صحابه الرسول الكريم

صحابه الرسول الكريم

0 المراجعات

الصحابي الذي خرج لقتل رسول الله والظفر بجائزة قدرها 100 من الأبل وبدل أن يقتله ساعده ، وعوضه الله بعد وفاة الرسول بأمر عظيم يحلم به جميع العرب ، فماذا حدث بينهم؟


 

استيقظت قريش في صباح اليوم السابع والعشرين من صفر على خبر خروج النبي عليه الصلاة والسلام برفقه أبو بكر صديق إلى المدينة المنورة متخفيين دون أن يراهم أحدًا وكان هذا الخبر صادمًا لكفار قريش


 

لأنهم لم يريدوا أن يهاجر النبي وينشر الاسلام في المدينة المنورة

فحدثت ضجة في انحاء قريش وخرجوا سادة قريش برفقه أبنائهم للبحث عن النبي وصاحبيه في أرجاء مكه وضواحيها ..


 

فذهب أبو جهل لمنزل ابو بكر الصديق رضي الله عنه وطرق الباب فخرجت له إبنة الصديق أسماء بنت أبي بكر فسألها أبو جهل (أين أبوكي؟).

فقالت أسماء لا أعلم فضربها على وجهها حتى سقط حليها على الارض بمعنى(ذهبها)


 

جنَ جنون زعماء قريش وأسيادهم وأخذوا يبحثون في كل مكان عن رسول الله وصاحبه وقرروا وضع جائزة قدرها 100 من الأبل لمن يظفر برسول الله عليه الصلاة والسلام سواء حيًا أو ميتًا

الخبر وصل الى جميع أرجاء مكه المكرمه وأصبح الجميع يطمح بالجائزة ويكثف مساعيه من أجل الظفر بها، ومن هؤلاء الذين خرجوا للظفر بالجائزة وقتل رسول الله أو احضاره لزعماء قريش إن امكن ، هو (سراقة بن مالك)

سراقة بن مالك كان رجل قوي البنية ويجيد الفروسيه والرماية وكان يعد من أفضل رماة الأسهم بمكه المكرمة وعندما سمع بالخبر قرر الخروج إلى ضواحي مكه للبحث عن النبي وكان أوائل الذين خرجوا فور سماعهم الخبر ..


 

فجهز خيله وسيفه وقوسه وأتجه للبحث عن النبي وحاول تتبع آثاره

لكن في نفس الوقت كان زعماء قريش على بُعد سنتيمترات قليلة من رسول الله حين إختبأ الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق داخل غار ثور ..


 

وزعماء قريش إستطاعوا تتبع آثار النبي وصاحبه حتى اوصلهم لغار ثور حينها بحثوا خلف الغار وامامه ويمينه وشماله لكن لم يدخلوه أبدا.

لأن منظر الغار كان لا يوحي أبدًا أن هناك شخص دخله منذ مدة طويله فأستبعدوا الفكرة تماما ..

والحقيقة أن زعماء قريش كانوا يقفون فوق النبي وصاحبه مباشرةً حتى أن ابو بكر الصديق رضي الله عنه شاهد أقدامهم تتحرك من فوقه فنزلت دمعته وشاهدها رسول الله فسأله ، مالذي يبكيك؟.

فقال الصديق: أخاف أنا أرى فيك مكروهًا يارسول الله.


 

فقال رسول الله : الله معنا ، وأرسل الله سبحانه وتعالى العنكبوت فغطى الغار بشباكه حتى أن هناك صبي من قريش قال هلمَ إلى الغار ننظر داخله فقال له أمية بن خلف ساخًرا ألم ترى العنكبوت الذي عشش بالداخل ، والله إنه أقدم من محمدًا نفسه.

وبعد أن يأست قريش من البحث وقررت العودة لمكه كان سراقة بن مالك يبحث بدون ملل في جميع أرجاء مكه وضواحيها وينطلق بحصانه من وادي إلى وادي بحثًا عن رسول الله ، حتى قابل رجلًا من قومه وأخبره بأمر ما شعر بعدها سراقة أن الجائزة أصبح مسألة وقت.

كان هذا الرجل يرعى غنمه خارج مكه وشاهدَ رسول الله وأبو بكر الصديق لكن لم يكن يعلم بأمر الجائزة وعندما اقترب من الدخول الى مكه شاهد سراقة وكان من قومه فوقفا وتحدثَا قليلًا وأخبره الرجل أنه شاهدًا رجلان يشبهان رسول الله وأبو بكر الصديق.

هنا سراقة لم يصدق نفسه ومن شدة طمعه حاول تضليل الرجل وأخذ يستهزىء بكلامه ويضلله وقال له ، لا إنهم رجلان ضاعت لهم ناقة فخرجا للبحث عنها ، وكذب على الرجل حتى يظفر بالجائزة وحده ثم إنطلق بإتجاه المكان الذي حدده الرجل


 

لكن حدث أمرٌ غريب لسراقة فكان خيلهُ يتعثر كثيرًا في الطريق.

وبعد كل مسافه والاخرى يتعثر الخيل ويسقط سراقة منه ، فتشائم سراقة من هذا الامر وأخذ يحاول في الخيل ولكن لا فائدة واستمر تعثره


 

حتى قرر الرجوع بعد أن تشائم ويأس وعندما همَ بالرجوع شاهد رسول الله وأبو بكر الصديق على مسافة قريبه منه وهم فوق الأبل وهنا رجع طمعه مره أخرى.

