كيف بدء الوحي على رسول الله

كيف بدء الوحي على رسول الله

0 المراجعات

كيف بدء الوحي 

قال الله تعالى في كتابه العزيز : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .

سورة النساء الآية رقم 163.

سأل الحارث بن هِشَام رسول الله فقال : 

  • يا رسول اللهِ كَيْفَ يأتيكَ الوحي؟
  • قال رسول الله : أحْيَانَاً يَأْتِنِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ و هو أشَدٌّهُ فَيَفْصِمُ عَنِي و قد وعَيْتُ عنهُ ما قال ، و أَحْيَانَاً يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي .

 

و قالت أم المؤمنين عائشة رضي اللهُ عنها : وَ لَقَدْ رأيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ فَيفْصِمُ عَنْهُ وَ إِنًّ جَبِينَهُ لَيَتَفصَّدُ عَرَقَاً .

 

الباب رقم 2 الحديث رقم 2

 

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ :

 أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ

 

 ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ- التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ- ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ

 

 فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ:

 اقْرَأ.

قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ.

 قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ.

 

 ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ:

 اقْرَأْ.

 قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ.

 فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ.

 

 ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأ .

فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ.

 فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ .

ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ:

 

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ  عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ   

 

فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ:

 زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي.

 

 فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي.

 

 فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: 

 

 كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ .

 

 فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ.

 

 وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ .

 

 فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ.

 

 فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آلِهِ و سَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى.

 

 فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ :

 هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ.

 

 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آلِهِ و سَلَّمَ :

 

 أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ .

 

قَالَ :

 

 نَعَمْ ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا .

 

 ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ .

 وَفَتَرَ الْوَحْيُ .

 

حديث رقم 3 الباب 3 

 

و في هذا يتضح لنا أنَّ رسول الله لم تكن حياتهُ قبل البعثة و بعد البعثة طبيعية كأي رَجُلاً في عصرهِ . 

 

و يجب على المؤمن أنْ يعرف ما هي الأشياء التي مر بها الرسول صلى الله عليه و آلِهِ و سلم ، بال يجب أنْ يهتم بفترة " حياة سيدنا محمد " قبل البعثة جيداً ليعلم قدر و مقام سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم ،  رضي اللهم عن الصحابة و أُمهات المؤمنين .

 

و إذا تناولنا الحديث رقم 2 في صحيح البخاري ( رضي الله عنهُ) في سؤال الحارث بن هشام (رضي الله عنهُ) لهُ عن كيفية نزول الوحي على رسول الله

 

يتضح لنا أن الأمر فيه بعض الخُصوصِيَة لأحد في أمر دون من حولهُ ؛ و لأنهُ أمر غاب عن العرب فترات طوال فسأل عنهُ الحارث رضي الله عنهُ ؛ بعكس على سبيل المثال الفعلي لبني إسرائيل ، نرى أنَّ الأمر لديهم شبه أمر مألُفً و معلوم .

 

 

لذلك انزل الله آيتهُ في سورة النساء 163  :

 

 

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ   وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ   وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .

 

و في هذهِ الآية المحكمة ، هي رد على سؤال الحارث رضي الله عنهُ و على جُلِ المؤمنين ، و على ايضاً غير المؤمنين ، بالعلى الكافرين بالشريعة الإسلامية الذين هم كفار بسيدنا محمد أيضاً.

 

و الوحي الذي انقطع صلتهُ بالعرب امد طويل لم يكُن لهم اي معلومة به ، بال مِنْ الممكن بعد تباعد و اندثار الشريعة الحَنِفيْة - شريعة إبراهيم و إسماعيل و أسحاق و يعقوب و الأسباط – أن يكون حُرف في أصل كيفية نزول الوحي .

 

 

فلذلك وجب فرض رحمة من الله بنا ، أن يُعرف لنا مفهوم الوحي الذي أُنْزِلَ على رسول الله صلى الله عليه و آلِهِ و سلم ، و بالتالي معرفة كيف نَزَلَ اللهُ وحْيَهُ على جُل النبيين .

