الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
القرآن الكريم هو الكتاب المعجزة الذي تتجلى فيه قدرة الله عز وجل و الذي أُنزل على النبي محمد ﷺ للناس كافة ليهتدوا به إلى الطريق الصواب، ويتجلى إعجاز القرآن الكريم في عدة مجالات، إحداها هي الإعجاز العلمي، حيث ذُكر فيه العديد من الأمور التي لم تكن معروفة أو مُكتشفة مسبقاً واكتشفها العلم وأكدها بعد ألف وأربعمئة عام عن ذكرها في القرآن الكريم.
أهداف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
إن للإعجاز العلمي في القرآن الكريم ثلاثة أهداف أساسية:
-الهدف الأول هو زيادة معرفة ومعلومات المسلمين، فالإعجازات التي يذخر بها القرآن الكريم كفيلة بزيادة ثقافة ومعرفة المسلم واثرائها.
-الهدف الثاني هو اثبات صدق النبي محمد ﷺ ، حيث أنه كان أميّاً وأتى بمعارف وعلوم يعجز أن يصل إليها أكبر العلماء الآن، فإذاً وبالتأكيد بأن ما جاء به النبي محمد ﷺ هو من عند الله جلّ جلاله. قال تعالى:
﴿ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾
-الهدف الثالث إثبات وحدانية الله حيث أن وصف القرآن الكريم للأمورالكونية منسق في أفضل ترتيب.
أمثلة على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:
ومن أمثلة إعجاز القرآن الكريم ما يلي:
1.قوله تعالى:
﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾
حيث يصف هنا القرآن الكريم تشكل الجنين داخل رحم أمه وترتيب تشكل العظام ثم اكتسائها باللحم وهذا ما أثبته علم الأجنة في الزمن الحديث، وهكذا نلاحظ أنه تم وصف فترة الحمل بالتفاصيل الدقيقة والمتناسقة مع المراحل المختلفة كما ذُكر في الآية السابقة.
2.قوله تعالى:
﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾
حيث في القرن العشرين وبعد اكتشاف الغواصات لتمكن الإنسان من الغوص لأعماق البحار واكتشاف أنها شديدة الظلمة ويغطيها موج متحرك وفوقها طبقة أخرى سطحية يعلوها
الموج الذي نراه.
3.قوله تعالى:
﴿ وَ الْجِبَاْلَ أَوْتَاْدَاً ﴾
حيث أُثبت أن هذه الجبال الشاهقة التي نراها ليست سوى نسبة بسيطة من حجم الجبل الحقيقي وأن جزءه الأكبر مغروسٌ في الأرض وهذا سبب تشبيهها بالأوتاد.
4.قوله تعالى:
﴿ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ*مَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
المقصود بالشراب هو العسل وقد استخدم على مر الزمن العسل لمعالجة الكثير من الأمراض ، وقد أشارت الأبحاث العلمية أن خواص العسل الفيزيائية والكيميائية لها دور كبير في القضاء على الجراثيم ،و العسل يستخدم أيضاً في علاج الحروق ، أمراض اللثة ، المعدة والأمعاء.
وأيضاً الإعجاز في هذه الآية في كلمة أَوْحَى ، فقد أُثبت أن النحل لا يتعلم صنع العسل بل هناك غريزة زرعها الله تعالى فيه وهناك برنامج دقيق يسير عليه ولا يتغير أبداً.
هذه كانت أمثلة بسيطة على إعجاز القرآن الكريم وما ذُكر في هذه المقالة هو شيء قليل جداّ مما ورد في القرآن الكريم، ومازالت هناك أبحاث طبية وعلمية مستمرة لاثبات الحقائق الموجودة في القرآن الكريم.