قصه سيدنا ابراهيم عليه السلام
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام:
سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أحد أعظم أنبياء الله، وهو من أولي العزم من الرسل. وُلد في مدينة "أور" في العراق في بيئة كانت تكثر فيها عبادة الأصنام. كان والده آزر من صانعي الأصنام، وكان يحرص على أن يعبد الناس هذه التماثيل التي لم تكن تضر ولا تنفع. لكن إبراهيم عليه السلام منذ صغره كان يشكك في هذه العبادة، فكان يرى أن هذه الأصنام لا تملك القدرة على التدخل في مصير الإنسان.
بدأت دعوة إبراهيم عليه السلام عندما كان شابًا، فبدأ يُفكر في الكون وحقيقته، وقرّر أن يرفض عبادة الأصنام. فطرح على قومه سؤالًا: "مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ؟" (الأنبياء: 52)، وأوضح لهم أن هذه التماثيل لا تملك أي قدرة. عندما فشلت دعوته مع قومه، قرر إبراهيم أن يُظهر لهم عدم قدرة أصنامهم على حمايتهم أو التدخل في شؤونهم، فدمرها جميعها عدا الأكبر منها. وعندما اكتشف القوم ما فعله، سألوا من فعل ذلك بأصنامهم، فأجابهم إبراهيم: "فَاسْأَلُوهُ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ" (الأنبياء: 63). وهكذا أراد إبراهيم أن يبين لهم أن الأصنام لا تملك أي قوة.
نتيجة لذلك، قرر قومه أن يعاقبوه بإلقائه في النار، فتم بناء نار عظيمة لإحراقه، ولكن الله سبحانه وتعالى أمر النار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فنجا من المحنة.
ثم بدأت رحلة إبراهيم عليه السلام مع التحديات، حيث أمره الله بالهجرة من بلده إلى مكان آخر، فانتقل إلى بلاد الشام. وفي تلك الرحلة، رزقه الله بابنه إسماعيل من زوجته هاجر. ومع مرور الوقت، أمره الله أن يذهب بابنه وزوجته إلى مكان غير مأهول في مكة المكرمة، وهناك، بينما كان إبراهيم عليه السلام يبتعد عنهم، أمره الله بذبح ابنه إسماعيل. وعلى الرغم من صعوبة الأمر، أظهر إبراهيم عليه السلام استسلامًا تامًا لأمر الله، وعندما همَّ بذبح ابنه، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم.
كما أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يبني مع ابنه إسماعيل الكعبة في مكة، ليكون مكانًا للعبادة والتوحيد. فقام ببناء الكعبة وأقام فيها الصلاة والعبادة لله وحده.
لقد كانت حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام مليئة بالصبر والتضحية والوفاء لأوامر الله. وقد خلّد الله ذكره في القرآن الكريم وجعل منه قدوة للأجيال القادمة في الثبات على الحق والتمسك بالإيمان بالله.