أهداف الزواج في الشريعة الإسلامية

أهداف الزواج في الشريعة الإسلامية

0 reviews

الزواج هو اختيار الله لعباده فقد جعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالا كريما مع رضاها وعلي إيجاب وقبول كمظهرين لهذا الرضا وعلي إشهاد علي منهما قد أصبح للأخر وبهذا وضع للغريزة سبيلها المأمونة وحمى النفس من الضياع وصان المرأة عن أن تكون كلاء مباحا لكل راتع ووضع نواة الأسرة تحوضها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة فتنبت نباتا حسنا وهو النظام الذي ارتضاه الله وابقي عليه الإسلام وحصن للمسلم ووقاية لصحته وسلامة لبدنة

الزواج هو أساس الحياة حيث أن الخالق جعل الزواج هو الحياة وبقائها واستمرارها علي الأرض قال تعالي وخلقناكم أزواجا وهو علي أن الحياة الإنسانية مخلوقة علي أساس الزوجية بين الرجل والمرأة

الزواج ضرورة حياة فهو حاجة فطرية غريزية متصلة بأحد المقاصد الضرورية وما فيها من حفظ النسل وقد ثبت الحث عليه والترغيب القرأن والسنة بشتي الأساليب والمعاني

الزواج عبادة يستكمل بها الإنسان نصف دينه ويلقي بها ربه علي أحسن حال من الطهر والنقاء والإسلام يعد الزواج من العبادات وطبيعي أن الزواج يكون عبادة مطلوبة ممن توافرت لديه دواعيه فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه علي شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني ويستدل من هذا الحديث أن الزواج من المرأة الصالحة هو معونة من الله للعبد تغطي نصف الدين

الزواج سبيل للرزق فقد يتردد المرء في قبول الزواج فيحجم عنه خوفا من الاضطلاع بتكاليفه وهروبا من احتمال أعبائه فيلفت الإسلام نظره إلي أن الله سيجعل الزواج سبيلا إلي الغني وأنه سيحمل عنه هذه الأعباء ويمده بالقوة التي تجعله قادرا علي التغلب علي أسباب الفقر قال تعالي وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم لقول النبي تنوجوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال

الزواج خير كنز ومعين علي الإيمان فعن ثوبان رضي الله عنه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة قال كنا مع رسول الله فقال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة فلو علمنا أي المال خير فنتخذه فقال لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه علي إيمانه

الزواج سبيل لخير متاع الدنيا فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة 

الزواج سبيل للصحة وهو ما أكده العلم الحديث فالزواج يؤدي إلي فوائد للصحة النفسية للمتزوجين وأنه يقود إلي تغيرات في دماغ الإنسان تحفز جهاز المناعة كما أن للزواج فوائد صحية يقي الرجال والنساء بإذن الله تعالي متاعب الصداع العارض والمزمن من حيث الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة علي تخفيف حدة توتر الجسم هرمونات السعادة بكم أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن كما يساعد علي التنخلص من غالبية أشكال الضغوط النفسية والعصبية ومن توقف العمل والاصطدام بالمجتمع وعليه فينبغي لكل من يؤمن بالله ربا دينا وبمحمد نبيا ورسولا أن يحتسب هذه المنافع والمصالح حين إقدام الزواج لتكون له بركتها وأجورها بإ1ن الله تعالي

تزويج الأسرة لأبنائها علي أساس الدين

حيث إن أول اعتبار ينبغي أن تأخذه الأسرة في قضية الزواج سواء لأولادهم أو بناتهم هو اعتبار الدين والخلق لأنهما كفيلين بما بعدهما وما بعدهما يقع في دائرة الباءة وهو ما تهتم به الأسر عند الزواج أي القدرة الكلية علي الزواج وتباعته فإذا توفر الدين والخلق فلن يتقدم المتقدم للزواج إلا إذا استوفي الباءة المطلوبة وهنا يأتي دور الأسرة لقبوله وفقا لتوجيهات النبي صلي الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه

احترام حق الأبناء في الاختيار للزواج

فقد ساوي الإسلام بين الرجل والمرأة في حق اختيار كل منهما للأخر ولم يجعل للوالدين سلطة الإجبار عليهما فدور الوالدين في تزويج أولادهما يتمثل في النصح والتوجيه والإرشاد ولكن ليس لهما أن يجبر أولادهما ذكورا أو إناثا علي زواج لا يرضونه بل الاختيار الأخير في هذا للأبناء فالزواج يعتبر من خصوصيات المرء وإن إجبار أحد الوالدين ابنته علي الزواج بمن لا تريد محرم شرعا لأنه ظلم وتعد علي حقوق الأخرين فللمرأة في الإسلام حريتها الكاملة في قبول أو رد من يأتي لخطبتها ولا حق لأبيها أو وليها أن يجبرها علي من لا تريد لان الحياة الزوجية لا يمكن أن تقوم علي القسر والإكراه وهذا يتناقض مع ما جعله الله بين الزوجين من مودة ورحمة وقد جاءت النصوص النبوية الشريفة مؤكدة علي هذا الحق ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكح الأيم حتي تستأمر ولا تنكح البكر حتي تستأذن قالوا يا رسول الله كيف إذنها قال أن تسكت والأيم الثيب وهي التي سبق لها أن تزوجت وتستأمر يطلب أمرها وتشاور والبكر التي لم تتزوج بعد وأن تسكت استحياء مع قرينة تدل علي رضاها أو عدم قرينة تدل علي رفضها من بكاء أو ضحك ونحو ذلك

تبني الأسرة تشجيع أبنائها علي الزواج

ومن ثم فإن تبني الأسرة لسياسة التشجيع والإطراء والابتعاد التام عن الذم والتوبيخ انطلاقا من إيمان عميق بأن المدح إذا لم يفد فإنه لن يضر علي عكس الذم والتوبيخ فعلي الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم فإنهن أمانة في أعناقهم وأن الله سائلهم عن هذه الأمانة فعليهم أن يبادروا إلي تزويج بناتهم وأخواتهم وأبنائهم حتي يؤدي كل دوره في هذه الحياة ويقل الفساد والجرائم ومن المعلوم أن حبس النساء عن الزواج أو تأخيره سبب في فشو الجرائم الأخلاقية وانتشارها التي هي من معاول الهدم والدمار

توفير القدوة

وذلك بتقديم الأسرة الحسنة للحياة الزوجية السعيدة فكلما أعطت الأسرة صورة جميلة للحياة الزوجية وأظهرت قيمتها ومكانتها وأهميتها للفرد والمجتمع من خلال الالتزام بتوجيهات الشريعة الإسلامية لكل جوانب الحياة كلما كان ذلك داعيا إلي الحرص من قبل الأبناء علي إقامة الأسرة والالتزام بالحياة الأسرية وذلك من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وامرأة الرجل راعية علي بيت بغلها وولده وهي مسئولة عن بغلها ورعيتها والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عن رعيته ألا وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وفي ضوء ذلك يأتي إعطاء الأسرة للصورة الجميلة للحياة الزوجية المرغبة في الزواج والمنفرة من العنوسة فكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه وكل إناء ينضح بما فيه

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

3

followings

4

similar articles