
ملخص تفسير سورة البقرة من الآية ١٠٢ : ١١٣ من سورة البقرة

https://youtu.be/r-76Hawc60o?si=yWZueGfGNJnmuIci
https://youtu.be/3Ue-H9NBHS0?si=dC4LH0bHg26GwYqh
https://youtu.be/OabT1N2kjsk?si=jUP59_ox7Q9UgTDh
الآيات 102:113 من سورة البقرة
.{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿102﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿103﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿104﴾ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿105﴾ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) }
تفسير الآيات 102:113 من سورة البقرة
الآية 102 توضح لنا أن من مارس السحر فقد كفر
في زمن سليمان عليه السلام كان الشياطين يسترقون السمع، لأن الله تعالى مكنهم من سماع أوامر السماء، فكانت الملائكة تتلقى هذه الأوامر حتى تنزل إلى الأرض لتنفيذها، ولكن عندما نزل القرآن وبُعث محمد صلى الله عليه وسلم مُنعت هذه الشياطين من كل ذلك، لأن الله أنزل عليهم نجوماً حارقة تحرقهم كلما حاول أي شيطان أن يسترق السمع من السماء. وقبل أن ينزل القرآن ويبعث محمد صلى الله عليه وسلم كان الشياطين يأخذون هذه الأوامر ويضيفون إليها الأكاذيب وينقلونها إلى الكهنة زعماء الكفر عند اليهود، حتى وصل الأمر إلى أن يصدق الناس هذه الخرافات ويظنون أن الجن والشياطين يعلمون الغيب. لقد انتشر الفساد وامتلأت الأرض كفراً وسحراً يضر الناس ويفرق بين الرجل وزوجه وغير ذلك، ولكن كل شيء بأمر الله، كل هذا ابتلاء من الله لاختبار إيمان الناس، فمن مارس السحر فقد اختار الكفر وهو من الكافرين وله عذاب أليم، فنجد أن كثيراً من اليهود مارسوا السحر وأصروا على اختيار الكفر واتباع ما تتلوه الشياطين من هذا السحر بعد أن رفضوا كتاب الله وهو القرآن كما رفضوا التوراة من قبل، ولم يكتف اليهود بهذا بل اتهموا سليمان بأنه ليس نبيا وأن الله لم يعطه هذه المملكة وإنما مارس السحر. ولكن الله تعالى أعطى سليمان الملك.. أعطاه هذه النعم من التحدث مع الطير وتسخير الريح وغير ذلك استجابة لدعاء سليمان لله تعالى حين أتته النبوة، فتضرع إلى الله أن يعطيه ملكاً لا يعطيه أحداً من بعده، ولأن الله يدافع عن الذين آمنوا، فإن الله يدافع عن نبيه، ويبرئ سليمان عليه السلام بقوله إن سليمان لم يكفر ولم يمارس السحر، بل من مارسه ونشره في الأرض، سواء كانوا ممن يسترق السمع من الشياطين أو من الإنس أو من الجن، كلهم كالشياطين أو هم شياطين أصلاً لأنهم يتبعونهم، فعرفوا أن من مارس السحر فقد كفر بالله، ولكنهم أصروا على اختيار الكفر.
وهذا شراء خبيث، شراء الدنيا الفانية بالآخرة، وشراء الكفر بالإيمان، أي ترك الإيمان ونعيم الآخرة، فكلهم كافرون.
( لو كانوا آمنوا )
تحدثت الآية السابقة عن السحر وقد بين الله عز وجل للناس أن من عمل به فقد كفر لأنه يؤدي إلى الإيذاء و الضرر و التفريق بين المرء وزوجه ولكن هذا الابتلاء كله بأمر الله حتى يظهر الخبيث من الطيب ومن اختار أن يعمل بالسحر أي أنه اختار الكفر بعد أن علم أنه كفر فله عذاب أليم عند الله وهؤلاء السحرة علموا أَنَّ مَنْ يمارس السحر يكفر.
