صحوة نحوعودة المرأة المسلمة إلى ارتداء تاج قلبها ومصدر طاقتها (الشفقة)

صحوة نحوعودة المرأة المسلمة إلى ارتداء تاج قلبها ومصدر طاقتها (الشفقة)

1 المراجعات

               صحوة نحوعودة المرأة المسلمة إلى ارتداء تاج قلبها ومصدر طاقتها (الشفقة)                                                               

      إن النساء هن رائدات الشفقة وبطلات الحنان. وغدت التضحية التي تنطوي عليها الشفقة والحنان ذات أهمية عظمى في زماننا هذا، إذ إنها تُعبر عن إخلاص حقيقي وفداء دون عوض ومقابل. فالمرأة تُنقذ ولدها من الهلاك دون مقابل؛ لأنها وظيفتها الفطرية، وتسعى لأن تجعله سليمًا مُعافى في الدنيا.فُتربي ولدها على هذا الأساس. لكن هل هذه السمة لا تزال قائمة في أمهات مجتمعاتنا؟

       لا شك أن هناك تيارات فاسدة تدعو إلى تقوية المرأة بصورة سلبية تؤدي إلى هلاك وخراب بيتها، وتحول دون ظهور تلك السجية – الشفقة - القويمة وتمنع انكشافها أو تصرف تلك التيارات هذه السجية الطيبة إلى غير موضعها فتُسيء استعمالها. فعلى سبيل المثال: إن الأم الحنون تنفق كل أموالها ليصبح ابنها عظيمًا وسيدًا.فتراها تأخذه من المدارس العلمية الدينية وترسله إلى أوروبا دون أن تفكر في حياة ولدها الأبدية التي تصبح مهددة بالخطر. فهي تتخيل أنها تنقذه من سجن دنيوي دون أن تعبأ بوقوعه في سجن جهنم الأبدي، فتتصرف تصرفًا مخالفًا لفطرتها مخالفة كلية، إذ بدلاً من أن تجعل ابنها البريء   شفيعًا لها يوم القيامة ، سيشكو قائلاً:" لمَ لم تقوي إيماني حتى تسببتِ في هلاكي؟". والشفقة سلاح ذو حدين إن لم تستطع المرأة توجيهها نحو الطريق المستقيم.

متى تصبح شفقة الأم سببًا في هلاك ابنها ؟

     إن الشفقة هي أهم أسس الأمومة التي تحملها الأم بإخلاص حقيقي وتضحية وفداء قد أُسيء استعمالها في الوقت الحاضر. إذ لا تفكر الأم بما سينال ولدها في الآخرة من كنوز هي أثمن من الألماس، بل تصرف وجهه إلى هذه الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة، ثم تشفق على ولدها وتحنو عليه في هذا الجانب من الحياة بدفعه إلى كل ماهو جديد وعصري دون إدراك إلى مساويء هذه الحداثة، وأبسطها استخدامه الهاتف النقال دون تركه وكأنه جزء من روحه على مدار يومه. وماهذه إلا إساءة في استعمال تلك الشفقة.

هل يُعد الإخلاص الوجه الآخر للشفقة الإيجابية التي يجب أن تتحلى بها الأم المسلمة؟

     إن أهم شيء في الوقت الحاضر وأهم أساس في التربية الإسلامية وأعمال الآخرة، هو" الإخلاص" فمثل هذه البطولة الفائقة في الشفقة تضم بين جوانحها الإخلاص الحقيقي. فإذا ما بدت هاتان النقطتان في فئة النساء، فإنهما سيكونان مدار سعادة عُظمى في المحيط الإسلامي التربوي. 

    لاشك أن هناك اتجاه آخر يسعى إلى هدم كل ماهو صحيح وإيجابي وهي المنظمات السرية التي تسعى لإضلال الشباب  وإفسادهم بتذليل سُبل الشهوات أمامهم وسوقهم إلى السفاهة والغواية لإفساد المجتمع الإسلامي والإضراربهم، وهناك أيضًا منظمات تعمل في الخفاء وتسعى سعيًا جادً لدفع الغافلات من النساء اللطيفات إلى طرق خاطئة آثمة. و يظل الأساس القويم والرادع القوي قائم على التربية، لكن السؤال هنا، ما العلاج لإنقاذ سعادة النساء من الإفساد في دنياهن وأخراهن معًا؟

العلاج الناجح لإنقاذ سعادة النساء من الإفساد في دنياهن وأخراهن معًا

     إن الوسيلة الوحيدة لصون سجايا النساء الراقية من الفساد، ليس إلا في تربيتهن تربية دينية ضمن نطاق الإسلام الشامل الذي يدعم شفقة المرأة التي تُعد أجمل محاسنها وأدومها وتوثق أنوثتها ليس فقط في تربيتها، بل في عين زوجها أيضًا. وننطلق من هذه النقطة إلى سؤال آخر مهم ، وهو هل شفقة المرأة تجعل من حياتها الأسرية جنة؟

نعم، لأن زوجها يسعى إلى أن يُقلدها فيصبح صالحًا مثلها، لئلا يفقد رفيقته في حياته الأبدية. ولا يمكن في هذا الزمان أن تنعم الزوجة بحياة عائلية وتبلغ سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتأدب بالآداب الإسلامية التي تحددها الشريعة الإسلامية.

هل النساء يُشبهن الرجال في الشفقة والحنان؟

     بالطبع، لا. فالرجال لا يتساوون في الشفقة مع المرأة بأي وجه. كذلك لا تُدرك المرأة الرجل في السفاهة بأي وجه من الأوجه؛ لذا فهي تخاف كثيرًا بفطرتها وخلقتها الضعيفة من غير المحارم وتجد نفسها مضطرة إلى الاحتماء بالحجاب؛ لأن الرجل إذا غوى لأجل تلذذ ثماني دقائق لا يتضرر إلا بضع جنيهات، بينما المرأة تجازى على  ثماني دقائق من اللذة بثقل تشعة أشهر وتتحمل تكاليف طفل لا حامي له؛ أي أن المرأة لا تبلغ مبلغ الرجال في السفاهة، وتُعاقب عليها أضعاف أضعاف عقاب الرجل.

إن اللذة الحقيقية في هذه الدنيا تكمن في الإيمان وحدوده، وفي كل عمل صالح لذة معنوية، بينما في الضلالة آلام منغصة. وكأن الله وضع في الإيمان بذرة جنة، وفي الضلالة بذرة جهنم. وتبقى اللذة الحقيقية عند الوقوف بين يدي الله والدعاء له بصلاح الحال.

   

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

3

متابعهم

0

مقالات مشابة