ…”
• سورة الأنبياء، الآية 76: “وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ…”
• سورة الشعراء، الآية 105: “وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ…”
• سورة النحل، الآية 119: “ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ. فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ نُوحًا…”

لا يوجد أحاديث مباشرة في الكتب الستة للحديث النبوي التي تذكره. ولكن هناك قصص وروايات تقدمها بعض الكتب التفسيرية والتاريخية.

هنا مقولة تعتبر من القصص والتفسيرات التي ذكرت سيدنا نوح فيها:

“من نوح إلى نوح، فليس العمل بكثرة الصلة والنسب، وإنما العمل بكثرة العبادة والتقوى.”


هذه المقولة ليست مأخوذة من مصدر معروف بشكل محدد؛ إنما هي تجسيد لمفهوم العمل والتقوى الذي يُعتقد أنه تم تعليمه وتوجيهه من قِبل الأنبياء بما فيهم سيدنا نوح (عليه السلام).

وهكذا، انتهت قصة سيدنا نوح مع إنقاذه وعائلته الصالحة والحيوانات النافقة على متن السفينة. وبعد انحسار المياه، بدأت رحلة إعادة بناء الحياة على الأرض، حيث أعادت عائلة نوح والحيوانات بناء الحضارة البشرية وإعادة الأرض للحياة.

وبهذه الطريقة، تُعرف قصة سيدنا نوح كقصة عظيمة عن الإيمان والصبر والنجاة من الشر، وتظل تُروى لتلهم الآخرين بعظمة الله وحكمته في توجيه البشرية.

 

ثانياً قصة سيدنا سليمان

في مملكة إسرائيل القديمة، اشتهر سليمان بحكمته العظيمة وعلمه الواسع. كانت قصة سليمان تعكس قوته وعدله، وكيف كان قادرًا على التحكم بالأمور وحل المشاكل بحكمة.


وبينما كان سليمان على عرشه يحكم شعبه بالعدل، واجه تحديًا كبيرًا عندما قدمت إليه نملة تستغيث، مخبرة إياه عن جيش النمل الذي يهددهم بالدهس. فأبدع سليمان في حكمته ووجّه جيشه لصنع طريقة من الحديد ليمنعوا دهس النمل، ما أظهر قدرته على فهم لغة الحيوانات والتفكير الإبداعي.

وتبرز قصة بلقيس وسليمان أيضًا، حيث أسلمت بلقيس وآمنت بالله بعد زيارتها لمملكة سليمان وإدراكها لقوته وحكمته.

ذكر سيدنا سليمان:
• سورة الأنبياء، الآية 78: “وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ…”
• سورة الصافات، الآية 30: “إِنَّا فَتَنَّا سُلَيْمَانَ…”
• سورة الصافات، الآية 35: “وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْيَاسَ…”

هذه بعض الآيات التي ذكر فيها سيدنا سليمان في القرآن الكريم.

بعض الأحاديث التي ذكر فيها سيدنا سليمان عليه السلام

1. عن عبدالله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله آتى سليمان مسلطانا فقال: هل تحب أن أعطيك مثل ما أعطيتك أحدا من خلقي؟ فقال: بلى يا رب، فقال: فعليك بالعلم، فأعطاه الله عز وجل العلم” (رواه البخاري).
2. عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بعث الله نبيا قبلي إلا كان له من أمته حواري، أصدقهم حارثة النبي صلى الله عليه وسلم، وإني أرجو أن يكون أكثرهم فيكم” (رواه البخاري ومسلم).

هذه بعض الأحاديث التي ذكرت فيها سيدنا سليمان.


وهكذا، انتهت قصة سيدنا سليمان مع إظهار قدرته وحكمته العظيمة في التحكم بالأمور، وتحديه للصعوبات والتحديات بحكمة وعدل. وأظهرت قصة بلقيس وسليمان تأثير قدرة الحكمة والعدل على إرشاد الآخرين إلى الإيمان والتوحيد.

وبهذه الطريقة، تُعرف قصة سيدنا سليمان كقصة ملهمة عن الحكمة والعدل والتسامح، وتظل تُروى لتلهم الآخرين بعظمة الإيمان والصبر والعدل.

 

ثالثا: قصة سيدنا يونس دروس وعبر


في قلب التاريخ وبين صفحات القرآن الكريم، نجد قصةً تحمل في طياتها دروسًا عظيمة وحكمًا مهمة. إنها قصة سيدنا يونس، النبي الذي تحدى مصيره وجرأ على هروبٍ من رسالته الإلهية. تعتبر قصة يونس عبرةً لكل من يعترض على قضاء الله، وتحمل في طياتها عظة للتوبة والرجوع إلى الله بعد الضلال. دعونا نغوص سويًا في رحلة قصة يونس لنستمد منها العبر والدروس النافعة.

 

يونس (عليه السلام) كان نبياً من أنبياء بني إسرائيل، وقد كان يُرسل إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد والابتعاد عن الشرك والمعاصي. ومع ذلك، فقد رفضت قومه رسالته وأصروا على عبادة الأصنام والتمسك بالجاهلية.

بعد محاولاته المتكررة دون جدوى في إقناع قومه بالتوبة والرجوع إلى الله، شعر يونس باليأس من قدرته على تغييرهم وانتقل من مكان إلى آخر في محاولة للهروب من مهمته. وفي النهاية، قرر أن يترك قومه دون إذن من الله، وانطلق إلى البحر حيث كان على وشك الانطلاق في رحلة بحرية.

أثناء الإبحار، تعرضت السفينة التي كان على متنها لعاصفة شديدة، وكانت الأمواج تتلاطم بشدة. فقرر طاقم السفينة أن يتخلصوا من بعض البضائع لتخفيف وزن السفينة والتصدي للعاصفة، وفي النهاية قرروا أن يقرعوا بين الركاب لاختيار شخص ليتخلى عنه في البحر لتهدئة العاصفة.

فرغم أن يونس (عليه السلام) كان على متن السفينة كراكب، إلا أن القرعة وقعت عليه. فعلم أن هذا كان عقاباً من الله على ترك مهمته بدون إذن، وفي قلبه أدرك أنه كان خطأً منه أن هرب من رسالته.

فألقي به يونس في البحر، وفورًا ابتلعته الأمواج العاتية وغمرته. في هذه اللحظة الحرجة، استغاث يونس بالله وتوب إليه، وفي الوقت نفسه، أرسل الله سمكة عظيمة لتبتلع يونس وتحمله على ظهرها، وبقي في بطن السمكة ثلاثة أيام.

بعد ذلك، أمر الله السمكة أن تقذف يونس على ساحل بعيد. وفي هذا المكان، قام يونس بالتوبة الصادقة وعاد إلى مهمته كنبي لله. وهكذا أتم يونس رسالته بنجاح ونجى من العذاب الذي كان يهدده بسبب فراره من رسالته.

بعض الايات التي ذكر فيها سيدنا يونس عليه السلام

1. في سورة الصافات:
“وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ” (الصافات 139-148).
2. في سورة الأنبياء:
“وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ” (الأنبياء 87-88).

هذه بعض الآيات التي تذكر فيها قصة سيدنا يونس في القرآن الكريم.

لا توجد أحاديث متوثّقة في الكتب الستة التي تتعلق مباشرة بسيدنا يونس. ومع ذلك، هناك بعض الأحاديث التي تتناول دروسًا وعبرًا من قصته، على الرغم من أنها ليست قصصًا مباشرة عنه. وفيما يلي أحد الأحاديث المعنونة بسياق يتعلق بالتوبة والرجوع إلى الله، والتي يمكن أن ترتبط بقصة سيدنا يونس:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ يُكْثِرُ مِنْ السُّجُودِ لِلَّهِ، إِلَّا بَدَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ خَطِيئَةً رَفَعَهَا عَنْهُ، وَرَفَعَ لَهُ بِهِ دَرَجَةً”. (مسلم)

هذا الحديث يشير إلى أهمية السجود وتذلل العبد أمام الله، ويمكن أن تكون قصة سيدنا يونس مثالًا على توبة صادقة وتذلل أمام العظمة الإلهية.

وهكذا، انتهت قصة سيدنا يونس بتوبته الصادقة وعودته إلى مهمته كنبي لله.

 

وهكذا، انتهت هذه القصص العظيمة التي جلبت معها دروسًا وعبرًا مهمة لنا جميعًا. من سيرة سيدنا نوح نتعلم الصبر والإيمان الراسخ في وجه الصعاب، ومن قصة سيدنا سليمان نستلهم حكمة الحكامة والعدل، وأخيرًا من قصة سيدنا يونس نتذكر أن رحمة الله واسعة وأن التوبة والرجوع إليه هو السبيل للخلاص.

فلنتعلم من هذه القصص ولنستمد منها العبر والدروس، ولنسعى دومًا للتقرب إلى الله والعمل بما يرضيه، حتى نكون من الأولين والآخرين الذين ينالون رضاه ورحمته في الدنيا والآخرة وندرك ايضًا من هذه القصص رحمة الله الواسعة.

فلنعمل بجد وإخلاص، ولنكن مثالًا يحتذى به في حياتنا، ولنسعى دائمًا للتقرب إلى الله والسير على طريق الخير والبركة.

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (التوبة 105).

هذه الخاتمة تلخص المواضيع التي تم طرحها في المقال وتوجه القارئ نحو التأمل والعمل الصالح.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة