قصة أصحاب الأخدود

قصة أصحاب الأخدود

2 المراجعات

قصة أصحاب الأخدود هي قصة مشهورة في التراث الإسلامي، وهي مذكورة في القرآن الكريم في سورة البروج. القصة تتحدث عن قوم من المؤمنين تعرّضوا للاضطهاد والظلم بسبب إيمانهم بالله، ورفضهم الكفر والشرك.،وهي من القصص التي بها عظه وعبر ،فما هم أصحاب الأحدود؟وماهو الغلام صاحب هذه القصة؟وكيف تعرف على الراهب وأمن به؟اليكم القصة كما وردة في القرآن والأحاديث النبويه.

قصة أصحاب الأخدود

قصة أصحاب الأخدود جاء ذكرها في سورة البروج قال تعالى:(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) .وجاء ذكرها في الحديث الشريف مفصلة كما جاء في صحيح مسلم،وهذا نص الحديث( عَنْ صُهَيْبٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمّا كَبِرَ، قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنّي قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيّ غُلاَمًا أُعَلّمْهُ السّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَمًا يُعَلّمُهُ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ، وَسَمِعَ كَلاَمَه، فَأَعْجَبَهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَىَ السّاحِرَ، مَرّ بِالرّاهِبِ، وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَىَ السّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَىَ الرّاهِبِ، فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السّاحِرَ، فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ، فَقُلْ: حَبَسَنِي السّاحِرُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذْ أَتَىَ عَلَىَ دَابّةٍ عَظِيمَةٍ، قَدْ حَبَسَتِ النّاسَ، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا، فَقَالَ: اللّهُمّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرّاهِبِ أَحَبّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السّاحِرِ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدّابّةَ، حَتّىَ يَمْضِيَ النّاسُ، فَرَمَاهَا، فَقَتَلَهَا، وَمَضَىَ النّاسُ، فَأَتَىَ الرّاهِبَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ: أَيْ بُنَيّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَىَ، وَإِنّكَ سَتُبْتَلَىَ، فَإِنِ ابْتُلِيتَ، فَلاَ تَدُلّ عَلَيّ، وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ، وَالأَبْرَصَ، وَيُدَاوِي النّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، فَقَالَ: مَا هَا هُنَا لَكَ أَجْمَعُ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فَقَالَ: إِنّي لاَ أَشْفِي أَحَدًا، إِنّمَا يَشْفِي اللّهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللّهِ، دَعَوْتُ اللّهَ، فَشَفَاكَ، فَآمَنَ بِاللّهِ، فَشَفَاهُ اللّهُ، فَأَتَىَ الْمَلِكَ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبّي، قَالَ: وَلَكَ رَبّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبّي وَرَبّكَ اللّهُ، فَأَخَذَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذّبُهُ؛ حَتّىَ دَلّ عَلَىَ الْغُلاَمِ، فَجِيءَ بِالْغُلاَمِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ، وَالأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ، وَتَفْعَلُ، فَقَالَ: إِنّي لاَ أَشْفِي أَحَدًا، إِنّمَا يَشْفِي اللّهُ، فَأَخَذَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذّبُهُ؛ حَتّىَ دَلّ عَلَى الرّاهِبِ، فَجِيءَ بِالرّاهِبِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَىَ، فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقّهُ؛ حَتّىَ وَقَعَ شِقّاهُ، ثُمّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقّهُ بِهِ؛ حَتّىَ وَقَعَ شِقّاهُ، ثُمّ جِيءَ بِالْغُلاَمِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينكَ، فَأَبَىَ، فَدَفَعَهُ إِلَىَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَىَ جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلاّ فَاطْرَحُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقَالَ: اللّهُمّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَسَقَطُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَىَ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللّهُ، فَدَفَعَهُ إِلَىَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ، فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورة، فَتَوَسّطُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلاّ فَاقْذِفُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَقَالَ: اللّهُمّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السّفِينَةُ، فَغَرِقُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَىَ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللّهُ، فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي؛ حَتّىَ تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَىَ جِذْعٍ، ثُمّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمّ ضَعِ السّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمّ قُلْ: بِاسْمِ اللّهِ، رَبّ الْغُلاَمِ، ثُمّ ارْمِنِي، فَإِنّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، قَتَلْتَنِي، فَجَمَعَ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَصَلَبَهُ عَلَىَ جِذْعٍ، ثُمّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمّ وَضَعَ السّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمّ قَالَ: بِاسْمِ اللّهِ، رَبّ الْغُلاَمِ، ثُمّ رَمَاهُ، فَوَقَعَ السّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السّهْمِ، فَمَاتَ، فقال النّاسُ: آمَنّا بِرَبّ الْغُلاَمِ، آمَنّا بِرَبّ الْغُلاَمِ، آمَنّا بِرَبّ الْغُلاَمِ، فَأُتِيَ الْمَلِكُ، فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ -وَاللّهِ- نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ، قَدْ آمَنَ النّاسُ، فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السّكَكِ، فَخُدّتْ، وَأَضْرَمَ النّيرَانَ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ، فَأَحْمُوهُ فِيهَا، أَوْ قِيلَ لَهُ: اقْتَحِمْ، فَفَعَلُوا؛ حَتّىَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ: يَا أُمّهِ، اصْبِرِي، فَإِنّكِ عَلَىَ الْحَقّ.

الدروس والعبر من قصة أصحاب الأخدود:

 

قصة أصحاب الأخدود تحمل العديد من الفوائد والعظات الهامة التي يمكن أن نستفيد منها في حياتنا اليومية. ومن أبرز هذه الفوائد والعظات:

  1. الصبر على البلاء: تُعلمنا القصة الصبر على المحن والابتلاءات.غم العذاب الشديد الذي تعرض له المؤمنون، لم يتراجعوا عن إيمانهم. هذا يذكرنا بأهمية التحلي بالصبر والاعتماد على الله في مواجهة الصعاب.
  2. التضحية في سبيل الله: قصة الغلام الذي ضحى بحياته من أجل نشر الإيمان بالله وبيان الحق للناس تعكس قيمة التضحية في سبيل الله. هذا يُلهم المؤمنين لبذل الجهد والتضحية من أجل دينهم.
  3. قدرة الله على النصرة والإنقاذ: رغم المحاولات العديدة لقتل الغلام، كان الله ينقذه في كل مرة. هذا يذكرنا بأن الله قادر على نصرة المؤمنين وحمايتهم مهما كانت التحديات.
  4. التواصي بالحق والتواصي بالصبر: القصة تظهر التعاون بين المؤمنين في نصرة الحق ودعم بعضهم البعض في مواجهة الظلم والاضطهاد. هذا يعزز مفهوم التواصي بالحق والتواصي بالصبر بين المسلمين.
  5. أهمية التعليم الصحيح: دور الراهب في تعليم الغلام وبيان الحق له يظهر أهمية التعليم الصحيح ونشر المعرفة الدينية الصحيحة بين الناس، خصوصًا بين الشباب.
  6. الإيمان يتجاوز الحياة الدنيا: القصة تؤكد أن الإيمان بالله يرفع قيمة الإنسان إلى ما هو أبعد من الحياة الدنيا. اختيار المؤمنين الموت على الكفر يعكس فهمهم العميق للحياة الآخرة وأهمية الإيمان.
  7. القوة في مواجهة الظلم: القصة تقدم مثالًا على القوة والشجاعة في مواجهة الظلم والطغيان. مهما كانت قوة الظالم، فإن الحق والإيمان بالله يظلان الأقوى.
  8. الإيمان الحقيقي لا يتغير بالتهديد: تهديدات الملك وأعوانه لم تنجح في تغيير إيمان أصحاب الأخدود. هذا يعكس أن الإيمان الحقيقي بالله لا يتزعزع بالضغوط والتهديدات.
  9. العبرة بالموت في سبيل الله: نطق الرضيع في حضن أمه وصبرها على القتل يعطينا درسًا في الإيمان بالله والصبر على الموت في سبيل الله.
  10. الإيمان القوي والثبات على الحق: تظهر القصة مدى قوة إيمان أصحاب الأخدود وثباتهم على الحق رغم التهديدات والتعذيب الذي تعرضوا له. هذا يعكس أهمية الثبات على العقيدة الصحيحة والتمسك بالإيمان بالله في جميع الظروف.
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

9

متابعين

22

متابعهم

16

مقالات مشابة