عمير بن سعد الانصاري رضي الله عنه
عمير بن سعد الانصاري
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلي اهله واصاحبه أجمعين أما بعد فخير الكلام ماقل ودل وخير الواعظين الموت ويليه الحكمه فأنعم علينا بها في نفوسنا يارب العالمين اما بعد .
في عجاله سنتحدث في قصه صغيره لفتي من انصار النبي (ص) ذاق اليتم وهوصغير وحديث عهده بالدنيا فلقد مات ابوه وماترك له مالاً ولاسند يتقوي بهما علي الدنيا ولكن اراد رب العزه ان يضيء طريقه ببصيصٍ من ضوء الحياه حينما تزوجت امه من رجل غني في المدينه وهو الجلاس بن سويد (رضي الله عنه ) من الاوس فكفل عميراً وأحبه جباً شديداً وتعلق به كأنه ولده من صلبه ومضت الايام وهاجر النبي (ص) من مكه الي المدينه فأضاءت المدينه بالنبي وبحبيهما للنبي (ص) وكذالك لبعضهما البعض فدخل الغلام الصغير في دين الله وهو في سن العاشره من عمره وتمضي الايام ويعيش عمير سعاده ما بعدها سعاده فهو يعيش في كنف رجل كريم وكذالك يحيا في صحبه الحبيب (ص) حتي كان يوم من الايام اراد الله ان يختر قلب هذا الفتي ليري هل كان حبه لله ورسوله خالصاً ام لزوج امه الجلاس وفي السنه التاسعه من الهجره اراد النبي ان يجمع المال لتجهيز جيش تبوك فنادي في المسجد للذين يريدون ان ينفقو في سبيل الله وكان عمير يذهب الي المسجد ويري بعينه صحابه رسول الله ينفقون في سبيل الله فهذا ابو بكر اتي بكل ماله وهذا عمر بن الخطاب يأتي بشطر ماله وهذا عثمان بن عفان يأتي بثلاثمائه بعير وجهازهِا معها ومئات الدراهم ورأي الذين لايملكون النفقه والمال قد حال الفقر بينهم وبين الجهاد يأتون الي النبي (ص) فيردهم لأنه لايجد مايحملهم عليه فيرجعون واعينهم تفيض من الدمع حزناً الايجدوا ماينفقون وفي كل ما مر يتعجب الفتي من امر زوج امه الجلاس لماذا لم يتبرع فأراد الفتي بحكمه ان يستحثه علي الانفاق في سبيل الله فجلس يحدثه عن الصحابه وعن إنفاقهم وتبرعهم في سبيل الله فما كان من الجلاس الا ان قال قولاً طعن به في صدق رسول الله (ص)(والله إن كان محمدٌ صادقاً فيما يدعيه من النبوه فنحن شر من الحمير ) فلم يملك الفتي نفسه حتي رد علي قائلاً ,والله لرسول الله صادق وانت شرٌ من الحمير , فأظلمت الدنيا في عين الفي فما يدري ماذا يفعل ايسكت علي ماحدث فيكون قد خان الله ورسوله ام يسكت ويكون من المنافقين وربما اصاب المنافقين عذاب من الله فايؤخذا معهم او يذهب فيخبر النبي فيفضح احب رجل اليه ولكنه سرعان ما قرر فدينه ورسوله احب اليه من الدنيا وما فيها سيذهب ليخبر النبي (ص) وهنا التفت عمير للجلاس وقال له “والله ياجلاس ما كان علي ظهر الارض احد بعد رسول الله احد احب الي منك فأنت اثر الناس عندي واجلهم علي يداً ولقد قلت مقاله ان اخبرت النبي بها فضحتك وان سكت عنها خنت امانتي واهلكت نفسي وديني وقد عزمت ان امضي الي رسول الله وأخبره بما قلت لي فكن علي بينه من امرك ”ثم انطلاق الغلام الي النبي (ص) يخبره بما حدث فلما سمع النبي هذا الكلام من الفتي ارسل يستدعي الجلاس فجاء مسرعاً ولما سأله النبي عن مقالته اقسم بالله ما قال وأن عميراً كاذب فالتفتت الانظار الي عمير واسرع بعض المنافقين ينظرون الي عمير ويلقونه بالوم ويقولون هل هذا جزاء احسانه اليك ؟ فبكي الفتي وقال اللهم انزل علي نبيك تبيان ما تكلمت بف فأتي الوحي الي النبي (ص ) فأرتعد الجلاس خائفاً لأن الله سيظهر كذبه وأشرق وجه عمير لأن الحق سيعلن وما هي إلالحظات وقرأ النبي قول رب العزه (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) فردد الجلاس بل اتوب يارسول الله بل اتوب يارسول الله عمير صدق وانا من الكاذبين وهنا مد النبي (ص) يده الشريفه فامسك بأذن عمير وقال له “وفت اذانك ياغلام ما سمعت وصدقك ربك ” وكان الجلاس بعدها يقول جزا الله عميراً عني خيراً فلو تلركني لمت علي الكفر .
وبعد هذا الموقف المهيب ثبتت جذور الايمان داخل الفتي الصغير وشب علي حب الايمان وحب الله ورسوله حتي ان الفاروق عمر بن الخطاب كان يقول “وددت لو ان لي رجالاً مثل عمير استعين بهم علي امور المسلمين ” وفي حياه الفتي الكثير من المواقف التي اشرق فيها نور الايمان ونذكر منها ماحدث من اهل حمص كانو كثيري الشكايه من الولاه في عصر الخليفه عمربن الخطاب فأراد الخليفه ان يضع عليهم رجلاً لايجدون فيه مضع للجدل .
وفي وقتها استدعي الخليفه عمير وكان يجاهد في مع الجيوش في ارض الشام ولكن جاء امتثالاً لأمر الخليفه فطاعته واجبه وكان كاره لترك الجهاد كاره للولايه والحكم.
ولما ان وصل عمير بن سعد الي حمص امر مؤذن ان ينادي في الناس قيجتمعو في المسجد ثم خطب في الناس قائلاً “يا أيها الناس إن الاسلام حصن منيع وباب وثيق وحصن الاسلام العدل وبابه الحق فأذا دُك الحصن وحطم الباب استبيح حمي هذا الدين وان الاسلام مايزال منيعاً ماشتد السلطان وليست الشده ضرباً بالصوت ولاقتلاً بالسيف انما الشده هي قضاء بالعدل واخذٌ بالحق ” ثم انطلق ييبحث عن متاعب ومشاكل الناس حتي يعالجها فهذا عمله وكان عابداً تقياّ ورعاً زاهداً في الدنيا لايملك غير قِربه ماء وقصعه يأكل فيها ويغسل فيها رأسه وفي احد الايام ارسل الخليفه عمربن الخطاب الي بيت مال حمص ليرسلوا له اسماء المحتاجين فكان علي رأسهم عمير بن سعد فأرسل له الخليفه مائه دينار ليستعين بها علي حاجته فما لبث إلا وأن قام بتوزيعها علي الفقرأ والمساكين فلامه اصحابه علي ذالك فقال إنما ادخرتها ليوم لا ينفع مالٌ ولا بنون وهكذا كانت حياه الصحابه رضوان الله عليهم عاشو علي الصدق والحق وماتو عليه . “رضي الله عنه وأرضاه ”فهو المصَدق من السماء