الخوف من الله تعالي مُنجي المؤمن

الخوف من الله تعالي مُنجي المؤمن

0 المراجعات

في بيان الخوف 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلي اهله وصاحبه أجمعين أما بعد فخير الكلام ماقل ودل وخير الواعظين الموت ويليه الحِكمه فأنعم علينا بها في نفوسنا يارب العالمين اما بعد .

س/ ما هو الخوف …………؟

هو عباره عن رهبه في نفس الشخص وروحه عند معرفه تعرضه للأذي . مثل خوف الاب علي فقدان ولده  وخوف العبد من عذاب ربه .وخوف المملوك من ملِكه وغيرها من الامثله العديده .ولكن سنتحدث بشكل خاص عن الخوف من الله تعالي 

 

الخوف من الله تعالي 

قال تعالي في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون) اي اخشو الله عز وجل وانظرو ماعملتم ليوم القيامه واتقوه  انه يعلم الخير لكم والشر لكم فأن الملائكه والسماء والارض واليل والنهار  وجوارح الانسان يشهدون عليه يوم القيامه  فتشهد للمؤمن علي صلاته وصيامه وما عمل من صالح وتشهد علي الكافر علي عصيانه وشرب الخمر واكل الحوام والزني والبغي في الارض . وكما قال الفقيه ابو اليث المؤمن هو الذي يخاف الله تعالي بجميع جوارحه ويظهر ذالك في سبع اشياء 

  1.  الاول:لسانه فيمنعه من الكذب والغيبه والنميمه والبهتان ,ويجعله مشغولاً بذكر الله تعالي وقرأه القرأن ومذاكره العلم .
  2. الثاني : قلبه فيخرج منه العداوه والبغضاء وحسد الاخوان لأن الحسد يمحو السيئات كما قال (ص) “الحسد ييأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ” واعلم ان الحسد من مرض القلوب ولا يداوي مرض القلب إلا بالعلم والعمل .
  3. والثالث :نظره فلا ينظر الي الحرام من الاكل والشرب والكسوه وغيرها ولا الي الدنيا بالرغبه ,بل يكون نطره علي مقدار الاعتبار فلا ينظر الي مالا يحل كما قال (ص)"من ملأ عينه من الحرام ملأ الله يوم القيامه عينه من النار " 
  4. والرابع : بطنه فلايدخل الي بطنه وجوفه حراماً فأنه إثم كبير كما قال ( ص ) “اذا وقعت لقمه من الحرام غي بطن ابن ادم لعنه كل ملك في الارض والسماء مادامت تلك القمه في بطنه,وإن مات علي تلك الحاله فمأواه جهنم ”.
  5. والخامس :يده فلا يمدها الي الحرام بل يمدها الي مافيه طاعه الله  
  6. والسادس :قدمه فلا يمشي في الحرام بل يمشي في طاعته ورضاه والي صحبه العلماء والصلحاء . 
  7. والسابع : طاعته فيجعل طاعته خالصه لله تعالي بدون نفاق ولارياء وإذا فعل ذالك كان ممن قال عنه الله تعالي (والاخره عن ربك للمؤمنين ).

** وينبغي للمؤمن ان يكون بين الخوف والرجاء ولا ييأس من روح ورحمه الله كما قال تعالي (قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ)

وحكايه عن نبي الله داود عليه السلام  بينما هو جالس في صومعته يتلو الزبور اذ رأي دوده حمرأ في التراب فقال في نفسه ما أراد الله من هذه الدوده ؟ فأذن الله للدوده ان تتكلم فقالت يانبي الله :“اما نهاري فألهمني ربي ان اقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر الف مره واما ليلي فألهمني ربي ان اقول اللهم صلي علي محمد النبي وعلي آله وصحبه اجمعين .”,فأنت ماذا تقول حتي استفيد منك -فندم داوود عليه السلام علي احتقاره للدوده وخاف ربه وأناب .

فهكذا هي حال الخائف من شيء تره لايذكر غيره لخوفه منه كذالك الخوف من الله إذ خِفت منه تكون ذاكراً له ليل نهار . وذكر الله بخشوع من علامات الخوف منه  وقال (ص)"إذا اقشعر جسد العبد من خشيه الله تعالي تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجره ورقها "

“وحكي ايضاً ان رجلاً كان عاشقاً بامرأه فخرجت تلك المرأ مع قافله لحاجه لها فخرج الرجل معها فلما خلا بها في الباديه ونام الناس افشي لها سره فقالت له المرأه انظر في حال الناس هل هم نيام ام لا ففرح الرجل بقولها وظن انها قد اجابته وقام يطرف حول القافله ليتفقد حال الناس فوجد الكل نيام فرجع اليها وأخبرها بحال الناس فقالت له :ما تقول في الله تعالي اهو نائم الان قال ان الله تعالي لايغفل ولا تأخذه سنه ولانوم فقالت ان الذي لم ينم ولا ينام يرانا وأن كان الناس لايروننا فذالك اولي ان يُخاف منه ,فتركها الرجل وذهب مسرعاً خائفاً من الله تعالي وتاب ورجع الي وطنه ,فلما مات رأوه  في المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بخوفي وتركني ذالك الذنب .” وروي عن النبي (ص)قال :يقول رب العزه  “لا اجمع علي عبدي خوفين ولا امنيين من خافني في الدنيا امنته في الاخره ومن امنني في الدنيا اخفته يوم القيامه ”.

وكان عمر -رضي الله عنه يسقوط من الخوف اذا سمع ايه من القرأن مغشياً عليه وفي يوم اخذا تبنه فقال ياليتني كنت تبنه ولم اك شياً مذكورا ياليتني لم تلدمي امي ويبكي كثيراً من خشيه الله فكان له خطان اسودان في وجهه من كثره الدموع    وقال (ص) “لايلج النار من بكي من خشيه الله حتي يعود اللبن الي الضرع ” 

وحكي عن محمد بن المنذر- رحمه الله تعالي -انه اذا بكي يمسح وجهه ولحيته بدموعه ويقل بلغني ان النار لاتأكل موضعاً مسته الدموع فينبغي علي المؤمن ان يخاف الله تعالي ووينهي نفسه عن الشهوات النفسانيه كما قال تعالي (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوي

فمن اراد ان ينجو بنفسه من النار وينال رضا ورحمه الله فليصبر علي شدائد الدنيا ويجتنب معاصي الله .

"فياعيناي هلا تبكيان علي ذنبي تناثر عمري من يدي وانا لأدري "

 

 

  •  
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

8

متابعهم

8

مقالات مشابة