مادا ادا قبضت روحك ولم تقدم لنفسك ما يشفع لك أمام ربك!
"المُرعب في الأمر أن تُقبض روحك ولم تقدم لنفسك ما يشفع لك أمام ربك!
المرعب في الأمر أن تموت ولم تسجد لله سجدة، ولا سبحت لله تسبيحة، تأكل حقوق العباد، تسير وأنت تعيث خرابًا في البلاد، تجاهر الناس بمعاصيك، تسابق شياطين الإنس في الذنوب، تزاحم خلواتك بالشهوات، تنام عن الفرائض، لا تعرف شيئًا عن دينك إلا اسمه!
المرعب في الأمر أن تموت وأنت غافل، أن تأمن مكر الله، أتعرف المرعب حقًا في الأمر؟!
- أن تعرف جيدًا أنك ستموت، ولازلت تؤجل توبتك.. ولم تتصدق لله صدقة، ولازلت تصر على المعصية، تفعل المنكرات وقلبك يتلذذ، لم تندم على ذنوبك..
المرعب في الأمر أننا نستيقظ صباحًا على خبر موت فلان، وفلان، وفلان، ثم نجلس لنقول: كيف! كيف مات، لقد كان شابًا، لقد رأيته أمس، لم يكن يعاني من مشكلة صحية!
وكأن الموت مرهون بالمرض، وكأن الشاب لا يموت، ويقتصر الموت على الكهل العجوز..
ثم يمر خبر موت فلان، وفلان وفلان، ولم نتعظ، ولم تنبض قلوبنا خوفًا من الله، كأننا لم نسمع قول الله:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
اللهم لا تقبضنا إليكَ إلا وأنت راضٍ عنا،
وأحسن خاتمتنا يا رب العالمين."
إدن أنت لا تحتاج إلى أي اقتباس مطلقًا لتحفيزك حتى تُقيم الليل..
أنت لا تحتاج تذكيرًا يوميًا بأن هناك من ينادي من فوق سبع سماوات:
• هل من تائب فأتوب عليه!!
• هل من مستغفر فأغفر له!!
• هل من أحد له حاجةً فأقضيها له!!
أنت لا تحتاج أبدًا أن أذكرك بأن قيام الليل معجزة تُفرج بها الهموم والكروب، وتمحى بها الذنوب، وترفع بها الدرجات، وترزق بها من غير ألا تحتسب..
أنت لا تريدني أن أذكرك بأن أصحاب قيام يسطع من وجوههم النور، أظنك اكتفيت من قولي لك بأنك إذا مرضت ستسأل عنك الملائكة..
أنت فقط تحتاج إلى نيّة صادقة، وقلب يريد القرب من الله، أنت تفتقد لأن تعرف أنك من يحتاج هذه الصلاة، وأن الله غني عنك وعن صلاتك.. أنت تحتاج حقًا لقيام الليل..