🍂 قصة سيدنا يحيى عليه السلام: نبي الصلاح والعفاف
🍂 قصة سيدنا يحيى عليه السلام: نبي الصلاح والعفاف

مقدمة:
- سيدنا يحيى عليه السلام هو أحد الأنبياء الكرام الذين منحهم الله مكانة عظيمة، وذكَرَهم القرآن الكريم في آيات مليئة بالثناء. هو ابن النبي زكريا عليه السلام، وقد جاء إلى الدنيا معجزةً إلهية بعد دعاء طويل وصبر عظيم. كان مثالًا للعفة والصلاح، وأمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، فصار رمزًا للنقاء والورع.
---
ميلاد يحيى عليه السلام: معجزة إلهية
- جاءت البشرى بميلاد يحيى إلى أبيه زكريا بعد أن ظن أنه لا أمل. قال الله عز وجل على لسان الملائكة:
"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى" (مريم: 7). - تميّز اسمه بأنه لم يُسمَّ قبله أحد بهذا الاسم، كما جاء في الآية نفسها. وكانت ولادته دليلًا على قدرة الله تعالى، وبيانًا لأن الأمر كله بيده.
---
صفات سيدنا يحيى عليه السلام:
جاء في القرآن الكريم ذكر لصفات سيدنا يحيى:
"وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا. وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا" (مريم: 12-13).
كان يحيى:
- تقيًّا، مطيعًا لله.
- عطوفًا، رحيمًا بلا قسوة أو ظلم.
- نقيًّا من الذنوب وعفيفًا عن الشهوات.
- لا يُقبل رشوة ولا يلين لأهل الفساد.
---
دعوة سيدنا يحيى:
- عاش يحيى بين قوم بني إسرائيل، وكان يدعوهم إلى عبادة الله وحده. وكان من أشد الناس حرصًا على تطبيق شرائع الرب، والجهر بالحق، خاصة في مواجهة الطغاة وأصحاب النفوذ.
أمره الله تعالى بالعمل بالتوراة وتطبيق أوامر الله، قال تعالى:
"يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" (مريم: 12).
---
استشهاد سيدنا يحيى عليه السلام:
- تختلف الروايات التاريخية، لكن الكثير منها يذكر أن سيدنا يحيى استشهد بسبب موقفه الشريف ضد زواج محرَّم أراد الملك أن يتمه، فرفض يحيى وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فاستشهد مظلومًا شهيدًا.
- قال بعض العلماء إنه قُتِل ظلمًا وهو يصلي، تمامًا كأبيه زكريا الذي قتل أيضًا في سبيل الحق.
---
المكانة الدينية لسيدنا يحيى:
- أول من آمن بسيدنا عيسى عليه السلام.
- لُقّب بالصديق، والنبي الطاهر.
- لم يخطئ قط، وكان حكمه قائمًا على العدل والحق.
---
علاقة سيدنا يحيى بالنبي عيسى عليهما السلام:
- كان سيدنا يحيى عليه السلام هو أول من آمن بالنبي عيسى عليه السلام وصدّق بنبوته قبل أن يبعث للناس. فقد كانا أبناء خالة، ولكلٍ منهما دور مقدّر في الدعوة إلى التوحيد.
قال الله تعالى في سورة آل عمران:
"مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ" (آل عمران: 39)، أي أن يحيى سيؤيد عيسى ويصدق برسالته.
- ورغم أن يحيى كان نبيًا ورسولًا، إلا أنه لم يتكبر عن تأييد الحق الذي جاء به عيسى. ويُذكر أن سيدنا يحيى حذّر قومه من الفساد، وأمرهم باتباع عيسى حين جاءتهم دعوته. وهذه الأخوة الروحية والدعوية كانت من أعظم المواقف التي تُظهر التواضع والتسليم لأمر الله.
---
دروس مستفادة من قصة يحيى:
- الثقة في وعد الله مهما بدا مستحيلًا.
- أهمية الصدق والورع في الدعوة إلى الله.
- الدفاع عن الحق مهما كلف الأمر.
- الاعتناء بتربية الأبناء على الدين والطاعة.
- التمسك بالشرع ورفض الفساد الوقح.
---

روابط ذات صلة:
- التعرف على قصة يحيى في القرآن الكريم:
https://quran.com/ar/surah/19 - سيرة يحيى في المصادر الإسلامية:
https://islamweb.net/ar/article/135077
---
خاتمة:
سيدنا يحيى عليه السلام كان نموذجًا لنقاء النفس، ومعلمًا للعبادة والزهد. لم يُغوِه مال ولا سلطان، بل حافظ على رسالته حتى آخر نفس. إن قصته درسٌ عظيم في الصبر والصدق والطهارة، وتُذكرنا بأن الحق له ثمن، لكنه طريق القرب من الله.