قصة أبونا آدم (عليه السلام) بالعامية الجزء الثاني

و بعد ما عرفنا إن سيدنا آدم إتخلق علي ٧ مراحل .. دلوقتي هنشوف ربنا (عز و جل) عمل معاه إيه و كرمه إزاي ؟
فبقي هو المخلوق الوحيد اللي ربنا كرمه بالنفخ فيه من روحه ، حتي الملائكة ما إتكرمتش التكريم ده !
و لإن الإنسان مخلوق من حاجتين عكس بعض [ الروك و الطين] فمن هنا هتلاحظ إن كل حاجة من الحاجتين دول بتسعي دايما لأصلها .
الروح أصلها من السما ، و الطين أصله من الأرض .
-فلما الإنسان بيموت روحه بترجع للسما ، وجسده بيرجع للأرض .
-الروح غذائها روحاني سماوي مابترتاحش غير بالقرآن و الصلاة و العبادة و الذكر و إشباع الحاجات المعنوية ، و الجسد [اللي كان طين] غذائه من الأرض ما بيشبعش غير بالأكل و الشرب و إشباع الشهوات الدنيوية .
-الروح أغلي من الجسد بمراحل علشان كده جسدك بيفضل معاك علي طول لكن روحك بتسيبك كل يوم و بترجع للي خلقها .
و نقدر نقول إن روحك باليومية ، بتتاخد منك آخر كل يوم لما تنام “ الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها " و يا إما ترجع أو ماترجعش “ فيسك التي قضي عليها الموت و يرسل الأخري الي أجل مسمي .. "
و لإن الشيطان عارف كده كويس ، فتلاقيه بيحببك جدا في المعصية بالليل ، علشان تنام علي معصية و جايز ماتصحاش تاني فتبعث علي معصيتك !
و قد يكون ده أحد أسباب لوصية سيدنا النبي أننا ننام علي وضوء لعلنا نبعث عليه لو متنا ، و لو صحينا تستغفر الملائكة لينا . " من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك : اللهم إغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا "
[ ده غير إن ربنا بيتنزل في السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة علشان يمنح فرصة للتائبين المستغفرين .. فطبيعي في الوقت ده يكون غل إبليس و حقده في أقصي مستوياته ، و إبليس المحروم الملعون المطرود من الجنة المخلد في جهنم - بيكون في قمة غيظه بسبب حرمانه من فرصة زي دي و تمييزنا بيها علشان كده بيسعي هو و شياطينه بكل الأشكال إنهم يشغلونا و يلهونا و يقنعونا بالمعاصي و الذنوب خصوصا بالليل ، خصوصا في الثلث الأخير من الليل ، فنلاقي إن فعلا أكتر و قت بتنشر فيه المعاصي و الكبائر سرا و علانية هو الليل .
ده من مكائد إبليس و أعوانه اللي بيشدوا حيلهم جدا في إخواننا و احاطتنا بوساوسهم عشان نفوت الفرصة و نتلهي عن التوبة ، و فوق كده نرتب جريمة في حق أنفسنا إننا متجاهلين رحمة ربنا و نداؤه في سماءنا الدنيا و قاعدين ملهيين في الدنيا و مفتونين بيها ، بنعصيه فيها في أكتر وقت هو - سبحانه- فاتحلنا باب التوبة فيه ! . ]
خلق سيدنا آدم و طوله ٦٠ ذراع و عرضه ٧ أذرع ما روي الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " كان طول آدم ستين ذراعا في سبعة أذرع عرضا " و في رواية : " فلم يزل الخلق ينقص حتي الآن "
[ يذكر إنه من شدة طوله كان بيمشي مقارب للحساب، و الملائكة تفزع منه لما تشوفه ، و هو ده الطول اللي هنبقي عليه كلنا يوم القيامة ]
رجوعا لتفاصيل مراحل خلقه :
-يروي إنه بعد ما بقي صلصال ربنا سابه فترة قبل ما ينفخ فيه الروح
-في الفترة دي جاله إبليس و قعد يلف حواليه و يحاول يفهم إيه المخلوق ده ؟! فلنا لقاه مجوف من الداخل استكشف إن ده مخلوق ضعيف لا يتمالك .
و ده بيدينا إشارة إن إبليس و الجن عموما مصمتين مش متوفين زينا .
إبليس كان جن عابد تقي عمره ما عصي الله ، عايش حياته كلها في مرساة الله و التقرب اليه لدرجة أنه -سبحانه- سمح له أنه يطلع السما و يدخل الجنة و يبقي مع الملائكة لتشبهه بهم في صلاحهم و أعمالهم ، علشان كده هو الجن الوحيد اللي كام مه الملائكة لما ربنا أمرهم بالسجود لسيدنا آدم .
