الدعاء مش بس طلب، ده حب واعتماد على ربنا

الدعاء مش بس طلب، ده حب واعتماد على ربنا

0 المراجعات

الدعاء... سلاح المؤمن اللي محدش يستهين بيه

بص يا صاحبي، فيه حاجات كتير في حياتنا بنفتكر إنها بسيطة، بس هي عند ربنا عظيمة جدًا. ومن أكتر الحاجات دي: الدعاء.
أنا واحد من الناس اللي كنت دايمًا بدعي، بس ماكنتش فاهم قد إيه الموضوع ده كبير. لحد ما بدأت أقرب من ربنا شوية، وأقرأ قرآن، وأفهم شوية معاني... ساعتها حسّيت إني كنت ماشي في الدنيا وناسي أهم سلاح معايا.

ربنا سبحانه وتعالى قال في القرآن:

"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
(سورة غافر - آية 60)

يعني ربنا بيقولك كده بشكل مباشر: "ادعي... وأنا هستجيب". تخيل لما تبقى عارف إن باب ربنا مفتوح ليك 24 ساعة، من غير حجز، ومن غير وسيط، ومن غير أي تكاليف. بس تدعي.

فيه ناس تقولك: "دعيت كتير ومفيش حاجة حصلت". طب يا عم، اسمع بس الآية دي:

"أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ..."
(سورة النمل - آية 62)

يعني ربنا بيجاوب اللي فعلاً محتاجه، اللي قلبه بيكلمه وهو بيدعي، مش اللي بيقول كلام وخلاص. أنا شخصيًا، فيه مواقف في حياتي مكنتش لاقي حل، لا من الناس، ولا من عقلي، ولا من أي طريق. وقفت بس رفعت إيدي، وقلت: "يا رب... أنت أعلم بيا، ساعدني".
وبكل أمانة... الحل جه من حيث لا أحتسب.

الدعاء مش بس طلب. الدعاء هو عِبادة، هو اعتراف من العبد بضعفه قدام ربه. هو نوع من التواضع. وده واضح جدًا في الآية دي:

"إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا"
(سورة الأنبياء - آية 90)

يعني حتى الأنبياء، اللي هم أقرب خلق لربنا، كانوا دايمًا بيدعوا. ما بالك إحنا!

أنا ملاحظ كمان إن لما الدعاء بيبقى عادة عند الإنسان، قلبه بيبقى دايمًا متعلّق بربنا. يعني حتى في الضيقة، بيبقى عنده أمل. وده فرق كبير. الناس اللي ما بتدعيش، غالبًا بتحس إن كل حاجة سودة، لكن اللي متعود على الدعاء، دايمًا شايف النور في آخر الطريق.

فيه كمان دعاء عظيم من القرآن، بحبه جدًا، وبدعي بيه دايمًا:

"رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"
(سورة القصص - آية 24)

شوف البساطة، وشوف التواضع... سيدنا موسى بيقول لربنا إنه فقير لأي خير ييجي منه. يعني حتى لو مش عارف هو محتاج إيه، بس هو محتاج "خير"... وده يكفي.

كمان من الحاجات اللي الناس لازم تفهمها، إن الدعاء مش دايمًا معناه إن الحاجة هتحصل دلوقتي. أوقات ربنا بيأخر الاستجابة لحكمة هو أعلم بيها. وأوقات تانية، بيكون الرد “لا”، بس “لا” دي نفسها فيها خير كبير، وإنت مش شايفه دلوقتي.
زي مثلًا واحد كان بيدعي يشتغل في شغلانة معينة، واترفض، وزعل جدًا... بس بعدها بفترة، اكتشف إن المكان ده كان كله مشاكل، وربنا أنقذه وهو مش واخد باله.

وأجمل حاجة في الدعاء، إنك تكون لوحدك، في وقت هادي، وتحس إنك بتتكلم مع ربنا من قلبك، من غير حفظ، من غير تكليف، وتقول:
"يا رب، أنا ضعيف... سندني. يا رب، أنا تايه... وجّهني. يا رب، أنا قلبي تعبان... طمّني."

دي اللحظات اللي بتحس فيها إنك مش لوحدك، حتى لو الدنيا كلها بعيدة عنك. الدعاء بيخليك دايمًا حاسس إن فيه حد بيسمعك، وفاهمك، وراحمك.

وخلي بالك، مفيش دعاء بيروح هدر. كل دعوة بتترفع لربنا، وربنا بيخزنها ليك، يا إما يستجيب ليها، يا إما يرد بيها شر، يا إما يخليلك أجرها يوم القيامة، وده أعظم وأبقى.


(وفي الآخر، لو حسيت يوم إنك تايه، أو مضغوط، أو مش فاهم اللي بيحصل حواليك، جرب ترفع إيدك وتدعي، حتى من غير كلام منمق...
بس من قلبك)

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

0

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة