🔵 قصة سيدنا شيث عليه السلام: نبي الحكمة الذي ورث النور عن آدم
تقييم 5 من 5.
1 المراجعات
🔵 قصة سيدنا شيث عليه السلام: نبي الحكمة الذي ورث النور عن آدم
نبذة مختصرة
يُعدّ سيدنا شيث عليه السلام أحد أنبياء الله الصالحين، وهو ابن سيدنا آدم عليه السلام الذي وُلِد بعد مقتل هابيل. أُرسِل شيث بعد وفاة أبيه ليُكمِل رسالة الهداية على الأرض، وليكون أول من حمل الوحي بعد آدم. ارتبط اسمه بالحكمة والعلم، وكان أول من أُنزلت عليه الصحف الإلهية بعد أبيه، لتكون دليلًا للبشر في بداية الحياة على الأرض.
---
مقدمة
- منذ أن خُلق الإنسان، لم تنقطع صلة السماء بالأرض. فبعد نزول آدم إلى الأرض، كانت البشرية في حاجة إلى من يُذكّرها بعبادة الله، ويحفظها من ضلال الشيطان. ومن هنا جاء دور شيث عليه السلام، الذي اختاره الله نبيًا بعد أبيه، ليكون حلقة الوصل بين أول الخليقة وبين تتابع النبوات على مرّ العصور.
- قال تعالى في القرآن الكريم:
"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ"
(سورة النساء: الآية 163)
- ورغم أن اسم شيث لم يُذكر صراحة في القرآن، إلا أن كثيرًا من كتب التفسير والسير النبوية أكدت نبوته ومكانته، وأنه من صفوة البشر الذين حملوا الهداية الأولى بعد آدم عليه السلام.
---
من هو شيث عليه السلام؟
- يُقال إن اسم شيث يعني “هبة الله” أو “عطية الله”، لأن الله رزق به آدم بعد أن فقد ابنه هابيل في أول جريمة قتل في التاريخ. كان مولده مصدر عزاء ورحمة لآدم وحواء، فقد رُزقا به بعد الحزن العميق على فقدان ابنهما.
- روى ابن كثير في كتابه "قصص الأنبياء" أن آدم أوصى إلى ابنه شيث قبل وفاته، وأن الله أنزل عليه خمسين صحيفة من الوحي، فيها أوامر الله ونواهيه وتنظيم شؤون الحياة.
يمكنك قراءة القصة كاملة في:
قصة شيث عليه السلام - موقع إسلام ويب
---
شيث نبيّ العلم والحكمة
- كان شيث عليه السلام من أعلم الناس في زمانه، فقد وهبه الله العقل والحكمة والقدرة على التعليم. علم أبناءه ومن حوله أمور العبادة، والصلاة، والزكاة، والعمل الصالح.
يُقال إنه أول من علّم الناس كيفية تحديد الوقت بالنجوم والشمس، ووضع أساسات للعلوم والفنون الأولى التي استخدمها الإنسان لاحقًا في الزراعة والبناء. - وكان من شدة تقواه لا يخالط العصاة من أبناء قابيل الذين عاشوا في مناطق الفساد. وقد أمر أتباعه أن يعيشوا في أماكن بعيدة عن الفجور والمعصية، حتى لا يتأثروا بهم.
لمزيد من المعلومات عن العلوم الأولى في زمن الأنبياء:
تاريخ الأنبياء الأوائل - موسوعة ويكيبيديا
---
علاقة شيث بأبيه آدم عليه السلام
- نشأ شيث في كنف أبيه آدم عليه السلام، وتعلّم منه كل ما أوحاه الله إليه. كان يحبه حبًا عظيمًا، حتى أن آدم سلّمه وصاياه وكتبه قبل وفاته، وأخبره أن يكون هاديًا لبني آدم من بعده.
- وعندما اقتربت وفاة آدم، جمع أبناءه وأوصاهم بطاعة الله، ثم سلّم الأمر إلى شيث.
وقد ورد في بعض المرويات أن الملائكة تولّت دفن آدم، وشيث هو الذي صلى عليه ودفنه في الأرض، تنفيذًا لوصية أبيه.
---
الصحف التي أُنزلت على شيث عليه السلام
- ورد في الأحاديث النبوية أن الله أنزل على بعض الأنبياء صحفًا قبل نزول التوراة والإنجيل والقرآن. ومنهم شيث عليه السلام.