 

و لنأتي بكيف اللهُ أوحى إلى نَبِيهِ الكريم : يقول رسول الله و هذا في الحديث الثاني الباب الثاني في صحيح البخاري ( رضي اللهُ عنهُ ) :

 

أحْيَانَاً يَأْتِنِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ و هو أشَدٌّهُ فَيَفْصِمُ عَنِي و قد وعَيْتُ عنهُ ما قال

 

و هي الحَالُ الأولُ الذي عَرَفَنَا بِهِ رسول الله (صلى الله عليه و على آلِهِ و سلم ) :

 

و هو سماع صوتُ جرس ، مثلُ جذب الذهن ، و هو شبه تغير حال ، لأنك أصبحت تسمع ما لا يَسمَعُهُ غيرُك ، و هو تصور كأنك أنْقَطَعْتَ عن سماع ما تستطيع سماعهُ إلى ما لا تستطيعُ سماعهِ ( و اقصد كسر النحوَ ها هنا ) 

 

فيكمل رسول اللهِ كلامهُ بشئٌ قطعيُ الثُبوتي  و هو قوله 

فَيَفْصِمُ عَنِي و قد وعَيْتُ عنهُ ما قال .

 

أي أنهُ لا ينقطع عنهُ القول ؛ ولا الوحي ؛ إلا بوعي ما يقُولهُ الوحيُ ، أعلم أنك سوف تعارضُنِي في هذا القول لأنهُ قول لم يتفكر بهِ أحد أو ربما تفكر بهِ أحد لا ريب لدي بأن النعمة التي و هبنا اللهُ إياها و هي التَفَكُر ، مع حُسن الْتَدَرُس هي من أفضل نعم الله على عبادهِ .

أما عن الدليل الذي نُحقق بهِ هذا : فتكرار كلمة اقْرَأْ في سورة العلق ، هو دليل انهُ لا ينقطع عنهُ القول ؛ ولا الوحي ؛ إلا بوعي ما يقُولهُ الوحيُ

تعال معي و لاحظ ذلك :

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) صدق اللهُ العظيم

سَنُلاحظ ان كلمة اقْرَأْ ورده في سورة العلق ذات اتسع عشر آية مرتان ، و اقْرأْ الأولى متممه لمعنى و إيضاح اقْرَأ الثانية ، و المعنى هو :

 

رتل ورائِي هذا وحيُ بسم ربك - هَذهِ في اقْرَأ الأولى -  .

رتل ورائِي و لا تخف من أن لا تستوعب الأمر – هَذهِ في اقْرَأ الثانية - .

 

و هذه هي الحَالُ الثاني لكيفية نزول الوحي و هو قول رسول الله : و أَحْيَانَاً يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي .

 

 

وَاضْحُ الأمْرِ  

من الواضح أنَّ الأمر ليس هيناً ، و ايضاً  المَعْنِيُ بالأمري كذلك ؛ فالنبي صلى اللهُ عليه و آلِهِ و سلم ليس رَجُلاً عَادي ، أو خلق ليس بالذي نعرفهُ جيداً .

و ذلك من خلال قول رسول الله :

أحْيَانَاً يَأْتِنِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ و هو أشَدٌّهُ فَيَفْصِمُ عَنِي و قد وعَيْتُ عنهُ ما قال ، و أَحْيَانَاً يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي .

 

و هو أشَدٌّهُ : اي ليس بالهين و لا السهل أبداً .

 

و هذا ما يوافق السبع آيات الأولى من سورة طه  :

 

طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) .

 

أي ما انزلنا عليك هذا الوحي لكي تشقى ؛ أو يكون عليك كاهلاً ؛ و المراد انهُ فيه معناه أنك فريد لدى اللهُ يا رسول الله .

 

ما هو المطلوب فهمه من هذا المقال :

أولاً : فهم ما هو الوحي .

ثانياً : معرفة ما هو قدر الرسول صلى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سلم .

ثالثاً : المقال هذا موجه بصفه خاصة للشباب ليعلموا أنَّ ، ليس كل ما يُقال في الميديا بشكل عام عن الإسلام هو صحيح ، و بشكل وصفي لو قَرَاءَ المقال شخص واحد فقط و وعى هذا المقال جيداً ، فحمداً للهِ و كفا .

 

ثُمَّ فالحمد لله رب العالمين و الصلاةُ و السلام على أشرفِ الخلقِ و أمام المرسلين سيد النبيين ، و أمام الأئمة ، صلاةً ترضى بها عنا ، و يرضى بها سيدنا محمد عنها ، و على آلِهِ و سلم تسليماً كثيرا ، و رضى الله هم عن الصحابة ، و التابعين .

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاتهُ .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة