🪻 قصة سيدنا زكريا عليه السلام: نبي الصبر والدعاء المستجاب
🪻 قصة سيدنا زكريا عليه السلام: نبي الصبر والدعاء المستجاب

مقدمة:
- يُعَدُّ سيدنا زكريا عليه السلام أحد أنبياء الله الذين ذُكِروا في القرآن الكريم، وقد خُصَّ بقصة عظيمة تتجلى فيها معاني الإيمان والصبر والثقة بالله. عاش زكريا في بني إسرائيل، وكان رجلاً صالحًا ورِعًا يدعو الناس إلى عبادة الله وحده. ورغم كبر سنه وعقم زوجته، ظل مؤمنًا بأن الله قادر على كل شيء. وفي هذا المقال نستعرض قصة سيدنا زكريا عليه السلام، ودروسها العظيمة التي تناسب كل مسلم اليوم.
---
من هو سيدنا زكريا؟
- سيدنا زكريا نبيٌّ كريم من ذرية النبي داود عليه السلام، وكان يعمل نجارًا، ويُعرف بين قومه بالورع والتقوى. اصطفاه الله تعالى ليكون رسولًا لبني إسرائيل، ويأمرهم بالعدل والتقوى.
- ذكره الله في عدة مواضع في القرآن الكريم، منها في سورة آل عمران وسورة مريم. وكان زكريا يعمل خادمًا للهيكل، وتولّى كفالة مريم ابنة عمران، وربّاها في المحراب.
---
قصة دعائه لطلب الولد:
- رغم صلاحه وتقواه، فإن سيدنا زكريا لم يُرزَق بأطفال، وكانت زوجته عاقرًا. ومع ذلك، لم ييأس من رحمة الله، وقال في دعائه:
"رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ" (سورة الأنبياء، آية 89). - ومن رحمته تعالى استجاب الله له، وبشّره بمولود هو سيدنا يحيى عليه السلام، رغم بلوغه سنًا كبيرة. جاء الرد الإلهي في سورة مريم:

"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى" (مريم: 7).
---
علاقة سيدنا زكريا بسيدتنا مريم عليها السلام:
- كان سيدنا زكريا عليه السلام رجلاً صالحًا وقف حياته لعبادة الله وتعليم الناس، وقد اختصه الله بشرفٍ عظيم حين كفَل مريم ابنة عمران. جاءت كفالته لها بعد إجراء القرعة، فكان نصيبه أن يكون راعيها ومعلمها.
- كان زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقًا لم يأت به، فسألها:
"يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا؟" فقالت:
"هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ" (آل عمران: 37). - هذه الحادثة أثرت في نفسه كثيرًا وزادت يقينه بقدرة الله على إعطاء من يشاء بدون قيود. وكانت هذه اللحظة نقطة تحول، حيث دعا بعدها الله أن يرزقه ولدًا صالحًا رغم كبر سنه وعقم زوجته.
---
المعجزة الإلهية:
تعجّب زكريا من أن يُرزق بمولود، فقال:
"أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ" (مريم: 8).
فجاءه الجواب:
"قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ" (مريم: 9).
- وفي هذا درسٌ بليغٌ لكل مؤمن: أن قدرة الله لا حدود لها، وأن الدعاء مع اليقين لا يرد.
---
وفاة سيدنا زكريا:
- تختلف الروايات في كيفية وفاة زكريا، لكن بعض الكتب التاريخية تذكر أنه قُتل على يد قومه الذين كفروا بمعجزاته، والله أعلم.
---
الدروس المستفادة من قصة زكريا عليه السلام:
- الصبر على البلاء مهما اشتد.
- اليقين في رحمة الله، حتى لو تأخرت الإجابة.
- الدعاء هو سلاح المؤمن.
- تربية الأبناء على الدين والصلاح.
- الإيمان بمعجزات الله التي لا يحدها منطق البشر.
---
روابط ذات صلة:
- تفاصيل أكثر عن قصة زكريا في القرآن:
https://www.islamweb.net/ar/article/156412 - تفسير سورة مريم:
https://quran.com/ar/surah/19
---
خاتمة:
- قصة سيدنا زكريا عليه السلام تُذكرنا بأن الله لا يضيع دعاء عباده الصالحين، وأنه يرزق من يشاء بغير حساب. لنتعلم من تواضعه وصبره وثقته بالله، ونستمر في الدعاء بثبات، مهما اشتدت الظروف. فبالتوكل والصبر نصل إلى ما نريد، وإذا جاء الفرج فهو أعظم مما نتخيل.