تفسير سورة الكهف الآية رقم 7
آية أستوقفتني فحاولت أن افسرها بما يدور في عقلي
الآية الكريمة في سورة الكهف: "إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (سورة الكهف، الآية 7)، تأتي لتوضيح غاية الله من تزيين الأرض بما فيها من نعم وجمال وخيرات.
معنى الآية:
“إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها”
يشير هذا الجزء إلى أن الله سبحانه وتعالى قد جعل ما على الأرض من جمال وزينة - سواء كان ذلك في الطبيعة، مثل البحار والجبال والأنهار، أو من النعم كالمال والأولاد والممتلكات - ليظهر جمال الدنيا. هذه الزينة قد تجذب الإنسان وتغريه، وتجعلها تبدو كأنها شيء دائم، لكنها في الحقيقة مجرد وسائل يختبر الله بها عباده.
“لنبلوهم أيهم أحسن عملا”
الهدف من جعل الأرض مليئة بالزينة هو اختبار الناس؛ ليرى الله تعالى من منهم يعمل أعمالًا صالحة ويختار طريق الهداية رغم الفتن والإغراءات، ومن منهم ينجذب إلى الدنيا وينشغل بها عن هدفه الحقيقي. أي أن الحياة الدنيا ليست إلا دار اختبار، وأحسن العمل هو العمل الصالح الذي يقوم على الإخلاص لله واتباع أوامره.
الدروس المستفادة من الآية:
1. الدنيا دار اختبار وليست غاية: يعلمنا الله أن الدنيا بكل ما فيها من جمال وزينة هي وسيلة للاختبار، وليست دار إقامة دائمة. علينا أن نستغل هذه النعم في طاعة الله لا في الانغماس فيها.
2. الأعمال أساس التفاضل بين الناس: فليست الدنيا وملذاتها هي ما يميز الناس، وإنما تقوى الله وأعمالهم الصالحة التي يتفوقون بها.
3. الاستعداد للآخرة: الدنيا زائلة، وكل زينة فيها ستختفي وتبقى فقط الأعمال الصالحة التي يترتب عليها جزاؤنا في الآخرة.
4. التحذير من الاغترار بالدنيا: ينبغي ألا تغرينا زينة الدنيا، بل يجب أن ننظر إليها كاختبار ونتعامل معها بحذر حتى لا تشغلنا عن ذكر الله.
الخلاصة:
هذه الآية تلهمنا بأن نكون واعين لحقيقة الدنيا، ونتجنب الانجراف خلف زينتها التي ما وُضعت إلا لتكون اختبارًا لنا.
في النهاية: نسألكم الدعاء لأخواننا المستضعفين في غزا والدعاء بالرحمة لجميع أمواتنا ااىمسلمين. اللهم آمين.
كاتب المقالة: محمد ماجد (SONIC)