🐳 سيدنا يونس عليه السلام: نبي الصبر والتوبة الذي نجاه الله من بطن الحوت
🐳 سيدنا يونس عليه السلام: نبي الصبر والتوبة الذي نجاه الله من بطن الحوت

مقدمة
- سيدنا يونس عليه السلام أحد أنبياء الله الذين ابتلاهم الله ابتلاءً عظيمًا، فَضُربت قصته مثلاً للصبر بعد الخطأ، وأسوة في التوبة والرجوع إلى الله. يُعرف أيضًا باسم "ذو النون" لقصته الشهيرة حينما التقمه الحوت، فظل في جوفه مستغيثًا بربه، فاستجاب الله له وأنجاه من الكرب، لتكون قصته عبرة للمؤمنين إلى يوم الدين.
---
دعوة سيدنا يونس إلى قومه
- أرسله الله إلى قومه في نينوى بالعراق، يدعوهم لعبادة الله وحده وترك الأصنام. لكن قومه استكبروا وكذبوه، ولم يؤمنوا برسالته، مما دفع يونس إلى تركهم وغضب منهم، ورحل قبل أن يأذن الله له، ظنًا منه أن قومه لن يتوبوا أبدًا.
---
خروج يونس وغضب الله
- كان تركه لقومه في وقت غير مناسب، فابتلاه الله عقابًا على استعجاله، وركب سفينة في البحر. وعندما تعرضت السفينة للغرق، اقترع ركابها لمن يُلقى في البحر لتخفيف الحمل، فوقعت القرعة على يونس ثلاث مرات، فأُلقي في البحر.
- فأرسل الله إليه حوتًا كبيرًا، فالتقمه ولم يكسره أو يأكله، ووجد نفسه في ظلمات ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل.
---
دعاء يونس في بطن الحوت
- لم يفقد سيدنا يونس الأمل، ورجع إلى الله تائبًا، وعرف أنه أخطأ باستعجال الأمر. فرفع أكف الضراعة إلى الله بهذا الدعاء المشهور:

{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
(الأنبياء: 87)
هذا الدعاء كان مفتاح النجاة، لأنه جمع بين التوحيد والاعتراف بالذنب والتسبيح. جاء في الحديث الشريف:
قال النبي ﷺ: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"
رواه الترمذي.
---
نجاة يونس وعودته لقومه
- استجاب الله سبحانه وتعالى لدعائه، وأمر الحوت أن يقذفه إلى الساحل. وخرج يونس منه صفر اليدين، ضعيف الجسد، مريض الجلد، لكن الله غطّاه برحمته وأنبت على جسده شجرة من يقطين (قرع) ليظلله ويغذّيه.
- عاد يونس إلى قومه بعد أن تاب، فوجد القوم قد آمنوا جميعًا بعد أن رأوا العذاب قادمًا ثم صرفه الله عنهم. فكانت آية عظيمة أن قومًا بأكمله آمنوا بعد تكذيبهم، ولم يُهلكوا كما أهلك الله باقي الأمم الكافرة.
---
الدروس المستفادة من قصة يونس
الاعتراف بالذنب والتوبة الصادقة:
- الدعاء الذي دعا به يونس هو مثال للتذلل بين يدي الله.
الصبر بعد الابتلاء:
- ما حدث ليونس درس لمن يستعجل النتيجة في الدعوة أو الحياة عمومًا.
رحمة الله واسعة:
- إن الله يقبل التوبة مهما عظم الذنب إذا صدق العبد في العودة.
لا يأس مع الله:
- حتى في ظلمات بطن الحوت، الدعاء والإيمان طريق الفرج.
---
سيدنا يونس في القرآن والسنة
- ورد اسم يونس في القرآن أكثر من مرة، منها في سورة الأنبياء وفي سورة يونس، كما ورد بلفظ "ذو النون" و"صاحب الحوت"، مما يبرز مكانته العظيمة.
قال تعالى:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ، وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}
(الأنبياء: 88)
---
روابط للاستزادة
- تفسير قصة يونس عليه السلام:
https://www.alukah.net/sharia/0/63985 - دعوة ذي النون وفوائدها:
https://islamqa.info/ar/answers/103204 - النبي يونس وأهل نينوى:
https://islamweb.net/ar/article/114334
---
خاتمة
- قصة سيدنا يونس عليه السلام ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي رسالة ممتدة للمؤمنين في كل العصور. إنها قصة الرجوع بعد الخطأ، وقبول التوبة، والأمل الذي لا ينقطع في رحمة الله. تعلمنا أن الاعتراف بالذنب والصبر على البلاء هما طريقا الفرج، وأن الله لا يضيع من لجأ إليه وهو موقن بقدرته.