فركب خيله وقرر التوجه لهم لكن خيلهُ لم يتحرك من مكانه ورسخت أيادي الخيل على الارض بمعنى إلتصقت بالارض


 

فأخذ قوسه وقرر تصويبه ناحية الرسول لكن الخيل أخذ يحرك قدماه بقوة حتى غطى الغبار  عين سراقة ، فنادى بصوت عالي (ياهذان ) إدعوا لي ربكم يطلق قوائم فرسي بمعنى يفك قيد أيادي الخيل ،

فدعا له الرسول وتحرر الخيل ..


 

لكن طمعه كان شديد وحتى بعد أن دعا له النبي وفك الله قيود خيله ، قرر ركوبها والتوجه لقتل النبي والظفر بالجائزة وهنا إلتصقت خيله بالارض أكثر من المرة السابقه فناداهم وقال (ياهذان) إليكم سلاحي وزادي ومتاعي فخذاه وإليكم عهد الله أن أرد عليكم من ورائي.

فقالَا له ، لا حاجة لنا بزادك ولا سلاحك ولا متاعك لكن ردَ عنَا الناس بمعنى ضللهم ولا تقول لهم عن مكاننا ، فدعا له رسول الله وفكت قيود خيله وعندما أرادوا الذهاب صرخ وناداهم مرة أخرى وقال لهم تريثوا أحدثكم والله لن يصدر مني مكروه.

فقال لهم سراقة والله إني أعلم يامحمد أنه سيظهر دينك ويعلوا أمرك فعاهدني إني جئت في ملكك أن تكرمني وأكتب لي بذلك ، فعاهده النبي وأمر أبو بكر أن يكتب له على لوح عظم بذلك ..


 

وقبل أن ينصرفوا سأله النبي عليه الصلاة والسلام وقال له ، كيف بك إذا لبست سواريّ كسرى فارس؟

فسأله سراقه بإستغراب وقال له كسرى إبن هرمز؟ وقال له النبي نعم كسرى ابن هرمز،بمعنى كيف شعورك لو لبست سواري كسري وهي تاج كسرى وذهبه


 

وكلام رسول الله فيه تبشير لسراقة بأنه سوف يلبس سوار كسرى في يوم من الأيام والأمر كان شبه مستحيل لسراقه حتى أنه تعجب وضحك عندما سأله النبي هذا السؤال.

عاد سراقة الى مكه واثناء رجوعه صادف بعض الفرسان الذين خرجوا للظفر بالرسول


 

فقال لهم إرجعوا فأنني نفضت هذه المنطقة نفضًا بحثًا عن محمد وصاحبه ولم إجدهم فأرجعوا ادراجكم ، ورجعوا أدراجهم واستطاع رسول الله والصديق إكمال وجهتهم دون مضايقة من أحد،

على الرغم من أن سراقة كان يعلم أن محمدًا رسول الله ونبيه إلا أنه كابر ولم يسلم حتى يوم فتحت مكه


 

ويوم فتح مكه جاء سراقة للنبي وكان بين اصحابه ودخل على النبي ورفع صوته وقال يامحمد أنا سراقه وهذا كتابك لي قبل عشر سنوات ، فقال له النبي أدنوا ياسراقة فهذا يوم وفاء ،.

ونطق الشهادتين ونال من رضا النبي عليه الصلاة والسلام


 

ولم تمضي أشهر حتى توفي رسول الله ودارت الأيام والسنين حتى أصبح سراقة كهلًا في الثمانينات من عمره،وكان أمير المؤمنين هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه  .

ومنّ الله على المسلمين وفتحت بلاد فارس جميعها فأخذ المسلمون الغنائم وإتجهوا للمدينه


 

وكان من ضمن الغنائم هي ثياب كسرى المرصعه بالذهب وتاجه الممتلىء بالمجهورات وأساوره وخاتمه وتم إدخالها على عمر بن الخطاب وعندما شاهدها حمدَ الله على هذا النصر العظيم ونادى سراقة بن مالك.

لتنفيذ وتحقيق مابشره به النبي قبل هجرته .


 

ودخل عليه سراقة بن مالك وألبسه الفاروق ملابس كسره وتاجه (واساوره) ورجتّ المدينة بأصوات تكبيرات المسلمين لأنه تحقق مابشر به النبي صلى الله عليه وسلم سراقة، وقال له عمر بن الخطاب ممازحا إياه ( بخٍ بخ أأعرابي من بني مدلج عليه سواري كسرى)

ثم رفع الفاروق رأسه للسماء وقال اللهم إنك منعت هذا المال رسولك وكان أحب إليك مني وأكرم عليك، ومنعته أبو بكر الصديق وكان أحب إليك مني وأكرم عليك ، وأعطيتني إياه فأعوذ بك أن تكون أعطيتني إياه لتمكر بي ، ووزع المال على المسلمين كافة

سراقة لم يمتلك سوارِي كسرى لانها ملك لجميع المسلمين لكن فقط لبسها كما وعده النبي عليه الصلاة والسلام 


 

رضي الله عن سراقة بن مالك المدلجي وجمعنا به في جناته ..


 

المصادر :


 

سير اعلام النبلاء 


 

البداية والنهاية 


 

الأحاديث رويت في صحيح مسلم والترمذي

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

37

متابعين

14

متابعهم

40

مقالات مشابة