الأذكار: حصن المؤمن، ومفتاح السكينة، وجلاء صدأ القلوب

الأذكار: حصن المؤمن، ومفتاح السكينة، وجلاء صدأ القلوب

Rating 0 out of 5.
0 reviews

رياض القلوب ونور الدروب: فضل الأذكار ومنزلتها

​إن الذاكرة لغة الروح، واللسان هو ترجمانها، والأذكار هي تلك الكلمات الطيبة التي ينطق بها المؤمن ليجعل قلبه متصلاً بخالقه، ولسانه رطباً بذكره. الذكر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عبادة عظيمة، وقوت للقلب، ونور للدرب، وهو أفضل الأعمال وأزكاها وأرفعها درجات عند الله تعالى، كما جاء في الحديث الشريف. إن الانغماس في خضم الحياة ومشاغلها قد يؤدي إلى غفلة القلب وقسوته، والأذكار هي الجلاء الذي يمحو هذا الصدأ ويعيد للقلب نقاءه.

الذكر حصن الذاكر وطارد للشيطان

​من أعظم ثمرات الأذكار وأولى فوائدها أنها تشكل حصناً منيعاً للمسلم، فذكر الله تعالى هو طارد الشيطان وقمعه وكسره. الشيطان لا يجد سبيلاً إلى قلب مشغول بذكر الله، فالذكر بمثابة الدرع الواقي الذي يحمي العبد من وساوسه ومكائده. كما أن المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والدخول والخروج، والنوم والاستيقاظ، هي في الحقيقة استعانة بالله وحماية منه تنجي العبد من الشرور والنقم. العبد المؤمن إذا تعرف على ربه بذكره في الرخاء، عرفه الله في الشدة وكفاه.

​السكينة والطمأنينة.. غذاء الروح

​تعد الأذكار غذاء الروح ومنبع الطمأنينة والسكينة للقلب، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). هذه الآية الكريمة تضع حقيقة إيمانية ثابتة، وهي أن الفرح والسرور الحقيقي والبسط في الصدر لا يمكن أن يتحقق بالكامل إلا بالاتصال بالله تعالى من خلال ذكره. الذكر يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب له الفرح والراحة النفسية التي يبحث عنها الإنسان في خضم تحديات الحياة وضغوطها. هو بمثابة البلسم الذي يشفي الجراح الروحية.

​الذكر مفتاح المغفرة ورفع الدرجات

​الذكر من أعظم الحسنات الماحية للسيئات، فكل كلمة "سبحان الله" أو "الحمد لله" أو "لا إله إلا الله" أو "الله أكبر" تحط خطيئة، وتغرس لصاحبها نخلة في الجنة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن قال: سُبحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خطاياهُ وإنْ كانتْ مِثلَ زَبَدِ البحرِ". هذا الثواب الجزيل والأجر العظيم يوضح منزلة الأذكار الرفيعة، حيث تضاعف الأجور بأعمال يسيرة لا تستغرق وقتاً طويلاً أو جهداً كبيراً. كما أن الذاكرين هم الـمُفَرِّدون الذين سبقوا غيرهم إلى الخير، ورفع الله درجاتهم.

صحبة الملائكة ونزول الرحمة

​مجالس الذكر هي مجالس الملائكة، ومجالس اللهو والغفلة هي مجالس الشياطين. الذاكرون لله تحفّهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، وتنزل عليهم السكينة، ويذكرهم الله فيمن عنده. هذه الخصائص العظيمة تمنح الذاكر شعوراً بالمعيّة الإلهية وحضوراً روحياً مباركاً. إن الله تعالى يذكر عبده الذاكر له، (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، وهذا الذكر من الله هو أعظم تكريم وأجلّ مقام.

​الذكر وسيلة للنجاة يوم القيامة

​الذكر ليس خيراً دنيوياً فحسب، بل هو نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور يسعى بين يديه يوم القيامة على الصراط. إن كثرة ذكر الله هي أمان من النفاق وسبب للنجاة من عذاب الله تعالى. عندما يكون اللسان رطباً بالذكر، فإنه يبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش، ويشغل بما يرضي الرحمن.image about الأذكار: حصن المؤمن، ومفتاح السكينة، وجلاء صدأ القلوب

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles
-