هل الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة؟

هل الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة؟

Rating 0 out of 5.
0 reviews

السؤال القديم الجديد: هل يجوز أن نحتفل بذكرى مولد النبي ﷺ تعبيرًا عن محبتنا له، أم أن ذلك بدعة لم يعرفها السلف؟ بين مؤيد يرى فيه تعظيمًا لخير الخلق، ومعارض يعتبره انحرافًا عن السنة، يقف المسلم الحائر متسائلًا: هل يجوز الاحتفال بذكرى المولد النبوي أم أنه بدعة؟ دعنا نخوض معًا هذه الرحلة الفكرية، لنكشف الأمر بهدوء، بعيدًا عن الميول العاطفي، لنصل إلى ما يرضي الله ورسوله حقًا.

1- طبيعة الأمر في زمن الصحابة رضوان الله عنهم.

الاحتفال بالمولد لم يُعرف في زمن النبي ﷺ، ولا في زمن أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي رضي الله عنهم. فهل يعقل أن أولئك الأطهار يقصرون في تعظيم من عاشوا معه ونصروه بأرواحهم؟ كلا والله، وإنما أراد الله أن تكون محبته باتباع سنته، لا بابتداع شعائر لم يشرعها. فالخير كل الخير في ما سنّه لنا الرسول ﷺ، والشر كل الشر في ما أحدثه الناس بعده.

2- كيف يُحتفل به اليوم !

إنك إن نظرت إلى حقيقة هذه الاحتفالات، وجدت فيها ما لا يرضي الله؛ من غناء واختلاط، ومن إنفاق الأموال في غير طاعة، بل وربما تجرأ بعضهم بالرقص وضرب الطبول باسم "حب النبي". وهل هكذا يكون الحب؟ المحبة الصادقة تُقاس باتباع، لا بمجرد عاطفة عابرة. اسأل نفسك: أترضى أن تُخالف أمره ثم تدّعي أنك تحبه؟

image about هل الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة؟

3- أفضل سبيل لإحياء ذكرى مولده ﷺ

يا صديقي، اعلم أن أعظم وسيلة للاحتفال بالنبي ﷺ هي أن تحيي سنته في بيتك، وأن تحفظ حديثه، وأن تقتدي بخلقه. هذا هو العيد الحقيقي الذي يدوم طوال العام، لا يومًا واحدًا في السنة. فالمؤمن الواعي لا ينخدع بالبهرجة والموالد، بل يسعى أن يعيش حياته كلها في طاعة ربه على خطى نبيه.

4- خطورة الأمر.

لقد قال رسول الله ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». فهل بعد هذا البيان من بيان؟ البدعة مهما تلونت بلباس "الذكرى" أو "الحب الخالص" تظل بدعة، وصاحبها مأزور غير مأجور. فإياك أن تنخدع بزخرف القول.

5- نصيحة أخوية

اعلم أني أحبك في الله، ويا أخي، لا تدع العاطفة تسبق بصيرتك، ولا تجعل حبك للنبي ﷺ مجرد شعارات. تذكر أن الاتباع أثقل في الميزان من الابتداع، وأن العمل القليل الموافق للسنة خير من الكثير المبتدع. فالزم الكتاب والسنة تكن في حصن الأمان والنجاة.

وفي الختام، يا قارئي الحبيب، اعلم أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس طريقًا إلى محبة النبي ﷺ، بل هو انحراف عن نهجه. الحب الحق يُترجم بطاعة الله، واتباع السنة، والبعد عن البدع. فاختر لنفسك: هل تريد أن تحبه كما أمر، أم أن تخالفه باسم المحبة؟ القرار بين يديك، والنجاة في الاتباع لا في الابتداع.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

1

similar articles
-