- قال النبي ﷺ:
"أُنزلت على شيث خمسون صحيفة"
(رواه ابن حبان والطبراني)
- تضمنت تلك الصحف تعاليم عن العبادة، وتنظيم شؤون الناس، وأخلاق التعامل، وأحكام تخصّ الحلال والحرام في بداية الحياة البشرية. كانت بمثابة الدستور الأول للإنسانية بعد نزولهم إلى الأرض.
يمكنك قراءة الحديث وتفسيره في موقع الدرر السنية:
الدرر السنية - حديث صحف شيث
---
شيث وبناء المجتمع البشري الأول
- بعد وفاة آدم، بدأ شيث عليه السلام قيادة الناس نحو عبادة الله وحده. وقد عاش في زمن كان الناس فيه على الفطرة، ولم تكن هناك ديانات متعددة بعد.
لكن مع مرور الوقت، بدأ بعض الناس من نسل قابيل ينحرفون عن طريق الحق، فابتعدوا عن عبادة الله واشتغلوا بالمعاصي.
وهنا جاء دور شيث في تثبيت الإيمان بين المؤمنين، وحمايتهم من الضلال، وغرس مبادئ الأخلاق والصبر والعمل الصالح. - وقد ورد في بعض كتب التراث أنه بنى بيوتًا للعبادة، ونظّم أوقاتًا للصلوات، وجعل التعليم عبادة يتقرب بها الناس إلى الله.
للاطلاع على روايات العلماء حول شيث، يمكنك زيارة:
قصص الأنبياء لابن كثير (النص الكامل)
---
وفاة شيث عليه السلام
- عاش سيدنا شيث عمرًا طويلًا، يقدّره بعض المؤرخين بأكثر من 900 سنة، كلها في الطاعة والدعوة إلى الله.
ولما حضرته الوفاة، أوصى إلى ابنه أنوش أن يواصل حمل الرسالة من بعده، ليظل النور الإلهي قائمًا في الأرض جيلاً بعد جيل، حتى جاء بعده نوح عليه السلام الذي دعا قومه إلى الإيمان بعد أن انتشر الكفر بينهم. - ويُقال إن قبره موجود في عدة أماكن محتملة، منها منطقة البقاع في لبنان أو الأراضي المقدسة في فلسطين، لكن لا يوجد دليل قاطع على مكان دفنه الحقيقي.
---
الدروس والعبر من قصة شيث عليه السلام
إن قصة شيث ليست قصة تاريخية فقط، بل هي رسالة روحية تحمل قيمًا عظيمة من الإيمان والعلم والعمل. ومن أبرز ما نتعلمه منها:
استمرار النبوة والهداية:
فالله لم يترك البشر بعد آدم دون توجيه، بل أرسل شيث ليكمل مسيرة الدعوة.
العلم أول طريق العبادة:
كان شيث معلمًا للناس، يربط بين العلم والإيمان، فالحكمة نور من الله.
الابتعاد عن الفساد:
دعا أتباعه للانفصال عن الفاسدين من نسل قابيل، ليحافظوا على إيمانهم وطهارتهم.
قيمة التوريث الصالح:
ترك شيث وصاياه لأبنائه، ليظل الإيمان متصلًا في كل جيل.
التوبة والاستقامة:
سار على نهج أبيه آدم في التوبة والرجوع إلى الله، فكان مثالًا للنقاء والصفاء.
---
روابط مفيدة ومصادر موثوقة
لمن يرغب في التوسع وقراءة تفاصيل أعمق عن قصة سيدنا شيث عليه السلام، إليك مجموعة من الروابط الحقيقية:
- قصة شيث عليه السلام – موقع إسلام ويب
- قصص الأنبياء لابن كثير – نص الكتاب الكامل
- شيث عليه السلام في ويكيبيديا
- موقع الدرر السنية – أحاديث الأنبياء والصحف
- موسوعة الإسلام – الأنبياء الأوائل
---
الخاتمة
- إن قصة سيدنا شيث عليه السلام تبرز لنا كيف أن الله لم يترك الأرض بعد آدم دون هداية، بل أرسل نبيًا حكيمًا يحمل رسائل النور والعلم. لقد كان شيث مثالًا للقيادة الحكيمة، والعبادة الخالصة، والورع عن الفساد.
ومن خلال قصته نفهم أن الإيمان والعلم هما جناحا النجاة للإنسان، وأن الله دائمًا يُرسل لعباده من يذكّرهم بطريق الحق. - فليكن في قصته عبرة لكل مؤمن: أن يحمل نور العلم والإيمان، وأن يكون امتدادًا لذلك النور الذي بدأ منذ أول الأنبياء، ليبقى الإنسان خليفة الله في الأرض كما أراد له خالقه.
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"
(سورة الأنبياء: الآية 105)