فمن كثرة التعب اللي كان فيه و ثقته في مكانته و صلاحه ، إستحقر آدم و تكبر علي السجود لمن هو -في ظنه- أقل منه ! فتجرأ علي ربنا بصيانة أمره ..[ و لإن التكبر من أبغض المعاصي عند الله فإتقال انها أصل كل المعاصي ، و أن “ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ]
سيدنا آدم لما ربنا نفخ فيه الروح دخلت الروح أول حاجة في رأسه ، فعطس ، فقالت الملائكة قل الحمدلله ، فقال الحمدلله [ و بكده تكون أول كلمة قالها آدم هي الحمدلله ] ، فربنا قاله " رحمك الله " .. [ و بكده تكون نزلت عليه الرحمة قبل أي حاجة ، قبل ما تكتمل فيه الروح ! ] .
فلما و صلت الروح لعينيك شاف ثمار الجنة و بدأ يتحملها، فلما وصلت الروح لبطنه إشتهي الثمار دي ، فقفز علشان يأكلها ، بس النقطة كانت قبل ما الروح توصل لرجلها أصلا ، فمعرفش ينط طبعا .. من هنا جت الآية “ خلق الإنسان من عجل .. ” .
و بعد اكتمال الروح ربنا مسح بيدينه علي ظهر أبونا آدم فوقع من ظهره كل الناس اللي هيتخلقوا في المستقبل .. إتعرض عليه ذريته كلها الي يوم القيامة .
أهل الجنة منهم كان عندهم علامة من نور بين عينين كل وواحد فيهم ، فتأمل واحد منهم كانت العلامة اللي بين عينه منوره جدا لدرجة انها عجبت أبونا آدم ..
وده اللي خلاه سأل : " أي ربي من هذا ؟ "
فقال سبحانه : “ هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داوود "
إستفسار أبونا آدم : " ربي كم جعلت عمره ؟ "
فأخبره سبحانه : " ٦٠ سنة "
ساعتها ضحي أبونا آدم و طلب : " ربي زده من عمري ٤٠ سنة "
فربنا بقدرته غبر أعمارهم هما الاتنين .
أبونا آدم كام المفروض عمره ١٠٠٠ سنة .. فبقي ٩٦٠ سنة .. لما جاله ملك الموت يقبض روحه و هو عنده ٩٦٠ سنة ، إستغرب لإنه لسه فاضل ٤٠ سنة من عمره ! .
[ بعض الأنبياء بيبقوا عارفين أعمارهم ] ..
فملك الموت فكره إنه تنازل عنهم لإنه داوود
أبونا آدم كان نسي ، من غير ما يقصد ..بس من هنا بقينا كلنا بنفسي.. و النسيان بتولد الخطأ ، الجحود ، و الإنكار ؛ فأصبحت الصفات دي في ذريته من بعده .
" فجحد آدم فجحدت ذريته و نسي آدم فنسيت ذريته ، و خطئ آدم فخطئت ذريته " صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
" و علم ءادم الأسماء كلها " .
أسماء كل شئ في الدنيا ، كل الحيوانات كل الجمادات كل الصناعات ..
و بعد ما ربنا علمه كل ده ، عرض المخلوقات علي الملائكة و قال لهم :
" أخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم صدقيني " .
الحيوان ده (مثلا) اسمه ايه ؟ طبعا الملائكة ما كنتش تعرف غير اللي ربنا علمه لها " قالوا سبحانك لى علم لنآ إلا ما علمتنا " ..
في حين إن المخلوقات دي لما عرضت علي سيدنا آدم كان عارفها.
بس ليه ربنا قالهم إن كنتم صادقين ؟! صادقين في إيه بالضبط ؟ ..
الحكاية إن الملائكة لما ربنا بلغهم بخلق أبونا آدم و يخلوه إستعجابا زي ما قولنا ، رجعوا طمنونا نفسهم علي مكانتهم عند ربنا باعتبارها عباد الله المكرمين المخلوقات من نور اللي بيعملوه ليل نهار بلا كلل أو ملل ، فأيا كان المخلوق الجديد هيفضلوا هم أكرم منه و أعلي عند ربنا بإذنه .
فربنا أثبت لهم إن سيدنا آدم مكرم أكتر منهم و عنده علم مش عندهم و بناءا علي التفسير ده هيكون معني السؤال “ أخبروني بأسماء باقي المخلوقات إن كنتم صادقين في زعلكم أنكم أكرم من آدم " .
لذلك ختم بتذكرها أنه سبحانه لا تخفي عليه خافية حتي الكلام اللي بيقولوا في سرهم " قال يا ءادم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون .." .
و بكده بنكون خلصنا النهارده .. و في الجزء التالت هنتستكمل موضوع تكريم ربنا (عز و جل) لسيدنا آدم علي الملائكة و أيه الحكمة في كده …