خالد بن الوليد: من سيف قريش إلى سيف الله المسلول

خالد بن الوليد: من سيف قريش إلى سيف الله المسلول

0 المراجعات

النشأة على القتال والعبقرية العسكرية

تربي علي  القتال والمعارك من صغره حتى كبر وصار يقود جيوش ضخمة جداً، وكان يقاتل من دون درع ويحمل سيفين في يديه. بدأ من حوله يلاحظون عبقريته في التخطيط العسكري وبراعته بقيادة الجيوش حتى سجل في التاريخ كأول قائد عسكري لم يُهزم على الإطلاق، وبدأ البعض يقولون: هذا لا يُهزم مهما دخل معركة. يعتبر خالد بن الوليد من أقوى القادة العسكريين في تاريخ البشرية، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رآه ابتسم وقال: خالد سيف من سيوف الله.

بين السيف واليقين: صراع خالد بن الوليد قبل الهداية

قريش قبيلة كبيرة وتنقسم لقريش البواطن (حول الكعبة) وظواهر (خارج مكة)، ولكلٍ بطون وأنساب مثل بني هاشم وبني أمية وبني مخزوم (متخصصون بالحرب)، ومنهم خالد بن الوليد. منذ صغره وهو شجاع، عقله مختلف عن غيره، ولم يكن مهتماً بالأصنام وعبادتها أو مقتنعاً بها، كان تركيزه كله على القتال والتخطيط العسكري.

 عندما ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقف خالد مع قومه بدافع قبلي فقط، وليس اقتناعاً بأنهم على حق أو أن محمد على باطل. الموت زاد تعلقه بقبيلته خاصة بعد وفاة أبيه، وكان أخوه الوليد بن الوليد أسلم مبكراً، لكن خالد ظل غير مقتنع بالإسلام ومع ذلك لم يعادي أخاه.

 مع الوقت، بدأت تتغير مشاعر خالد من خلال مواقف وتردد الشك والحيرة داخله، حتى شعر مرات عديدة أثناء مواجهة النبي وصحابته أنه على خطأ، خاصة في صلح الحديبية لما حاول الهجوم على النبي وهو يحرم، ثم رأى صلاة المسلمين (صلاة الخوف) وتأثر وخاف من شيء عظيم يمنعه من قتل محمد، فعاد مهموماً وازدادت حيرته بعد صلح قريش مع النبي. فكر في الهجرة للحبشة أو للروم لكنه بقي في مكة، ضائعاً بين الحيرة والشك.

ضيق الحيرة وطول الطريق

مرت سنة كاملة حتى جاءت عمرة القضاء، كان يشعر بنفس الضيق والحيرة. أرسل له أخوه الوليد رسالة قال فيها إن النبي سأل عنه وقال: “ما مثله يجهل الإسلام”، وأن الأفضل أن ينصر المسلمين بدل أن يقاتلهم، وأنه قد فاتته مواطن صالحة. تأثر خالد بهذه الرسالة، وبدأ الجانب العقلي فيه يسيطر وفكر كثيراً في كلام أخيه وكلام النبي. وصار عنده صراع عنيف بين عقله وروحه القتالية، حتى رأى رؤيا أنه ينتقل من مكان ضيق جاف لمكان واسع أخضر واعتبرها بشارة.

الرفاق في طريق الإيمان

قرر الخروج للمدينة ليدخل الإسلام، فحاول إقناع صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل لكنهم رفضوا. التقى بعثمان بن طلحة، فكشف له أنه ذاهب ليسلم أيضاً فرح خالد بذلك، ثم صادفوا عمرو بن العاص الهارب للحبشة والذي هو الآخر كان قرر دخول الإسلام. الثلاثة اجتمعوا وساروا للمدينة، وهناك حين اقتربوا لبسوا أجمل ما عندهم، وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم بقدومهم فاستبشر، فلما دخلوا أقبل عليهم النبي مبتسماً، فدخل خالد وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. ففرح الرسول وقال: "لقد كنت أرى لك عقلاً كنت أرجو أن لا يسلمك إلا إلى خير".
 

ميلاد "سيف الله المسلول"

طلب خالد من النبي أن يدعو الله يغفر له عناده وقتاله ضد الإسلام، فقال النبي: "الإسلام يجب ما قبله". ثم دعا له النبي بالمغفرة على كل ما فعله قبل إسلامه. بعدها ذهب خالد لأبي بكر وحكى له حلمه فقال أبو بكر: الخروج من الضيق للجاف هو خروجك من الشرك للإسلام.

هذه هي قصة إسلام خالد بن الوليد الذي لقبه النبي صلى الله عليه وسلم "سيف الله المسلول"، والذي لم يُهزم في أي معركة قادها في حياته.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

0

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة