كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار

كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار

Rating 5 out of 5.
1 reviews


كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار

البداية: عطش في يوم شديد الحر

في أحد الأيام الحارة التي تكاد الشمس تحرق الأرض بحرارتها، كان رجل يمشي في طريق طويل يقطع صحراء قاحلة. العرق يتصبب من جبينه، وشفتيه جافتان من شدة العطش. يبحث عن أي شيء يروي ظمأه، حتى عثر على بئر قديم. اقترب بخطوات متثاقلة، ثم نزل إلى داخله، وشرب حتى ارتوى. كان يشعر أن الحياة قد عادت إلى جسده بعد أن كان على وشك السقوط.

لكن بينما هو يستريح، سمع أنينًا ضعيفًا قادمًا من بعيد. التفت يبحث عن مصدر الصوت، فرأى كلبًا يلهث بشدة، لسانه يتدلى، وعيونه متعبة من العطش. كان المشهد مؤثرًا جدًا، حتى إن الرجل شعر أن هذا الحيوان يطلب النجدة بعينيه.

image about كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار

الرحمة التي غيرت المصير

توقف الرجل لحظة، يفكر: "لقد ارتويت الآن، لكن هذا الحيوان المسكين سيموت عطشًا." نظر إلى البئر، ثم إلى الكلب، وتساءل: "كيف أسقيه؟ لا إناء عندي، ولا وعاء أضع فيه الماء."
حينها خطر بباله أن يستخدم حذاءه. فنزل مرة أخرى إلى البئر، وملأ حذاءه ماءً، ثم صعد بسرعة، واقترب من الكلب، وقدم له الماء. بدأ الكلب يشرب بنهم، حتى توقف أنينه، وهدأ تنفسه.

في تلك اللحظة، شعر الرجل براحة غريبة لم يعرف مثلها من قبل، وكأن رحمة الله ملأت قلبه. لم يكن يعلم أن هذا الفعل الصغير سيكون سببًا في تغيير مصيره كله. لقد أظهر الله له سرًّا عظيمًا: كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار.

المفاجأة العظيمة

حين عاد الرجل إلى أهله، لم يكن يتوقع أن عمله ذاك سيكتب له عند الله عفوًا وغفرانًا. لكن النبي محمد ﷺ أخبرنا في حديث صحيح أن الله غفر لذلك الرجل ذنوبه، وأدخله الجنة، لأنه سقى كلبًا عطشانًا.

هنا ندرك أن رحمة الله لا حدود لها، وأن العمل الصغير، إن خرج من قلب صادق، قد يكون أعظم من أعمال كبيرة ظاهرًا. وهذا ما جعل القصة خالدة عبر القرون، لتعلّمنا جميعًا كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار.

العبرة التي لا تُنسى

العبرة من القصة أن الجنة ليست حكرًا على من يقوم بالعبادات العظيمة وحدها، بل هي قريبة من كل قلب رحيم. كلمة طيبة، ابتسامة صادقة، أو قطرة ماء تُسقى بها روح عطشى، قد تكون سببًا في النجاة يوم القيامة.

علينا أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى النوايا قبل الأعمال، فما يخرج من القلب يصل إلى السماء، ولو كان شيئًا يسيرًا في نظر الناس. ومن هنا، تتجلى أمامنا الحقيقة التي لا تُنسى: كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار.

في بداية الحكاية عرفنا كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار.

وفي مشهد الرحمة، رأينا بأعيننا كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار.

وفي العبرة الأخيرة، ازداد يقيننا بـ كيف أنقذت قطرة ماء رجلاً من النار

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

1

similar articles
-