قصة سيدنا آدم عليه السلام: من الطين إلى الخلافة

مقدمة:

تُعد قصة سيدنا آدم عليه السلام من أعظم القصص في تاريخ البشرية، فهي قصة الخلق الأول، وقصة بداية رحلة الإنسان على الأرض، وقصة الصراع بين الخير والشر، وقصة التوبة والغفران.

خلق سيدنا آدم:

خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).

نفخ الروح في سيدنا آدم:

ثم نفخ الله تعالى في سيدنا آدم من روحه، قال تعالى: "ثُمَّ صَوَّرَهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ" (السجدة: 9).

تعليم الملائكة:

علم الله تعالى الملائكة أسماء كل شيء، ثم أمرهم بالسجود لسيدنا آدم، قال تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة: 31).

سجود الملائكة:

سجد الملائكة جميعًا لسيدنا آدم إلا إبليس، قال تعالى: "إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ فَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة: 31).

دخول الجنة:

أسكن الله تعالى سيدنا آدم وزوجته حواء الجنة، وأباح لهما الأكل من كل ما فيها إلا شجرة واحدة، قال تعالى: "وَقُلْنَا اهْبِطَا مِنَ الْجَنَّةِ كِلَا سَوَيًّا وَتَناولا مِنَ الشَّجَرَةِ فَكُلا رَغِدًا هَنِيئًا" (البقرة: 35).

وسوسة إبليس:

وسوس إبليس لسيدنا آدم وحواء فأغواهما على الأكل من الشجرة المحرمة، قال تعالى: "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ قَالَ مَا أَخْرَجَكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ خَالِدَيْنَ" (الأعراف: 20).

أكل الثمرة المحرمة:

أكل سيدنا آدم وحواء من الشجرة المحرمة، فعصيا الله تعالى، قال تعالى: "فَأَكَلَا مِنْهَا فَتَغَشَّيَا بِأَوْرَاقِ الْجَنَّةِ وَعَلَمَا أَنَّ لَهُمَا عَوْرَاتٍ فَصَاعَا بِأَوْرَاقِ الْجَنَّةِ" (الأعراف: 22).

الخروج من الجنة:

طرد الله تعالى سيدنا آدم وحواء من الجنة، قال تعالى: "ثُمَّ أَدْخَلَهُمَا رَبُّهُمَا الْجَنَّةَ فَأَكَلَا مِنْهَا رَغِدًا هَنِيئًا

التوبة والغفران:

تاب سيدنا آدم وحواء إلى الله تعالى، وطلبا منه المغفرة، قال تعالى: "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (الأعراف: 23).

استجاب الله تعالى لتوبتهما وغفر لهما، قال تعالى: "قَالَ أَذْهَبَا بِذَنْبٍ مَّغْفُورٍ" (الأعراف: 25).

تعليم أسماء الملائكة:

علم الله تعالى سيدنا آدم أسماء الملائكة، قال تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة: 31).

النبوة والخلافة:

منح الله تعالى سيدنا آدم منزلة النبوة والخلافة، قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30).

الذرية:

تزوج سيدنا آدم من حواء، ورزقهما الله تعالى ذرية، قال تعالى: "وَاتَّخَذَ آدَمُ مِنْ زَوْجِهِ صَاحِبَةً وَحَمَلَتْ فَوَضَعَتْ لَدًا قَالَ لَكَ هَذَا غُلَامٌ مُبَارَكٌ" (هود: 71).

قصة ابني آدم:

كان لسيدنا آدم ابنان هما هابيل وقابيل، وكان هابيل بارًا تقيًا، بينما كان قابيل فاسدًا ظالمًا، قال تعالى: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ قَصَصَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتَقَبَّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يَتَقَبَّلْ مِنْ الْآخَرِ فَقَالَ هَذَا تَقَبَّلَ مِنِّي وَلَمْ يَتَقَبَّلْ مِنْكَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" (المائدة: 27).

قتل هابيل:

قتل قابيل أخاه هابيل حسدًا له، قال تعالى: "فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (المائدة: 27).

الموت والبعث:

مات سيدنا آدم عليه السلام بعد أن عاش في الأرض مدة طويلة، قال تعالى: "ثُمَّ أَمَتْنَاهُ وَقَتَلْنَاهُ ثُمَّ أَنْعَشْنَاهُ وَآتَيْنَاهُ مَلْكًا عَظِيمًا" (ص: 38).

الدروس المستفادة من قصة سيدنا آدم:

• قوة الإيمان: تُظهر لنا قصة سيدنا آدم قوة الإيمان، وكيف أن التوبة والرجوع إلى الله تعالى يمحوان الخطايا.
• مخاطر المعصية: تُحذرنا قصة سيدنا آدم من مخاطر المعصية، وكيف أنها تؤدي إلى الخروج من الجنة