قصة أبونا آدم (عليه السلام) بالعامية
أما قصة سيدنا آدم
فتبأ من قبل ما يتخلق أساسا
قبل ما ربنا يخلق الإنس بسنين كتير ، خلق قبلناحاجات كتير ..
أول شئ إتخلق كان الماء ! .. مذكور في تفسير السدي بأسانيد متعددة " إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء " .
لما تعرف المعلومة دي هتفهم و تحس بمعني الآية " و جعلنا من الماء كل شئ حي " ..الماء الأول و بعده كل حاجة تيجي
ومن بعد الماء اتخلق العرش علي الماء ،قال تعالي في سورة هود " و كان عرشه علي الماء .."
بمعني إن خلق العرش كان بعد الماء ؛ لإن العرش إتخلق علي الماء ، و بتالي ما ينفعش يكون عليه غير لو إتخلق الماء قبليه ، أو علي الأقل معاه .
و من السنة ففي أحاديث بتأكد النقطة دي ، منها مثلا ما ذكر في صحيح البخاري أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) قال : “ كان الله و لم يكن شئ قبله ، و كان عرشه علي الماء، ثم خلق السماوات و الأرض،و كتب في الذكر كل شئ" .
وفي رواية " ثم خلق عرشه علي الماء "
القلم، بس هتلاقي حديث بيقول " إن أول ما خلق الله القلم " ، هذا الحديث لا يتعارض مع حقيقة إن الماء و العرش خلقا أولا.
بس بالتوفيق بين الحديثين هنفسر إن المقصود باولوية خلق القلم كانت إنه خلق قبل أي شئ ياستثناء الما و العرش ، فأولويته علي باقي المخلوقات مش علي الماء و العرش .. والكلام دا هتلاقيه منطقي لإن ربنا لما خلق القلم أمره إنه يكتب كل شئ منذ بداية الخلق حتي قيام الساعة ، فطبيعي ما دام هو اللي كتب كل شئ يبقي خلق قبل أي شئ .
بعدها ب ٥٠ ألف سنة خلق الله السماوات و الأرض، خلقت في ٦ أيام فقط لا غير ، الأرض خلقت الأول بعدها السماوات .
و علي وجه الدقة نقدر نقول ان الأرض خلقت في يومين ، و قدر فيها اقواتها في يومين آخرين ، كده أصبحوا ٤ أيام .
بعدها ربنا استوي الي السماء و كانت لسه دخان ، فخلقها .." قل انكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اخواتها في اربعه ايام سواء للسائلين* ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض اتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين..".
بس هتلاقي فيه آية تاني بتقول " اانتم اشد خلقا ام السماء بناها.. " و بعدها بآيتين " و الارض بعد ذلك دحاها .."
بعد ذلك إزاي! مش المفروض الأرض الأول؟
الأرض فعلا خلقت الأول لكن لم تكن مدحوة [ و الدحو عند العرب يعني البسط] ، ولما ربنا خلق السماء رجع للارض مرة تانية فبسطها و أخرج منها الأنهار و غيرها .
رغم ان ربنا كان قادر يخرج السماوات والارض كلها في ثانيه بيكون فيكون ، ولكنه خلقها في ٦ أيام و ده يوصل لنا احنا رسالة عن ضرورة التأني في العمل ، فنفهم إن بلاش استعجال المهم الإتقان.
الجن ، الجن زينا مخلوقين لعبادة الله ، لكنهم خلقوا قبل الإنس ب٢٠٠٠ سنة تقريبا .
أغلب الظن انهم في السنين اللي عاشوها قبل ما يخلق ادم كانوا أفسدوا في الارض ، و ده سر استعجال الملائكة و سؤالهم - لما ربنا بلغهم إنه سبحانه هيخلق أبونا آدم - فقالوا "أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء.. "
فاستجابهم كان نابع من توقعهم ان الانسان هيعمل زي ما الجن عملوا ويفسد في الارض ..
وفي تفسير مختلف بيقول ان ربنا سبحانه هو اللي اختبر الملائكه بان بني ادم هيبقى فيهم مفسدين
فواحد من التفسيرين السابقين كان هو السبب الاول لاستغراب الملائكه وسؤالهم- و الله اعلي و اعلم - ، اما السبب الثاني فكان انهم خافوا يكونوا قصروا في عباده الله ويكون خلق الانسان بسبب تقصيرهم .. “ ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك .. "
سبب تسمية سيدنا آدم بالاسم ده إن اسمه جاي من أديم الأرض يعني تراب الأرض.
لانه عند البدء في خلق ابونا ادم خلق من قبضة رمل من جميع رمال الارض ، باختلاف ألوانه ، رمل ابيض و اسود و احمر ، و من هنا جاء اختلاف الوان البشر ، و طبعهم كمان ، فمنهم السهل زي الرمله الناعمه و منهم الصعب و منهم الخبيث و منهم الطيب .. إلخ .
الخلق ابونا ادم ربنا اختار انه يخلقه على قدمين مش اربعه اقدام ولا يجعله من الزواحل قد يكون من ضمن الحكم الخفيه في الموضوع ده انه يعرفك انه خلقك مرفوع الراس اوعى لنفسك غير للي خلقك دي للاضافه الى ان ايديك تبقى حره الحركه فتقدر تستعملها في الابداع والابتكار و النشاء و التعمير .
إتخلق سيدنا آدم علي ٧ مراحل :
١- قبضه من تراب الارض على اختلاف عنوانه كان الحكمه اننا نعرف مدى ضعفنا مخلوبين من نفس الماده اللي بنمشي عليها ربنا اللي كرمنا ورفع شاننا فما ينفعش نرجع نعصاه وننسى اصلنا .
٢- مزج التراب في الماء فبقي طين " و بدا خلق الانسان من طين " ولو نلاحظ ان التراب والماء هما ادوات الطهاره في الاسلام.. بمعنى انك مخلوق من طهر فلا تنجس طهارتك بالمعاصي والكبائر .
٣- ترك الطين شوية فبقي ماسك نفسه " إنا خلقناهم من طين لازم " .
٤- ترك الطين اللاعب ده كمان شوية فبقي زي الصلصال " خلق الانسان من صلصال كالفخار "
٥- ترك الصلصال شوية فدخلت عليه عوامل تانية و شوائب فغيرت لونه و خلته يسود زي الرماد " من حمإ مسنون .. " .
زي ما تكوني شايف دي هي الغرائز والشهوات والخصال السيئه اللي في بني ادم قد يكون ده مجرد تشبيه بس الاكيد هو المغزي منه .. إن الاصل فيك الخير لانك من طين ، وكل الخصال السيئه دي مجرد شوائب مش اكثر .
٦- ربنا شكل الصلصال ده بإيده الكريمه زي ما بنشكل الفخار . “ قال يا إبليس ما منعك إن تسجد لما خلقت بيدي .." .
٧- و اخيرا نفخ فيه سبحانه و تعالي من روحه " فإذا سويته ، و نفخت فيه من روحي فقعوا له ، ساجدين "
