قصة النبي نوح عليه السلام
قصة سيدنا نوح عليه السلام
المقدمة
تُعَدُّ قصة سيدنا نوح عليه السلام من أعظم القصص
التي وردت في القرآن الكريم، فهي تحمل في طياتها
دروساً بالغة عن الصبر والثبات والإيمان.
بعثه الله إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده
وترك عبادة الأصنام، لكنه واجه رفضاً شديداً وسخرية
مستمرة. ورغم ذلك استمر في دعوته لسنوات
طويلة دون كلل أو ملل. وعندما أصر القوم على
الكفر، جاء أمر الله بالطوفان العظيم الذي أهلك
المكذبين وأنجى نوحاً ومن آمن معه. إنها قصة خالدة
تبقى شاهداً على عاقبة الكفر و الإعتراض،
وعبرة للمؤمنين في كل زمان ومكان.
بداية الدعوة
نوح عليه السلام من أوائل الرسل الذين بعثهم الله
تعالى إلى الناس بعد آدم، وهو أحد أولي العزم من
الرسل. أرسله الله إلى قومه عندما انتشر بينهم
الشرك وعبادة الأصنام، فدعاهم إلى التوحيد وعبادة
الله وحده، ونهاهم عن الظلم والفساد. لكن قومه
قابلوه بالتكذيب والسخرية، ولم يستجيبوا لدعوته
رغم ما بذله من جهد متواصل وصبر عظيم .
صبر نوح على قومه
استمر نوح عليه السلام في دعوته لقرون طويلة،
يدعو قومه ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، مستخدماً الحكمة
والموعظة. ومع ذلك لم يؤمن به إلا قلة قليلة من
الضعفاء والمستضعفين، بينما أصر الباقون على
الكفر والعناد، بل وازدادوا في إيذائه والاستهزاء منه،
حتى قالوا: "ما نراك إلا بشراً مثلنا"، واعتبروا دعوته
تهديداً لمكانتهم ومصالحهم .
بناء السفينة و الطوفان
بعد أن أوحى الله إلى نوح أن قومه لن يؤمنوا ، أمره
ببناء سفينة عظيمة. كان القوم يمرون به ساخرين
وهو يصنعها، غير مدركين أن العذاب يقترب.
وحين جاء أمر الله ، تفجرت الأرض ‘ وهطلت السماء
مطراً غزيراً، فإجتمع الماء من كل جانب وارتفع حتى
غطى الأرض. ركب نوح والمؤمنون معه في السفينة،
ومعهم من كل زوجين اثنين من الكائنات الحية، بينما
غرق المكذبون ومن بينهم إبنه الذي آختار الكفر .
النجاة والعبرة
استمر الطوفان حتى هلك الكافرون، ثم انحسرت
المياه واستقرت السفينة على جبل الجودي. نجا نوح
ومن آمن معه، لتكون تلك البداية الجديدة للبشرية،
و العبرة الخالدة على مر العصور.
الدروس المستفادة
قصة سيدنا نوح عليه السلام تحمل دروساً عظيمة،
أبرزها الصبر في الدعوة إلى الحق، والثبات على الإيمان
رغم الإستهزاء و المعاندة، والتأكيد على أن نصر الله
للمؤمنين حق، كما أنها تحذر من عاقبة الكفر والغرور،
وتظهر رحمة الله وفضله على عباده المخلصين.
الخاتمة
وفي الختام، فإن قصة سيدنا نوح عليه السلام ليست
مجرد أحداث تاريخية، بل هي رسالة حية تتكرر مع كل
جيل: أن الإيمان هو طريق النجاة، وأن الصبر والثبات
على الحق يقودان في النهاية إلى الفرج والنصر.
لقد غرق من استكبروا وسخروا، ونجا من آمنوا
وصدقوا، لتبقى القصة شاهداً خالداً يذكّرنا بأن عاقبة
الكفر الهلاك، وعاقبة الإيمان حياة جديدة مليئة
بالرحمة والأمل.
….. أتمنى لكم قراءة ممتعة وشيقة، مليئة بالفائدة
جعل الله هذه السطور نوراً لقلوبكم، ومتعةً
لعقولكم، ودافعاً للتأمل والعبرة في قصص الأنبياء
العظيمة .
