عمر بن الخطاب وبيت المال

عمر بن الخطاب وبيت المال

Rating 0 out of 5.
0 reviews

فيimage about عمر بن الخطاب وبيت المال "أموالي"، نؤمن أن القيم الإسلامية لا تقتصر على العبادات، بل تمتد لتشمل كل جوانب الحياة، ومنها التعامل مع المال. تابعونا للمزيد من القصص الإسلامية التي تنير الطريق وتغرس القيم في النفوس.

.


قصة إسلامية تحمل عبرة: عمر بن الخطاب وبيت المال

من القصص الإسلامية التي تحمل في طيّاتها معاني عظيمة عن العدل والأمانة، قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبيت المال، والتي ما زالت تروى حتى اليوم لتكون مثالًا يُحتذى في النزاهة والإخلاص في إدارة الأموال العامة.

بيت المال في عهد عمر بن الخطاب

حين تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أدرك أن الدولة الإسلامية تتوسع بسرعة، ومعها تتزايد الموارد والأموال من الغنائم والجزية والصدقات. فأسّس ما يُعرف بـ "بيت مال المسلمين"، وهو بمثابة خزينة الدولة التي تُجمع فيها أموال المسلمين وتصرف في مصالحهم.

لكن ما يميز هذه القصة ليس فقط إنشاء بيت المال، بل كيف تعامل عمر مع هذه الأموال. كان يرى أن المال أمانة عظيمة، ولا يجوز التصرف فيه إلا بما يرضي الله.

الزيت والمصباح: موقف لا يُنسى

ذات ليلة، جاء رجل إلى عمر وهو يجلس في بيت المال، وكان عمر يُراجع دفاتر الدولة على ضوء مصباح يعمل بالزيت. بدأ الرجل يتحدث مع عمر في أمر شخصي، فإذا بعمر يُطفئ المصباح فورًا ويُشعل آخر من ماله الخاص.

سأله الرجل: "لماذا أطفأت المصباح؟"
فقال له عمر: "هذا المصباح زيتُه من بيت مال المسلمين، فلا يجوز لي أن أستخدمه في أمر شخصي".

هذا الموقف، رغم بساطته، يُجسد قمة الورع والدقة في حفظ حقوق الناس. عمر، أمير المؤمنين، كان بإمكانه أن يبرر لنفسه الأمر، لكنه كان يرى أن المال العام يجب أن يُصان بكل وسيلة، وأنه لا فرق بين الدرهم والدينار في الأمانة.

العدالة في توزيع المال

لم يكن بيت المال في عهد عمر فقط مخزنًا للثروات، بل كان وسيلة لضمان العدالة الاجتماعية. أمر بتوزيع المال على الفقراء والمحتاجين، وكان يُرسل الأموال إلى المناطق البعيدة بنفسه أحيانًا، ليتأكد أنها وصلت إلى مستحقيها.

كما أنه رفض التمييز بين الناس في العطاء، فلم يُعطِ لأحد أكثر من غيره إلا بالحق، حتى إن بعض الصحابة اعترضوا على ذلك، فقال: "والله، لو بقي في الأرض فضل لساويت بينكم فيه".

دروس مستفادة من القصة

الشفافية في التعامل مع المال العام: يجب أن يكون المسؤول قدوة في الأمانة، كما كان عمر بن الخطاب.

العدل أساس الحكم: لا مكان للمحاباة أو التفضيل في توزيع المال.

المراقبة الذاتية: عمر لم يكن يحتاج إلى من يُحاسبه، بل كان يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه الناس.

 

خاتمة

في زمن كَثُر فيه الحديث عن الفساد المالي وسوء إدارة الموارد، تعود بنا هذه القصة إلى نموذج فريد من النزاهة والعدالة. عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن مجرد حاكم، بل كان راعيًا أمينًا لأموال الأمة، يحرص على صرفها في وجوه الخير دون أن يطمع منها بدرهم

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles
-