ومع ذلك لم يعملوا بما علموا. ولو كانوا اختاروا الإيمان واتقوا الله وخافوا عقابه وتركوا السحر الذي قال الله تعالى عنه إنه كفر لكان ثوابا وخيرا لهم عند الله تبارك وتعالى وأعطاهم الله أجراً في الدنيا والآخرةعظيماً لتركهم المعصية في سبيل الله..
( تبديل كلمة راعنا بكلمة انظرنا )
4_ نجد أن اليهود يستخدمون دائماً كل الأساليب لزعزعة الإيمان في قلوب المسلمين، حتى أنهم يتربصون بكلمة من القرآن الكريم، مثل كلمة راعنا والتي تعني بالعربية احمنا، ولكنها عند اليهود تعني السب والقذف، واستخدموها استهزاءً بالمؤمنين، ولكن لحكمة الله استبدلها بكلمة انظُرنا والتي تعطي نفس المعنى راعنا أي انظر إلينا واحمنا، وأمر الله المؤمنين بالسمع والطاعة في تحريم كلمة راعنا واستبدالها بكلمة انظُرنا أي انظر إلينا واحمنا يا رب. وقد توعد الله الذين كفروا بعذاب أليم إذا استخدموا هذه الكلمة في سب المؤمنين
( لا يريدون الخير للمؤمنين )
5_ نجد أن البغضاء والحسد ليست من الذين كفروا من أهل الكتاب فقط، بل من المشركين الكفار الذين لا ينتمون إلى أي دين، كلهم لا يريدون الخير الذي ينزل على رسول الله والمؤمنين من آيات الخير على المؤمنين، ولذلك أراد الله أن يرد عليهم وعلى حسدهم وبغضهم بأن الله يختار لرحمته من يشاء من عباده، وأن الله يؤتي فضله على من يشاء، ولقد أنعم الله على رسوله والمؤمنين بنعيم الإيمان ونوره ورحمته في قلوب المؤمنين وغير ذلك من نعيم الله.
( النسخ )
6"ونجد اليهود يتربصون بأوامر الله ونهيه، فينتقدون ويتعجبون من أن محمداً صلى الله عليه وسلم نهاهم في آية ثم أمرهم بغيرها، وأوحى إليهم أن الله نسخ آية بأخرى. والنسخ هو الإزالة، فإذا حذف آية بأخرى أو ترك آية في أنسب وقت لها، كانت الآية الأولى أنسب وأحكم في وقتها. وبعد أن يمر الزمان ويتغير يبدل الله آية بأخرى أنسب لوقتها وأحسن حكماً من التي قبلها.. أو مساوية في حكمها. فلا نسخ في العقائد لأن العقائد ثابتة لا تتغير، ولا نسخ في الأخبار"
(ألم تعلم)
7_ الله تعالى يغير ويبدل وينسى متى شاء، إنه على كل شيء قدير وله ملك السموات والأرض فليس لنا من دون الله من ولى ولا نصير
وحينما يسأل الله سؤال تقريري عندما سأل (ألم تعلم) وما يأتي بعده نجد أن السامع لا يجد إلا جواباً واحداً وهو أنه يقر بما قاله الله تعالى فيقول (نعم يا رب أنت الحق وقولك حق)
.(عندما سألوا المؤمنين اسئله لرسول الله صلى الله عليه وسلم)
لقد استمر اليهود في زعزعة المؤمنين ونقد أفعال المؤمنين والأنبياء واتهامهم بالسحر والكفر، حتى أنهم انتقدوا كتاب الله وكلامه وأوامره ونهيه، بل وتربصوا بآيات الله تعالى من أول الكلمة إلى الآيات وغيّروها بأمر الله تعالى، كل هذا من إصرارهم على إغراءطح المؤمنين وزعزعة إيمانهم، حتى أن بعض المؤمنين سألوا رسول الله أسئلة قد تقودهم إلى الضلال والكفر، أراد الله تعالى أن يذكر المؤمنين بسلوك اليهود الكفار مع رسلهم، أنهم سيسألون رسولهم موسى أسئلة تقودهم إلى الضلال، ومن محبة الله للمؤمنين سألهم: (أتريدون أن تسألوا رسول الله؟) كما سئل موسى من قبل، فقد اشتروا الكفر بالإيمان وضلّوا عن السبيل، يريد الله من المؤمنين ألا يضلون عن سبيل الإيمان.
