ليلة الإسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم 

ليلة الإسراء والمعراج: رحلة سماوية غيّرت مجرى التاريخ

ليلة الإسراء والمعراج تُعد من أعظم المعجزات التي حدثت في حياة النبي محمد ﷺ، ومن أبرز الأحداث التي تحمل في طياتها دلالات إيمانية وروحية عميقة. هي ليلة تميّزت بتكريم إلهي للنبي الكريم بعد فترة من الحزن والضيق، حيث أسري به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، ثم عُرج به إلى السماوات العُلا، ليشهد من آيات ربه الكبري

الإسراء هو الرحلة الليلية التي انتقل فيها النبي محمد ﷺ من مكة إلى القدس، تحديدًا إلى المسجد الأقصى، على دابة تُسمى "البُراق"، بصحبة جبريل عليه السلام. أما المعراج فهو الصعود من الأرض إلى السماوات العُليا، وهي رحلة فوق حدود الزمان والمكان، تجاوز فيها النبي طبقات السماء حتى وصل إلى سدرة المنتهى، حيث كُلِّم من الله تعالى وفرضت عليه وعلى أمته الصلاة.

السياق الزمني والنفسي

وقعت هذه المعجزة في وقت صعب من حياة النبي ﷺ، بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه أبي طالب، مما جعل هذا العام يُعرف بـ"عام الحزن". كما قوبل بدعوة الطائف بالرفض والإيذاء. فجاءت هذه الرحلة الإلهية كتعويض معنوي ودعم إلهي له، ورفع لمعنوياته وتثبيت لقلبه.

الدروس والعبر من ليلة الإسراء والمعراج

1. مكانة الصلاة: كانت الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي فُرضت في السماء مباشرة، مما يدل على عظمتها في الإسلام. فقد فرضها الله على النبي ﷺ دون واسطة، وكانت في البداية خمسين صلاة، ثم خُفّفت إلى خمس مع بقاء الأجر كاملًا.عندما راجع النبي ربه في عدد الصلوات، تخفيفًا عن أمته، كان ذلك دليلًا على رحمة الله بعباده، وشفقة النبي على أمته.

 

2. مكانة المسجد الأقصى: تؤكد الرحلة قدسية المسجد الأقصى وارتباطه العميق بالعقيدة الإسلامية، حيث كان القبلة الأولى للمسلمين، وهو ثالث الحرمين الشريفين.

 

4. الإيمان بالغيب: كانت هذه الرحلة اختبارًا لعقيدة الصحابة، حيث صدّق بها من صدّق، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لُقّب من يومها بـ"الصديق".

 

5. مكانة النبي ﷺ: في المعراج، تميّز النبي بأن صعد وحده إلى ما لم يصله نبي من قبله، حتى جبريل توقف عند سدرة المنتهى، في حين واصل النبي الرحلة، تكريمًا واصطفاءً له.

 

الإسراء والمعراج في القرآن والسنة

جاء ذكر الإسراء في سورة الإسراء:

“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى...”

أما المعراج فقد ورد في سور أخرى كالنجم، بآيات تصف ما رآه النبي في السماء من مشاهد عظيمة، السدرة، والملائكة، والجنة والنار.

خاتمة

ليلة الإسراء والمعراج ليست مجرد حدث تاريخي نحتفل به، بل هي مناسبة لتجديد الإيمان، وتدبر عظمة الخالق، وتأكيد مكانة النبي محمد ﷺ، وتعميق علاقتنا بالمسجد الأقصى، وبالصلاة، وبالإسلام كمنهج حياة. هي رحلة غيرت مجرى التاريخ، وربطت بين الأرض والسماء، وبين الإنسان وربه، في لحظة من النور الإلهي 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles