سلطان العالم سليمان خان الأول

سلطان العالم سليمان خان الأول

0 reviews

فاتح العالم

السلطان سليمان

سلطان العالم السلطان القانوني أو السلطان الشهيد

 

نشأته وتوليه الحكم

عندما كنت طفلاً وكنا نتلقى المناهج التعليمية في مدارسنا , كان أجل ما أعرفه عن الحضاره العثمانية هو كيف أنها قد أنهت وجود المماليك في مصر وبدأ بعدها عصر الركود العلمي والثقافي في مصر !! لا أستطيع إنكار تلك الحقيقية بل إن التاريخ والمصادر العربيه والتركيه والغربية تؤكد ذلك , فبعدما دخلت جيوش السلطان سليم الأول ( حفيد السلطان محمد الثاني والملقب بمحمد الفاتح) مصر أضرو بها وبأهلها ضرراً عظيماً وقد أمر سليم الأول جنوده خاصة عسكر الإنكشارية من قتل النساء والأطفال والرجال والشيوخ وكانو ينهبون بيوت الفقراء قبل الأغنياء على الرغم من أن حرب سليم كانت مع المماليك ليست مع أهل مصر الذين لا حول لهم ولا قوة , حتى سمية تلك الواقعه (بمذبحة ال 10 الف ) وإلا اليوم فإن الأمم المتحدة وبعض المنظمات تطالب مصر بإن تعترف بتلك المذابح أمام العالم كي توبخ الدولة العثمانيه أو تقلل من قدرها كما حدث مع الأرمن , إلا أن مصر ترفض دائما ، توفي سليم وخلفه من بعده إبنه سليمان والذي كان الذكر الوحيد من أل عثمان حيث كان السلاطين يقتلون أخوتهم كي لا يتنازعو على الحكم وكان سليم الأبن الوحيد وشهد قتال أباه لأخويه قرقود والأمير أحمد ! وبعدما إستتب الأمر لسليمان كان عمره وقتها 26 عاماً ويصبح ثاني من حمل لقب أمير المؤمنين من أل عثمان وعاشر السلاطين العثمانين وخلفية المسلمين الخامس والسبعون حكم إمبراطورية بمساحة ما يقرب ال ستة ونصف مليون كم مربع إمتدت الا 14 مليون و888 الف كم مربع !! وعلى عكس سليم كان سليمان عادلا عن وجه حق ففي أحد المرات عندما أتاه خراج مصر زائداً عن المعتاد الى خزينة الدولة حيث أنه تقول المصادر : (عُين سليمان باشا (أحد القادة العسكرين وليس السلطان) قائداً أعلى على حملة الهند سنة 1537 خلفه في المنصب خسرو باشا . أرسل الأخير اثنى عشر حِمل أقجه بدلا من ثمانية أجمال التي إعتاد إرسالها كل عام وظن أن السلطان وإسطنبول ستسعد بذلك وستقابله بمجاملة وإحترام , إلا أن السلطان سليمان لم يرض عن إرسال اربعة أحمال أقجه زائده , لأنه أعتقد أن هذا المبلغ لا يؤخذ من أهل مصر إلا ظلما وقهرا , فعزل خسرو باشا من مناصبه وطلبه للتحقيق في اسطنبول , فدافع خسرو باشا عن نفسه ببعض الحجج المقبولة الا أن السلطان إمتعض وقال بعنف لدينا شك في هذا المال ويمنع هذا المال من الدخول الى الخزانة , وتم أخذ التصديق من شيخ الإسلام وتم إنفاق المبلغ الزائد على أعمال الخير ) وقد تكررت الفعله مرة أخرى فأدت الى إعدام الوالي وإرجاع المبلغ لمصر ،وينسب له أيضا أنه قام بإرجاع الحرفين والعلماء والكتاب الذين أخذهم والدهم إبان فتح مصر إلى إسطنبول !

إيقاف المد الشيعي

ومما ينسب له أيضا أنه حافظ على الخطر الممتدد وقتها من الإمتداد الشيعي المتمثل في الدولة الصفوية والتي كانت أكبر هموم السلطان ، فلا بد أن نحمد الله على الفتح العثماني لمصر فحتما ومما لا شك فيه أن المماليك لو لم يكن هناك وجود للعثمانين ولو أنهم لم يفتحو مصر لكانت نهاية مصر وباقي بلاد العرب وأرض الحجاز في يد الصفويين الذين كانو وقتها في أوج قوتهم فيما كان المماليك ما زالو في خلافتهم وإقتتالهم على الحكم ! لكنا قد رجعنا لحظيرة أل الشيعه والدولة الفاطمية وكان على أقل تقدير المذهب السائد في مصر وباقي دول العرب هو المذهب الشيعي ! , قام السلطان العظيم بثلاث حملات ضخمه خرج هو بنفسه في كل منها على الدولة الصفوية في عهد الإثنين ( إسماعيل الصفوي وإبنه طهماسب ) وأدب في كل حملة من تلك الدولة الصفوية حتى أنه إحتل عاصمتها وما وراء عاصمتها في إحدى حملاته وكانت عاصمتهم تبريز وكانت حملاته تلك لحماية أهل السنة من الظلم والإضطهاد بإعتباره خليفة المسلمين السنه في العالم وعندما سمع السلطان عن المعاملة التي يعاملها طهماسب وجيشه في أهل المسلمين إستشاط غضبه ولم يتردد ولو للحظة واحده في أن يرسل خطاباً للشاه طهماسب جاء فيه : ( بعد أن إنسحب البواسل المنتقمين من أمامك ، سعيت في الارض فساداً تنهب أموال فقراء المسلمين وبيوتهم وتبيدهم قتلا وتعذيبا ، أولئك العاجزون الذين إئتمننا الله على حفظ أمنهم وحمايتهم ، وهذا لا يليق بأهل الاسلام الذين أمنو بالله واليوم ألاخر . فإن كان في قلبك ذرة من نور الإيمان وفي ضميرك نفحة من العقائد الدينية ، فاتبع تعاليم الاسلام وتب واندم على رفضك والحادك بعقائد الاسلام وإن كنت تخشى مدافعنا وبنادقنا فهي ليست معدة لمواجهة الروافض والملحدين ، فسيوفنا تكفي لصد بغي فئة مكروهة يعلم مكرها الجميع ! ) .وعلى الرغم من الوحشية التي عامل بها طهماسب أهل السنة حتى أنه يذكر عند إحتلاله إحدى قلاع المسلمين السنه أرسل لأهلها خطابا أمن فيه أهلها على أموالهم ونسائهم وأطفاالهم لو أنهم سلمو له المدينه وقبل أهل المدينه بذلك العرض حقنا للدماء , فإذا ما فتحت أبواب القلعة حتى إنتشر جنوده كالجراد ينهبون الأخضر واليابس ويقتلون الشيخ والطفل ! على عكس ما فعل السلطان سليمان عندما دخل العراق وتبريز فعندما دخل العراق إتجه لمقام الحسين وعلي وشاهد قبر الإمام موسى الكاظم وهو أحد أئمة الشيعة الإثني عشرية وأمن أهل الشيعه وضمن حقوقهم وطقوسهم وعندما دخل تبريز حذر جنوده مررا و تكرارا من عاقبة النهب والسلب والقتل في الأبرياء حتى أنه قيل أن قن الدجاج كان لا يسمع صوته أي أن الدجاج كان مستكنا في بيوته وهو ما يظهر عظمة وعدل ذلك السلطان .

فتوحات أوروبا وحقيقة إحتلال إيطاليا

وفي الحقيقية أنه السلطان الوحيد الذي تجرأ على فتح بلغراد ! وفتح بلاد المجر وملدوفا وصولا حتى فينا !!! قلب أوروبا والتي كانت عاصمة النمسا وفي الحقيقة أنه فكر في فتح فينا ولكنه عدل عن رأيه لأنه كان ينظر لها بلا أهمية لأنها كانت بعيدة جدا عن مركز خلافته !! وهو الوحيد الذي وسع رقعته لتلك الدرجه ! وفي عهده فتحت رودس وهي جزيرة منيعه جدا كان يقطنها فرسان الهيكل (الذين حاربو صلاح الدين سابقاً) والذين حصنو الجزيرة تماماً وطاردهم بعدها الى جزيرة مالطة ولكن الحملة فشلت بسبب موت أحد القاده العظام وهو طورغوت رئيس

في الحقيقية فإن حقبة سليمان العظيم هي الحقبة التي يسميها المؤرخون بفترة الفتوحات والتي إمتدت من أبو جده محمد الفاتح وجده بايزيد الثاني ووالده سليم الأول وحتى إبنه سليم الثاني ثم حفيده مراد الثالث ومن ثم إبن حفيده محمد الثالث وما تلاه من حكم كان عصر إنهيار الدوله حيث تعاقب عليها حكام ضعاف إدت للنهاية الى إحتلال إسلامبول عام 1918!!

إحتلال إيطاليا

فكر الفاتح العظيم فتح أيطاليا كلها وبالفعل فام بحملة مكونه من 100 الف جندي ومئات المدافع بمختلف الأحجام وتحرك لتلك العملية القائد البحري العظيم خير الدين بارباروسا سيد البحار وكانت الحملة بلإتفاق مع الملك الفرنسي فرنسوا الأول فكان الهجوم سيقرر من الشمال والشرق يكون جيش السلطان وأما من الجنوب فيكون جيش البحرية بقيادة القائد خير الدين برباروس وأما من الغرب فيكون الأسطول الفرنسي , ولكن إزدادت مخاوف الملك الفرنسي من إتهامه بالردة عن النصرانيه نظراً لأن إيطاليا تحمل مركز البابا الفاتيكان فتراجع عن الحملة وإكتفى بمهاجمة الإمبراطور شارلكان , فماذا كان سيحل لو أن السلطان العظيم فتح إيطاليا !

وفي عهده فتحت بلاد أثيوبيا وغيره حتى أن أعدائه عندما كانو يرسلون له الخطابات كانو يذكرونه دائما بسلطان العالم أو سلطان السلاطين حتى أن طهماسب ألد أعدائه عندما كان السلطان يعنفه في خطباته ويكفره في بعض الأحيان كان يبعث له الرسل محمله بالهدايا والذهب ورسائل دائما ما كان يذكر فيها السلطان المعظم وفاتح العالم وسلطان المسلمين , وعلى الرغم من الخلاف الشديد بينهما , الا أن طهماسب كان أثناء حملات السلطان على الممالك المعتديه من المسيحين في الغرب لا يحاربه ودائما ما كان يقول أن واجبه الديني والأخلاقي لا يسمحانه بذلك .

عم الخير في عهده وإنتشر الإسلام حتى وصل لبقاع لم يمكن يتخيلها أي فاتح من قبله , نصر المسلمين حتى الذين إستغاثو به في الهند وماليزيا !

مقتل الأمير مصطفى

أما عن مسألة قتل أبنه مصطفى فكانت مسألة الدولة العالية هي شغله الشاغل وأكبر مأثره , حيث وعلى الرغم من ترابطه الأسري الكبير وحبه لأسرته وأبنائه لم يتهاون أبداً عن قتل إبنيه مصطفى وبايزيد ولكن بايزيد كان يستحق ما ناله لمحاولته قلب العاصمه الا حرب أهليه وتدمير الخلافه في وقت كان فيه أل هابسبورج ينتظرون تلك اللحظه كي يستعيدو المجر وقد تحقق ما تمنوه بعد قرن ونصف ! أما الأمير مصطفى والذي كانت سائر السلطنه وجيش الإنكشاريه يحبه فإن كيد الحاقدين الذين تكالبو عليه وإفترو عليه للسلطان ومع تقدم عمر السلطان وخوفه من أن يحدث فيه مثلما فعل أبوه سليم بجده بايزيد الثاني وأيضا الشكوك التي كانت تخاط حول الأمير من زوجته خُرم سلطان ( هويام ) وصدره الأعظم وزوج بنته رستم باشا كل تلك العوامل جعلت السلطان يتخذ قراره في قتل الأمير مصطفى ومما لا جدال فيه أنه حزن حزنا عظيما حتى أن مرضه إشتد عليه عقب تلك الواقعه الأليمة

وفي عهده أصبح للدولة العثمانيه الكلمة والأمر القاطع في كامل شؤون أوروبا , فأصبح يعين ملوك بعض أجزاء المجر ويطالب حكام البندقية بقبول معاهدات أو رفضها ونرى ملك فرنسا فرنسوا الأول يتذلل له في طلب المساعدة والمعونة لمحاربة أعداءه !

الوفاة

توفي رحمة الله عليه وهو في ميدان القتال وكان مصمماً على الذهاب والقتال بجانب الجيش وفي صِدّم هذا الحصار العظيم لمدينة سيكتوار وصلته أنباء عن وفاة أعداد كبيرة من جيشه أثناء القلعه الداخيه وصادف ذلك إشتداد المرض الذي كان أصابه وقد كان النقرس فتوفي رحمة الله عليه عن عمر 71 عام حكم فيها 46 عام وخرج فيها للقتال 11 عام طاف بها حوالي 48 الف كم مربع من الأراضي ليخلفه بعدها إبنه سليم الثاني ويبدأ معه عصر الركود للدولة العثمانية !! وصلي عليه 3 مرات وكانت جنازته مهيبة وعظيمة وظلت الناس تتحسر على أيامه حتى بعد وفاته بقرنين من الزمان نظرا للفساد الذي عم البلاد والإنحسار الذي حل بها

الخاتمة

تختلف أو تتفق مع الدولة العثمانية فأنا شخصيا أمقط الحكم الملكي والخلافة بالتوارث لما فيها من ضياع وذل بعد عزة ومجد بسبب توالي الملوك والسلاطين الضعاف ، فلكل حقبة ميزاتها وعيوبها فقد شهد الكثير بنهضة مصر في عهد سليمان في مختلف الفنون والأدل , و أيضا شهدوا  أن عصر العثمانين بعد السلطان سليمان كان في حالة ركود وتجمد حتى إنهيار تقريبي لجميع الفنون والأدب في مصر وتوقف الحركة العلمية العظيمة والتي أعادها  محمد علي بك الكبير بعد عقود . 

و الذي ربما لو كان قد استمع الى نصيحة إبنه اليافع إبراهيم بك في إسقاط الخلافة العثمانية وأن تصبح مصر هي مقر الخلافة الجديد لكانت خريطة المنطقة بالكامل قد تغيرت !! , ولكننا بعيداً عن كل ذلك لا نستطيع أن ننكر أن تلك الشخصية العظيمة ( السلطان سليمان ) والتي إمتدت كلمته وكلمة الإسلام لتشمل كل أجزاء المعمورة يستحق منا جميعا التقدير والإحترام فهو عن حق سلطان العالم .

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

17

متابعهم

23

مقالات مشابة