قصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين

0 المراجعات

كان هناك رجل مؤمن، طيب القلب، ولكن هذا الرجل كان فقيراً لا يملك إلا القليل من المال، و له أيضا عدد قليل من الأبناء.
كان يخرج من بيته ليعمل أجيرا عند الناس في زراعة اراضيهم.
وقد كان لهذا الرجل جار ثري، له الكثير من الأموال والابناء، وكان يملك بستانين مليئين بالزرع والأشجار المثمرة بالخير، وأنواع الثمار والفاكهة الناضجة الشهية، وكان النخيل يحيط بالبستانين، وكان هناك نهر جميل يصل هذين الجنتين.
وبدل أن يتذكر الرجل الثري الذي رزقه لله بكل هذا الخير نعم الله عليه، فيحمده ويشكره عليها ويتصدق علي الفقرء  من هذه الأموال؛ تقابل مع جاره الفقير وقال بتكبر وغرور : أنا أكثر منك مالاً، وخدماً، وأولاداً.
وأخذ يقول بتكبر وغرور وكفر بنعمه الله : ما أظن هذه الأنهار والثمار والأشجار والنخيل ستفني أو تتلف من البستانين اللذين املكهما، ولا أظن أن القيامة ستأتي، ولو أتت سيكون لي في الآخرة خيرٌ منهم.
شعر الرجل الفقير بالحزن مما يقول فقال: اكفرت بالله الذي خلقك من ذرية آدم الذي خلقه الله من التراب ، وخلقك انت من نطفة ثم سواك رجلا؟!  لكنه ربي ولا أشرك به.
كان عليك أن تحمد الله وتشكره على هذه النعم وتقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فهو الذي أعطاك كل هذه النعم وهو قادر على أن يرزقني خيراً من جنتيك كما هو قادر على أن يفنى الثمار والخير من جنتيك ويدمرهما.
لكن الغني لم يهتم وظل على عناده وكفره حتي جاء العقاب من الله، وتدمرت جنتيه فأصبحت خاويتين خاليتين ليس فيهما اي أشجار أو نخيل، وحينما رأي الغني ذلك أخذ يضرب كفيه وأصابه الذهول الشديد .
في هذا الوقت تذكر كلام جاره الفقير وندم ندما شديداً على كفره وعناده وغروره.
وأخذ يقول ليتني أطعت الله ولم أشرك به أحدا!
لم ينصره أحد من أولاده أو خدمه بل لم يستطع هو أن ينصر نفسه ويعيد جنتيه .
وقد يكون هذا عقاب الله لكل من يغتر ويتكبر علي الناس ولا يحمد الله علي نعمه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

3

متابعهم

24

مقالات مشابة