الصحابية المجاهدة نسيبة بنت كعب

الصحابية المجاهدة نسيبة بنت كعب

1 reviews

 

🟫 نسيبة بنت كعب (أم عمارة) – رمز الشجاعة والوفاء

🟦 نسبها وهويتها:

الاسم: نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية.

الكنية: أم عمارة.

القبيلة: من بني مازن من الخزرج، من المدينة المنورة.

الزوج: زيد بن عاصم.

الأبناء: عبد الله وحبيب.

 

🟦 إسلامها وبيعة العقبة:

أسلمت نسيبة في مرحلة مبكرة جدًا من الدعوة الإسلامية، وكانت من النساء الأوائل اللاتي دخلن في الإسلام عن قناعة ويقين، وأسلم معها زوجها وابناها. وقد بايعت النبي ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وهي البيعة التي مكّنت المسلمين من الهجرة إلى المدينة وقيام دولة الإسلام.

تميّزت نسيبة بجرأتها الفكرية، وسألت النبي ﷺ بجرأة:

“يا رسول الله، لم يُذكر النساء في القرآن كما ذُكر الرجال؟”

فنزل قول الله عز وجل تكريمًا لهذا الموقف:

> {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ...} [الأحزاب: 35].

 

وهذا يظهر أنها كانت واعية بدورها، مدركة لقيمتها كامرأة مؤمنة في المجتمع الإسلامي.

🟦 صفاتها ومكانتها:

كانت أم عمارة نموذجًا حيًا للمرأة المؤمنة الشجاعة، جمعت بين:

العلم والعبادة والجهاد في سبيل الله والثبات على الحق

 

وكانت ممن نزل فيهم قول الله:

> {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...} [الأحزاب:23]

وكانت من الذين صدقوا العهد ومضوا في طريق الإيمان حتى النهاية.

 

🟦 غزوة أحد – ملحمة الفداء:

ذهبت نسيبة إلى غزوة أحد في البداية لتسقي الجرحى وتخدم المجاهدين، لكن مع اشتداد المعركة وانسحاب بعض المسلمين، أمسكت بالسيف والدرع وانطلقت تدافع عن النبي ﷺ بكل شجاعة.

قال عنها النبي ﷺ:

> “ما التفتُّ يمينًا ولا شمالًا يوم أحد، إلا وأراها تقاتل دوني.”

 

تعرضت نسيبة لإثني عشر جُرحًا غائرًا، أحدها كان على عاتقها وظلت سنة كاملة تتعافى منه.

🟦 مشاركتها في الغزوات:

لم تكن غزوة أحد استثناءً، بل كانت نسيبة ممن شاركن في عدة معارك وغزوات:

غزوة الحديبية: التي كانت صلحًا بين النبي ﷺ وقريش، وكانت حاضرةً ضمن من شهدوا بيعة الرضوان تحت الشجرة.

غزوة حنين: حيث شهدت المعركة الشديدة التي واجه فيها المسلمون هجومًا مباغتًا.

معركة اليمامة: وهي من أبرز مشاركاتها بعد وفاة النبي ﷺ، وكانت ضد جيش مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة.

 

🔹 معركة اليمامة بتفصيل:

بعد وفاة النبي ﷺ، اشتدت حروب الردة، وظهر "مسيلمة الكذاب" مدّعي النبوة، فأرسل أبو بكر الصديق جيشًا بقيادة خالد بن الوليد.

كانت نسيبة في الصفوف الأولى، تقاتل مع الرجال، حاملة سيفها، رغم أنها كانت امرأة مسنة في ذلك الوقت.

في هذه المعركة:

استُشهد ابنها حبيب على يد مسيلمة، بعد أن قطّع أوصاله حيًّا.

نزلت نسيبة إلى أرض المعركة تطلب الثأر لولدها ولدينها.

قُطِع ذراعها أثناء القتال، لكنها لم تتراجع، وظلت تقاتل حتى نهاية المعركة.

كانت واحدة من القلائل الذين ثبتوا في القتال حتى قُتل مسيلمة وتم النصر.

 

قالت بعد ذلك:

> “ما كنتُ أتمنى أن أموت على فراشي.”

كلمات تلخّص إيمانها العميق بالشهادة والجهاد في سبيل الله.

 

🟦 دورها كأم وزوجة:

ربت أبناءها على الإيمان والبطولة.

ابنها حبيب بعثه النبي ﷺ إلى مسيلمة برسالة دعوة، فقطّع مسيلمة جسده حيًّا، فاستُشهد وهو صابر محتسب.

نالت نسيبة شرف الأمومة والشهادة، وثأرت لابنها بيدها في معركة اليمامة.

🟦 وفاتها:

لم يُذكر تاريخ دقيق لوفاة نسيبة بنت كعب، لكن الراجح أنها تُوفيت بعد معركة اليمامة، بعد أن أصيبت إصابات شديدة وشاركت في آخر معركة لها.

ويُروى أنها عاشت بعدها فترة قصيرة وتُوفيت متأثرة بجراحها أو بعد مرض لم يُحدد، لكنها خُلدت سيرتها في كتب السِّيَر كرمز نسائي فريد في تاريخ الإسلام.

🟦 الدروس المستفادة من سيرتها:

1. المرأة المسلمة ليست فقط زوجة وأم، بل يمكن أن تكون مجاهدَة وقائدة ومؤثرة في أعظم المواقف.

2. الإخلاص في العمل وصدق النية يصنعان خلودًا في ذاكرة الأمة.

3. الشجاعة في نصرة الحق لا ترتبط بجنس، بل بإيمان ويقين.

4. المواقف العظيمة لا تصنع الرجال فقط، بل تصنع أيضًا النساء العظام.

5. السيدة نسيبة تبرهن أن الثبات والإقدام صفات المؤمنات الحقيقيات.

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

2

followings

1

similar articles