يأجوج ومأجوج: فتنة آخر الزمان

يأجوج ومأجوج: فتنة آخر الزمان

0 reviews

يأجوج ومأجوج: فتنة آخر الزمان

يأجوج ومأجوج هما أمتان من بني البشر، (بني ادم ) عظيم العدد، شديد الفساد،  وهم موجودين حاليا ومحبوسون خلف سد عظيم بناه ذو القرنين بأمر الله تعالي ورد ذكرهما في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهما من علامات الساعة الكبرى التي تحدث قبل قيام الساعة وتدل على اقترابها.

تم ذكرهم في القرآن الكريم

ورد ذكر يأجوج ومأجوج في موضعين من القرآن الكريم:

الأول في سورة الكهف، في قصة ذي القرنين، الملك الصالح الذي سمي بذى القرنين كان يحب الخير ويحكم بالعدل وهو الذي طاف مشارق الأرض ومغاربها، وبلغ بين السدين، فاستغاث به قوم من الناس يشكون فساد يأجوج ومأجوج، وطلبوا مساعدته فقالوا:

"يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا"

(الكهف: 94)

فاستجاب لهم ذو القرنين، وبنى سدًا عظيمًا من الحديد والنحاس المنصهر بين جبلين وقد أغلق هذا السد ممرا كانوا يخرجون منه يأجوج ومأجوج  ، وقال بعد تمام بنائه:

فَأَعَانُونِي بِقُوَّةٍ... فَجَعَلَهُ رَدْمًا... فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا"
(الكهف: 95 – 97)

وفعلا بنا سد عظيم بين جبلين، سَدّ الطريق على يأجوج ومأجوج، ومبقوش قادرين يخرجوا منه.فحبسهم الله تعالي خلفه حتي يأتي أمره ،

أما الموضع الثاني فهو في سورة الأنبياء، حيث يُذكر خروجهم كعلامة من علامات الساعة الكبري :

"حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ"

(الأنبياء: 96)

من هم يأجوج ومأجوج؟ 

الراجح من أقوال العلماء أن يأجوج ومأجوج قبيلتان من نسل آدم عليه السلام، أي أنهم من البشر، ولكنهم يتميزون بعددهم الهائل وفسادهم العظيم.

خروجهم في آخر الزمان

من علامات الساعة الكبرى خروج يأجوج ومأجوج بعد نزول نبي الله عيسى عليه السلام الي الارض وقد ورد في الحديث الصحيح ان الله يوحي الي نبيه عيسي ان هناك عبادا لا طاقة لأحد بقتالهم وهم يأجوج ومأجوج ،فيأمره الله ان يجلي المؤمنين الي الجبال .

كيف يخرجون؟

في آخر الزمان، يأذن الله للسد أن يتفتح، فيبدأ يأجوج ومأجوج في الحفر فيه كل يوم، حتى إذا أوشكوا أن ينفذوا، يقولون: "نعود غدًا ونكمله"، لكنهم ينسون قول: "إن شاء الله"، فيُعيد الله السد كما كان.

وفي اليوم الذي يشاء الله فيه خروجهم، يقولون: "نكمله غدًا إن شاء الله"، فيعودون ليجدوا الحفر كما تركوه، فيكملونه ويخرجون منه.

ماذا يفعلون بعد خروجهم؟

عند خروجهم، يعيثون في الأرض فسادًا، يقتلون الناس، ويشربون المياه، حتى إن أوائلهم يمرون على بحيرة طبرية ويشربون ماءها، وآخرهم يأتون فيقولون: "لقد كان بهذه مرة ماء!"

 وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال:

"ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ماءها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء"

(رواه مسلم)

ويصلون إلى جبل الطور حيث يكون نبي الله عيسى عليه السلام والمؤمنون، ولا يستطيع أحد قتالهم.

هلاكهم

يدعو عيسى عليه السلام ربه أن يهلك يأجوج ومأجوج، فيستجيب الله، ويرسل عليهم دودًا في رقابهم (نوع من الحشرات أو الدود)، فيموتون دفعة واحدة.

ثم يرسل الله طيورًا ضخمة، تحمل جثثهم وترميها في مكان لا يعلمه إلا الله، ثم يُرسل الله مطرًا يغسل الأرض وينقيها من آثارهم وفسادهم.

خاتمة

قصة يأجوج ومأجوج تذكير عظيم بقدرة الله تعالى، وبأن هناك من الفتن ما لا طاقة للبشر بها إلا بالتضرع والدعاء واللجوء إلى الله. وقد أخبرنا الله عنهم لنزداد إيمانًا وتسليمًا، ونتأمل في عظيم صنعه، ونستعد للقاء ربنا، فإن الساعة آتية لا ريب فيها.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

2

similar articles