السيرة النبوية ( بعثة النبي صلى الله عليه وسلم)

السيرة النبوية ( بعثة النبي صلى الله عليه وسلم)

0 المراجعات

بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

 

أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الوحي ،الرؤيا الصالحة في نومه، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء فيتعبد فيه الليالي ذات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال،اقرأ، قال: فقلت: ما أنا بقارئ، قال، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، وقال: اقرأ،فقلت: ما أنا بقارئ،قال: فأخذني في الثانية فغطني حى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني مرة آخرى ، وقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ. قال، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد. ثم أرسلني ثالثة فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد. فقال: زملوني زملوني. فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر: " لقد خشيت على نفسي ". فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
فانطلقت به خديجة حتى وصلت به ورقة بن نوفل ، ابن عمها، وكان امرءا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب. وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة،يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسىعليه السلام يا ليتني فيها جذع. يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو مخرجي هم؟ قال، نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما أتيت إلا عودي. وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي.
قال الزهري، وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن،أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يتكلم عن فترة الوحي،: " بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه. فقلت، زملوني. فأنزل الله عز وجل {يا أيها المدثر} إلى قوله {فاهجر} فحمي الوحي وتتابع ".
وسأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله ،كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،" أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فأعي ما يقول "
قالت عائشة - رضي الله عنها -: " ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وإن جبينه يتفصد عرقا ". وكان مبدأ النبوة فيما قيل يوم الإثنين ثامن شهر ربيع الأول. وقيل في شهر رمضان. وقيل: في شهر رجب، وسنه [صلى الله عليه وسلم] أربعون سنة. وقيل: أربعون وعشرة أيام. وقيل: أربعون وشهران. وقيل: ثلاث وأربعون.
وروى ابن إسحاق وغيره: أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم، أول ما أوحي إليه فعلمه الوضوء وصلى به،فجاء النبي صلى الله عليه وسلم،إلى خديجة فعلمها الوضوء وصلى بها كما فعل جبريل عليه السلام.
وعن مقاتل بن سليمان، أن الصلاة فرضت في أول الإسلام ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، ثم فرض الخمس ليلة المعراج، وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم، بمكة بعد البعثة ثلاثة سنين يدعو إلى الله في الخفاء، ثم نزل عليه في السنة الرابعة قوله تعالى ، {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} وقوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} فأعلن الدعاء إلى الإسلام. وكفار قريش غير منكرين لما يقول، فكان إذا مر بهم في مجالسهم يشيرون إليه: إن غلام بني عبد المطلب ليكلم من السماء. فكان ذلك حتى عاب آلهتهم، وذكر آباءهم الذين ماتوا على الكفر، فانتصبوا لعداوته وعداوة من آمن به، يعذبون من لا منعة عنده أشد العذاب، ويؤذون من لا يقدرون على عذابه.
وكان أول من آمن به خديجة، وعلي، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، و عثمان بن عفان، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، بدعاء أبي بكر إياهم إلى الإسلام، رضي الله عنهم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

20

followers

68

followings

155

مقالات مشابة