( ان يردُوهم بعد إيمَانهم كفارا)
9_ ويبين الله تعالى لهم أن أكثر أهل الكتاب من الكفار يريدون إرجاعهم إلى الكفر بعد الإيمان، وهذا حسد وبغضاء من أنفسهم لأنهم عرفوا الحق.وهو أنهم كانوا على يقين من صدق أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين كما ورد في التوراة، وأصروا على الكفر والتكذيب برسالة النبي.ومع كل هذا أمر الله بالمغفرة والعفو حتى يأتي أمر آخر من الله، لأن هذا الوضع بالنسبة لليهود وما يفعلونه بالمؤمنين لن يستمر، فما دام الله قال حتى يأتي الله بأمره، فلا بد أن يأتي أمر الله، وسيأتي يوم يحاسبون فيه على جرائمهم، وهذا اليوم ليس ببعيد، لأن الله له القدرة المطلقة في ملكه، وهو على كل شيء قدير.
( امر الله ان يقيموا الصلاة )
110_ ولذلك أمر الله المؤمنين بالثبات على الإيمان، وقبول الفريضة، الصلاة وإيتاء الزكاة، وهما صلة بين المؤمن والله، فالصلاة صلة بين العبد وربه، والزكاة صلة بين الناس لأنها تنفيذ أمر الله، فهي أيضًا صلة بين العبد وربه، فإذا أخرج زكاة أو صدقة أو صلى أو حج، فكل خير يعمله المؤمن يؤجر عليه، والخير الذي تعمله بيد الله البصير الذي لا يخفى عليه شيء، والله بكل شيء بصير.
( زعم اليهود لن يدخل الجنة الا يهودى او نصرانى )
111_ وما زالت طوائف أعداء الدين من اليهود والنصارى والمشركين تحاول بث اليأس في قلوب المؤمنين بالكذب والإحباط حتى يبتعدوا عن الإسلام. ومن هذه المحاولات زعمهم أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً أو نصارى، وهذه ليست إلا أماني حمقى لأنها لا تتحقق، وقول الله تعالى يؤكد كذبهم، فليس لديهم دليل على أنهم سيدخلون الجنة وحدهم، ولن يجدوا في كتب الله ولا في أقوال رسله ما يؤيد ما يدعونه.
( لن يدخل الجنة إلا مسلم )
112_ فلما جاء الإسلام حكم بأن لن يدخل الجنة الا من اسلم لله لأنه خاتم الأديان ومن أسلم وجهه لله أي أسلم لله، والوجه من أشرف الأشياء في الإنسان لأنه يؤدي أعلى المشاعر وهو السجود لله، ومن آمن وعمل صالحاً وأخلص لله زاد أجره عند الله، ولم يخاف ولم يحزن لأن الله يطمئن المؤمن بالثواب والجنة.
(كلا من اليهود والنصراني يتهم الآخر ويدعى الجنة لنفسه فقط )
113_ ورغم اتفاقهم على محاولة زعزعة إيمان المؤمنين، قد يظن البعض أن هذا الاتفاق يدل على محبتهم لبعضهم البعض، ولكن الكراهية استولت عليهم حتى تجاه أنفسهم، واليهود يقولون إنهم سيدخلون الجنة وحدهم والنصارى لا شيء، والنصارى يقولون إنهم سيدخلون الجنة وحدهم واليهود لا شيء، والمشركون يقولون إن اليهود والنصارى لا شيء.. وكان من المفترض أن يتميز أهل الكتاب، فيعلمون من كتبهم الجنة والنار، النعيم والعذاب، لكنهم استوى مع من لا يعرف شيئاً عن الجنة والنار والآخرة، وهم المشركون، وهذا الخلاف الكبير سيحكم فيه الله تعالى، فهو العليم بكل شيء، وسيحكم بينهم بالحق يوم القيامة وعلى مرأى من خلق الله أجمعين.
.