في ذكري مولده محمد النشأة

محمد النشأة

نشأ محمد في بيئة تقوم الإنسان وتربطه بالطبيعة اشد رابطة فالجو صحراوي بعيدا عن فساد الطبيعة فالطبيعة التي نشا فيها تقومك أول ما تقومك إلى ذكاء العقل ونبض القلب ولنا في هذه وقفة .
يقول توماس جولدشتاين في كتابه المقدمات التاريخية للعلم الحديث 
" وقد قدرت لهم (المسلمين)دورهم الثقافي اللامع ثلاثة عناصر رئيسية أولها الحماس الفطري لقوم لا تفسدهم الحضارة إلى حد كبير يتحرقون لاستيعاب الميراث الثقافي الذي كان منبسطا أمام أعينهم في البلاد المفتوحة حديثا . أن جماعة اجتماعية مستبعدة من التعليم لزمن طويل عادة ما تطور طاقات غير عادية إذا ما سنحت لها الفرص لسد الفجوة . "
عزيزي جولدشتاين إذا كانوا هم كذلك فما بالك بصانعهم نحو الحضارة ؟ " محمد" وفطرته التي بني عليها ودليلنا هو أين هم قبله فمن غيره إذا صانعهم وصانع حضارتهم ؟ وما قامت حضارتهم إلا باقترابهم وفقههم لسيد محمد .
إلا أن الفطرة عند محمد لا تختلف عن الفطرة عند جولدشتاين بل تتعداها فالفطرة عند جولدشتاين هي فطرة المنشأ إلا أن الفطرة عند محمد هي فطرة الفطرة وفطرة المنشأ ورأيناه يعبر عن ذلك وعن وجهة نظره في الفطرة في قوله " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "
ففطرة محمد تسوقه لان يبنى مجتمعا متحضرا فطرته البدوية المتمثلة في سواد حالك بالليل عدا أيام انتصاف الشهر العربي وشمس حارقة بالنهار لا يرى إلا صفار الرمال . ولا يتلمس إلا منبت العشب حيث تكون المياه وفطرته الإيمانية المتمثلة في التوحيد والإيمان . إذا فمن ناحية الفطرة يكون محمد أحق بان يتسابق نحو خير الحضارات وتقومه على ذلك فطرته  
تقول لي كيف لهذه الفطرة لا تجعل إلا محمدا القائد للحضارة وهم فطروا فطرته ونشئوا نشأته وتربوا تربيته  ؟ لن ترى إلا انه هو المؤيد من قبل ربه .
تعلم القيادة فجده المربى الأول قائد وشيخ قبيلة                                          وأي قبيلة   إنها قريش  فهو تربى حيث القيادة والرئاسة  ثم عمه الشيخ المعلم  له .
وهو دبلوماسي رأيناه يوفق بين العرب في أهم مسالة بينهم  في اختصامهم أمام الحجر الأسود . 
وتعلم فن إدارة الأعمال من ادارةته لتجارة السيدة خديجة . وتعلم الترحال في رحلاته مع عمه وفى تجارته . وتعلم الصبر وصفاء القلب من رعيه للغنم .