الدّكتور فخرُ الدّين قباوة وكتابه (المفصّل)

الدّكتور فخرُ الدّين قباوة وكتابه (المفصّل)

1 المراجعات

الدّكتور فخرُ الدّين قباوة وكتابه (المفصّل)

كثيرة هي كتب اللغة العربية التي تحمل اسم (المفصّل)، فمنها كتاب (المفصّل) للزّمخشري قديمًا، وكذلك (المفصّل) في علوم البلاغة العربية للدكتور عيسى العاكوب حديثًا، وغيرهم.

وكما نعلم أنّ علماء المسلمين قديمًا وحديثًا قد صرفوا جُلّ عنايتهم إلى خدمة كلام ربّنا سبحانه وتعالى، فمنهم من اشتغل بأسباب النزول، ومنهم من فتّش عن الجوانب البلاغية والأسلوبية في الخطاب الرّباني، ومنهم من اعتنى بآيات الأحكام فاستخرجها وبيّنها، ومنهم من اهتمّ بالجوانب النحوية والصرفية، وهكذا.

ولا يمرّ عصر من العصور إلا يهيّئ الله لهذا القرآن رجالًا يسبرون أغوار العربية، ويكتشفون المزيد من أسرارها، ومنهم الدكتور فخر الدّين قباوة الحلبيّ، حفظه الله.

ترجمته:

اسمه

ميلاده

أبوه

جدّه

عملهما

الموقع

مكانه الآن

فخر الدّين قباوة

سوريا-حلب 1352هـ

نجيب

عُمر

مقهى شعبي في شارع السيّد

حلب

إستانبول

درس الابتدائية في المساجد في حلب، ثم تفرّغ للعمل في مقهى والده، وبعد وفاة والده عمل مع أخيه عُمر في صناعة الأحذية والنسيج الآلي. وبعد بضع سنوات عاد ليتابع الدراسة مع مواصلة العمل نهاراً ، حتى نال الشهادتين المتوسطة والثانوية ، ودخل ’’دار المعلمين الابتدائية‘‘ على نفقة مديرية التربية بحلب، فنال أهلية التعليم الابتدائية، وتابع الدراسة والبحث.

تخصّص في القاهرة بالأدبيات، لكنّ حبّه للقرآن دفعه أن يبرع في النحو واللغويات حتى صار رائدًا فيها، ولا يكاد يُذكر إلا مقترنًا بها، وهذا ما خلق لديه تكاملًا في فهم اللغة أدبًا ونحوًا، ويكفيك العودة إلى كتابه (المورد النّحوي الكبير) لتعرف مدى واقعية هذا الكلام.

كتابه (المفصّل):

للدكتور قباوة كتابان يعتبرهما خيرَ ما أنجزه في حياته، ويعدّهما الكوثرين في الدّنيا والآخرة، هما (المفصّل) و (الميسّر)، وكلاهما تعليقات وتعقيبات على كتاب الجلالين الغنيّ عن التعريف (تفسير الجلالين). وكان جزء كبير منهما دروسًا أعطاها في مدينته حلب، في جامع (عبد الله بن عباس)، كلّ يوم ثلاثاء بعد صلاة العصر.

وما يهمّ في هذا المقال هو منهج الدكتور في كتابه (المفصّل)، فهو يسير على خطة واحدة من أول الكتاب إلى آخره، وتفصيل ذلك:

المقدّمة:

لم تكن مقدمة عادية، بل كانت خُطبة تحقيق؛ لأنّ عمله في الكتاب لم يقتصر على تعقّباته على الجلالين، بل أضاف إليه تحقيق الكتاب على مخطوطات عديدة، منها في سوريا ومنها في تركيا، وقسم منها في مصر، إضافة إلى بعض المطبوعات. بلغت المقدّمة قرابة 40 صفحة.

المنهج العام:

  • لم يختصّ الكتاب بالنّحو والإعراب فقط، بل كان أوسع، فالدكتور قباوة تعقّب الجلالين في الإسرائيليات، والروايات، والقراءات، والتفسير، والهنات، والنحو واللغة عمومًا، فسِفره هذا منجم يفيض بالعلم والمعرفة، وبيئة خِصبة للدارسين والباحثين، لاستكشاف ما فيه من المخبوءات والدّرر.
  • جعل تفسير الجلالين في أعلى يمين الصفحة أو يسارها، ثمّ جعل لكل تعقيب رقمًا، يناقش فيه بدايةً ما وُضع الرقم لأجله، ثم ما يلحق به من أسباب النزول، وكذلك الصرف ومعاني الكلمات، ويختم بالإعراب.
  • يعتمد في الإعراب على التحليل النحوي، ابتداء بإعراب المفردات، ثم الجمل، ثم الأدوات، مع ترجيحات وموافقات ومخالفات.
  • ينقل عن غيره من علماء النحو والتفسير، ويوافقهم أو يخالفهم.

وختامًا:

فلا تتسع مقالة لتشمل جميع ما في هذا الكتاب، لكنها إضاءة على هذا السفر العظيم، ودعوة للاستفادة منه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

3

متابعهم

4

مقالات مشابة