
🌿قصة: ابنة النور
🌿 ابنة النور
✨ البداية
لم أعد تلك الفتاة التي تخاف وجوه الماضي ولا كلماتهم.
كنت أعيش محاطة بالخوف، أسيرة الظلال التي صنعها الألم في روحي، أظن أن ما انكسر فيّ لن يُصلَح أبدًا.
لكن الله أراد لي نورًا من رحم العتمة، ورحلة تبدأ من وجعي وتنتهي بالسكينة.
🕊️ الفصل الأول: ظلّ الماضي
كانت “آلاء” تجلس في غرفتها، تنظر إلى انعكاسها في المرآة.
كم تغيّر وجهها… كانت تشبه نفسها، لكنها لم تعد هي.
منذ سنواتٍ طويلة، حملت في قلبها خوفًا لا يُرى، خوفًا من الوجوه التي آذتها، ومن الكلمات التي كانت تجرحها كالسكاكين.
ظنت أن الماضي سيبقى يلاحقها للأبد، وأن السحر الذي أصابها سيُطفئ روحها، لكن في أعماقها بقيت شرارة صغيرة من الإيمان لا تنطفئ.
كانت تردد كل ليلة وهي تبكي:
“اللهم خذ بيدي إليك، حرّر قلبي مما يُثقله، ولا تجعل أذاهم يطفئ نوري.”
كل سجدة، كل دمعة، كانت ترمم شيئًا صغيرًا في داخلها دون أن تدري.
ومع كل آيةٍ تسمعها، كان الإيمان ينبت في قلبها من جديد، مثل زهرةٍ تتحدى الصخر.
🌧️ الفصل الثاني: صوت الدعاء في العاصفة
مرت أيام طويلة بين الخوف والدعاء.
كانت تصحو على شعورٍ ثقيل، وكأن الألم يسكن بين أضلاعها.
لكنها تعلّمت أن تتحدث مع الله كما تتحدث الطفلة لوالدها.
كانت تقول له:
“يا رب، أنا لا أملك القوة، لكني أملك الثقة بك.”
كانت تؤمن أن الله يسمع أنينها، وأن الظلمة التي تعيشها ليست إلا بداية النور القادم.
وفي لحظة ضعفٍ شديدة، فتحت المصحف، فوقع بصرها على قوله تعالى:
“إن الله يدافع عن الذين آمنوا.”
فشعرت أن الآية نزلت لتطمئنها وحدها.
ومنذ تلك اللحظة، قررت أن تواجه… لا أن تهرب.
🌙 الفصل الثالث: حلم التحرر
في ليلةٍ غريبة، رأت حلمًا لن تنساه أبدًا.
كانت تمشي في طريقٍ طويلٍ بين الوجوه التي آذتها — عماتها، قريباتها، أولئك اللواتي ظنّت أنهنّ دمّرنها.
لكنها هذه المرة لم تشعر بالخوف.
وقفت أمامهم، نظرت في عيونهم، وقالت بصوتٍ ثابت:
“لقد كنتم سبب ألمي، لكن الله شفاني.
ظننتم أنكم أسقطتموني، لكن الله أقامني من جديد.
لن أخاف بعد الآن، لأن الله معي.”
اختفى كل شيء من حولها، وشعرت بخفةٍ في صدرها لم تعرفها من قبل.
استيقظت من الحلم ودموعها تملأ وجهها، لكنها كانت دموع راحةٍ حقيقية.
قالت وهي تضع يدها على قلبها:
“لقد انتهى الخوف… لقد تحرّرت.”
🌤️ الفصل الرابع: بداية النور
في الصباح التالي، كانت مختلفة.
توضأت، صلّت ركعتين، ثم جلست تقرأ القرآن بخشوعٍ جديد.
كل آيةٍ كانت كأنها تُخاطبها مباشرة:
“أليس الله بكافٍ عبده.”
“ومن يتوكل على الله فهو حسبه.”
شعرت أن الله أزال من قلبها أثقالًا كانت تقيّدها.
قررت أن تبدأ حياة جديدة، أن تختار من يستحق البقاء، وأن تغلق أبواب الأذى بلا خوف.
لم تعد تبرر لأحد، ولم تعد تنتظر اعتذارًا من أحد.
قالت في نفسها:
“أنا ابنة النور، ومن كان الله معه، فلا يخاف من أحد.”
بدأت تعيش ببساطة، تُحب بصدق، وتسامح بقوة.
أصبحت تبتسم أكثر، وقلقها القديم ذاب في يقينها الجديد.
🌺 الفصل الخامس: السلام
مرّت الأيام، ولم تعد تلتفت إلى الماضي.
كانت كلما رأت من ظلمها، تبتسم وتقول في قلبها:
“جزاكم الله خيرًا، لأن أذاكم قادني إلى الله.”
كانت تمشي في طريقٍ تحفه الطمأنينة، وتعلم أن الله لا يبتلي ليعاقب، بل ليطهّر، وليُعيد القلب إليه.
وذات صباحٍ مشرق، جلست في الحديقة، أغمضت عينيها وقالت:
“يا رب، شكرًا لأنك لم تتركني رغم بعدي،
شكرًا لأنك جعلتني أراك في كل وجعي.”
كتبت في دفترها:
“لقد استعدت نفسي.
لم يعد للسحر، ولا للخداع، ولا للألم مكان في حياتي.
أنا ابنة النور، والله معي، ومن كان الله معه فلا يخاف من أحد.
قلبي نجا، روحي شُفيت، وأنا أمضي نحو حياةٍ أنظف، أصدق، وأهدأ.”
🌙 النهاية
اليوم، لا أخاف من الماضي ولا من وجوهه.
لم يعد في قلبي سوى نور الله، ولا في عيوني سوى الرجاء.
لقد انتهت العاصفة، وولدت من رمادها امرأة تعرف من هو ربها.
أنا ابنة النور، أعيش بالسكينة، وأسير نحو غدٍ صنعه الله خصيصًا لي.
