قصة أصحاب السبت
كانت هناك قرية قريبة من البحر يسكنها بنو إسرائيل، وكانوا يحبون صيد الاسماك والحيتان من البحر ، وتناول لحومها الشهية لأن الله تعالى احلها لهم .
وقد حدد الله لهم يوم السبت ليكون عيداً لهم، بعد أن طلبوا منه سبحانه وتعالى أن يخصص لهم يوماً للراحة والعبادة ، لا عمل فيه سوي التقرب إلى الله تعالى بالعبادة ، فأراد الله تعالى أن يختبر صدق إيمانهم ونيتهم ، فحرم عليهم الصيد في هذا اليوم .
فكانوا عندما يذهبون إلى الصيد في باقي الايام لا يجدون حيتانا ولا أسماكا يصيدونها ، ولكن تظهر الأسماك والحيتان يوم السبت وتكون كثيرة وكبيرة وتطفو على سطح الماء حتى تكاد تخرج إلي الشاطئ .
مرت فترة طويلة على ذلك الحال ، حتى بدأت نفوسهم تشتهي تناول الأسماك والحيتان.
أخذ رجل منهم يفكر حتى توصل إلي فكرة خبيثة فيها تحايل على شرع الله ومخالفة له ، فقد أخذ حبلاً وذهب إلى البحر في الليل يوم السبت ، حيث كانت الأسماك والحيتان تطفو كثيرة بالقرب من الشاطئ ، واقترب من الحيتان وربطه بالحبل إلي وتد على الشاطئ ، ورجع إلى بيته.
ذهب الرجل إلي الشاطئ مرة أخرى في الصباح وأخذ الحوت الذي ربطه وذهب به إلي بيته ، وهو شديد الحرص على ألا يراه أحد.
لكن أثناء شوائه الحوت في بيته تخرج الرائحة إلي جيرانه ، فتعجبو من ذلك وذهبوا إليه يسألوه : كيف اتيت بالسمك الذي تشويه ؟!
فأخبرهم بما فعله وقال لهم : أنا بذلك قد صدته يوم الأحد وليس يوم السبت ، فقالوا له: نفعل مثلك .
وبالفعل بدأ الكثير من الناس يفعلون مثله بل فكروا في حيلة أخري وبدأوا في تنفيذها ، وهي أن يذهبوا إلي الشاطئ مساء يوم الجمعة ويحفرون الحفر عند التقاء ماء البحر بالشاطئ حتى تتساقط بها الأسماك والحيتان التي تأتي يوم السبت فلا تستطيع الخروج منها والعودة إلى البحر مره أخرى ثم يأتون لياخذوها يوم الأحد.
وانقسم أهل القرية لثلاثة فرق:
فرقه تعصي الله وتخالف شريعته ، وفرقه مؤمنه يخشون الله ولا يفعلون المعصية ، وفئه لا يصيدون لكنهم لا يمنعون من فعل هذه المعصية.
وكان المؤمنون يغضبون منهم وينصحونهم إن يتركوا مايخالف شريعه الله تعالى لكن الفئة التي لا تمنع عن الصيد يقولون للمؤمنين:لم تعظوهم وسيهلكهم الله أو يعذبهم عذابا شديدا لأنهم يعصونه ؟!
ظل الحال على ذلك فتره وقد جهروا بالمعصية وبدأوا يبتغون ويشترون مايصيدونه في الأسواق حتى غضب الله عليهم.
وقد جاء وقت واختفي فيه الذين يعصون الله فلم يظهر منهم أحد فتساءل الناس عنهم وذهبوا إلي بيت احدهم ليسألوا عنهم فوجدوهم في بيوتهم المغلقه وقد عاقبهم الله فمسخهم قردة.
وفي هذا الوقت أخذا المؤمنين الذين كانوا ينهونهم عن المعصية يقولون لهم: يا فلان ، يا فلان ، الم ننهكم عن مخالفة شرع الله ؟
فيبكي القرده ويهزون رؤوسهم بنعم ، وأصبح القرده لا ياكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ، بل لم يعش احدهم أكثر من ثلاثة أيام ، وكان هذا عقاب الله للذين خالفوا شرعه.