معركة غزوة بني النضير

غزوة بني النضير 

 

غزوة بني النضير كانت واحدة من المحطات المهمة في تاريخ المدينة المنورة بعد الهجرة. القصة بتحصل في السنة الرابعة للهجرة، بعد ما المسلمين بدأوا يثبتوا وجودهم ويكوّنوا دولتهم، واليهود في المدينة كان بينهم وبين المسلمين عهد واتفاقية عدم اعتداء، لكن للأسف… الأمور ما مشيتش على العهد.

 

بني النضير كانوا من القبائل اليهودية الكبيرة في المدينة، عندهم حصون قوية وأراضي واسعة، وكان بينهم وبين المسلمين تعاملات اقتصادية وسياسية. لكن بعد غزوة أُحد، وخصوصاً لما بعض القبائل بدأت تتربص بالمسلمين، بنو النضير حسّوا إن الفرصة مناسبة عشان يضعفوا المسلمين أو حتى يتخلصوا منهم.

 

الشرارة بدأت لما النبي ﷺ راح مع بعض الصحابة لبني النضير يطلب منهم المساعدة في دفع دية عن قتيل، حسب الاتفاق اللي بينهم. في البداية وافقوا، لكن في الكواليس كانوا بيخططوا لشيء أخطر… اتفقوا يقتلوا النبي ﷺ وهو جالس عندهم، عن طريق رمي حجر كبير عليه من فوق أحد الجدران.

 

لكن، هنا حصلت المفاجأة. الوحي نزل على النبي ﷺ وأبلغه بالمؤامرة، فقام بهدوء وخرج من عندهم، ورجع المدينة وأرسل لهم رسالة: “إما تمشوا من المدينة، أو الحرب”. بني النضير رفضوا الخروج، واعتمدوا على حصونهم القوية وظنوا إن المسلمين مش هيقدروا عليهم.

 

المسلمين اتحركوا فوراً وحاصروا حصون بني النضير. الحصار كان ذكي، النبي ﷺ أمر بقطع بعض النخيل القريبة من الحصون عشان يضغط عليهم نفسياً واقتصادياً، وده كان مسموح في حالة الحرب لضرورة عسكرية. الحصار استمر حوالي 15 يوم، وفي النهاية بني النضير استسلموا، لكن بشروط: يخرجوا من المدينة ويأخذوا معهم ممتلكاتهم اللي يقدروا يشيلوه على الجمال، ما عدا السلاح.

 

بني النضير اتفرقوا بعدها، جزء راح خيبر وجزء راح الشام. وبكده انتهى وجودهم في المدينة. الغزوة دي كانت رسالة قوية لأي طرف يفكر يغدر بالمسلمين أو ينقض العهود، إن العهد عند المسلمين مش لعبة، وإن الغدر نتيجته وخيمة.

 

غزوة بني النضير مش بس قصة حرب، هي كمان درس في إن السياسة والتحالفات محتاجة ثقة حقيقية، وإن الخيانة ممكن تغيّر موازين القوة في لحظة. المدينة بعدهم بقت أكثر أماناً، والمسلمين قدروا يركزوا على التحديات الأكبر اللي كانت جاية في الطريق.