قصة إسلامية لسيدنا يوسف عليه السلام
في قديم الزمان، في أرض كنعان، عاش شابٌ يُدعى يوسف عليه السلام. كان يوسف واحدًا من اثني عشر ابنًا ليعقوب، ولكنه تميز عن إخوته بصفاتٍ فريدة. كان يوسف جميل الوجه، طيب القلب، وصادق الحديث، مما جعله محط إعجاب والده وحسده إخوته.
ذات ليلة، رأى يوسف عليه السلام حلمًا غريبًا، فأسرع ليقصه على والده وإخوته. قال لهم: "رأيت في حلمي أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا يسجدون لي". لم يفهم إخوته معنى الحلم، لكن الغيرة اشتعلت في قلوبهم وازداد حقدهم عليه.
قرر الإخوة التخلص من يوسف عليه السلام، فأخذوه إلى بئرٍ مهجورٍ وألقوه فيه، وعادوا إلى والدهم بقميصه الملطخ بدم كذب. في تلك اللحظات العصيبة، كان يوسف في ظلمة البئر، لكنه لم يفقد الأمل. دعا نبي الله يوسف عليه السلام من أعماق قلبه، واثقًا أن النجاة ستأتي.
بينما كان يوسف عليه السلام ينتظر في البئر، مرت قافلة من التجار في طريقها إلى مصر. سمعوا صوت استغاثته، فأخرجوه من البئر وقرروا بيعه في مصر. وصل يوسف إلى بيت عزيز مصر، حيث بدأ مرحلة جديدة من حياته مليئة بالتحديات والمفاجآت.
في بيت العزيز، واجه يوسف عليه السلام مؤامرة جديدة. امرأة العزيز، التي فُتنت بجماله وأخلاقه، حاولت إغراءه. لكن يوسف الصديق ببراءته وصدقه رفض ذلك. أمام رفضه المستمر، اشتدت عليها الغضب والانتقام، فاتهمته زورًا وحاولت تلويث سمعته، مما أدى إلى سجنه ظلمًا.
في السجن، التقى يوسف عليه السلام بسجينين آخرين. في إحدى الليالي، رأى السجينان أحلامًا غريبة وأصبحا في حيرة من أمرهما. لجأوا إلى يوسف عليه السلام ليعبر لهما أحلامهما. الأول قال: "رأيت في حلمي أني أعصر عنبًا"، والثاني قال: "رأيت في حلمي أن الطيور تأكل من فوق رأسي". فسر يوسف عليه السلام لهما الأحلام بدقة، حيث أخبر الأول أنه سيعود ليخدم سيده، وأخبر الثاني أنه سيُعدم. تحققت رؤيا يوسف عليه السلام كما قال.
بعد سنوات في السجن، رأى عزيز مصر حلمًا مزعجًا لم يستطع أحد من حكمائه تفسيره. حلم فرعون بسبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات، وسبع سنابل خضر وأخر يابسات. سمع أحد السجناء الذين خرجوا من السجن ونجا من الموت عن يوسف عليه السلام، وأخبر فرعون عنه.
استدعى عزيز مصر يوسف عليه السلام ليعبر له حلمه. بفضل حكمة يوسف وتفسيره المبدع، أخبر فرعون أن الحلم يعني سبع سنوات من الخير والرخاء ستتبعها سبع سنوات من القحط والجوع، ونصح فرعون بتخزين الحبوب خلال سنوات الخير ليتمكنوا من النجاة خلال سنوات القحط.
أعجب عزيز مصر بحكمة يوسف عليه السلام وجعله وزيرًا مسؤولًا عن خزائن الأرض. أصبحت مصر بفضل يوسف عليه السلام من أقوى الأمم وأكثرها رخاءً، واستعاد يوسف مكانته الرفيعة. وفي النهاية، التقى يوسف عليه السلام بإخوته الذين جاؤوا إلى مصر طلبًا للطعام، وعفا عنهم وأعاد توحيد العائلة.
---
أرجو أن تكون قد أعجبتك القصة