الصحابي الذي أهداه الرسول عصا
الصحابي الذي أهداه الرسول عصا وقال بها أعرفك في الجنة :
روحي لروحك فداء .... مرني بما تشاء .. هكذا كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه ذاق بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)
سمع النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يقال له خالد الهذلي يجمع الناس في مكه ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم ..
فنادى النبي صلى الله عليه وسلم جندياً من الصادقين وقال له :
( يؤذيني خالد الهذلي ، ويتطاول عليّ )..
فقال الجندي :
روحي لروحك فداء .. مرني بما تشاء..
.فقال صلى الله عليه وسلم :
( اذهب إلى مكه ..وأتيني برأس خالد الهذلي ) ..
ما تردد الصادق ولا تلكأ ..
ما قال : اعذرني ..
ما قال : المهمه صعبه ..
ما قال : أرسل معي فلاناً أو فلان ..
لكن قال مستفسراً : يا رسول الله ما رأيت الرجل قط ولا أعرفه ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (علامة الرجل أنك إذا رأيته تهابه)، وهنا زادت القضية خطورة؛ فالرجل خطر، وكانت العرب تقول عن خالد الهذلي: إنه رجل بألف رجل ، من شدته وبأسه ..
لكن ..
أهل الإيمان ..
لا يهابون إلا الجبار ..
يقول شيخ الإسلام بن تيمية : ولا يخاف من المخلوق إلا من في قلبه مرض ..
فانطلق ابن أُُنيس الشاب التقي النقي حتى وصل إلى مكه حيث أقام خالد الهذلي مخيماً له في منى يجمع الناس لمؤامرته الدنيئه ..
فجاءه عبد الله بن أُنيس عارضاً خدماته ومساعداته ..
- فالحرب خدعه -..
فقبله وأدناه ..
وكان ذو رأي ومشوره فقرَّبه منه ..
وبعدها يأيام يسير هو وخالد الهذلي خلف الخيام فاخترط عبد الله بن أُنيس سيفه واجتزَّ رقبة الرجل ..
هكذا أصحاب محمد ..
فرجع عبد الله بن أُنيس قافلاً إلى المدينه ، بعد أن أتمَّ المهمه ، يحمل رأس الكلب بين يديه ..
فلما وصل كان الوحي قد سبقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
وأخبره أنَّ الجندي قد أتم المهمه على أكمل وجه ..
فما إن رآه النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال :
( أفلح الوجه )..
ثم قال
( خذ عصاتي توكأ عليها أعرفك بها يوم القيامه..
وقليل هم المتوكئون )..
فلما مات عبد الله بن أُنيس أمر بتلك العصا أن تكفَّن معه في كفنه ..
شاهد وآيه وعلامه أنه ..
نصر الله ..
ونصر الرسول ..
هذه أخبارهم ..
فما هي أخبارنا !!..
هذه مواقفهم ..
فما هي مواقفنا !!..
قال الله :{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ }..
{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ..
صدقوا في حبهم ..
لله ولرسوله ..
فصدق الله معهم ..
منهم ..
منهم ..
من غسلته الملائكه بين السماء والأرض ..
ومنهم ..
من قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
( إنَّ الله أخبرني أنه يحبك وأمرني بحبك )..